قرارات الحكومة .. معركة وعي والتزام

25 فبراير 2021
قرارات الحكومة .. معركة وعي والتزام

بقلم : الدكتور إسلام العياصرة

لم يكن قراراً سهلاً .. العيون تترقب والمصادر تتلقف اي معلومة من هنا وهناك حول القرار ووسائل الإعلام تنتظر .. خيارات محدودة والتعقيد يسود مشهد الوضع الوبائي وانزعاج رسمي من عدم التزام المواطنين بالاجراءات الوقائية والاحترازية وسط تنامي اعداد الاصابات والوفيات ونمو النسب الإيجابية الكلية وارتفاعها مقارنة مع عدد الفحوصات .

حالة القلق لا تكاد تكون مخفية والمعركة الحقيقية هي معركة وعي والتزام ومراعاة لابسط الحقوق في الحفاظ على النفس والآخرين وهو ما دفع الحكومة الى اتخاذ قرار عودة العمل بالحظر الشامل ليوم الجمعة وزيادة مدة الحظر الجزئي وفرص عقوبات مغلظة على المخالفين بعد عدة نداءات وحملات توعوية من مخاطر انتشار موجة جديدة للوباء.

الحكومة ولست احسدها على الموقف الذي وجدت نفسها فيه بين اصرارها على اكمال معركتها والوطن ضد الوباء و بين مراعاة ظروف المواطنين الاقتصادية ومختلف القطاعات التي اثقلتها هذه المعركة ولم تكن بمنأى عن التأثر بها كحال بقية الدول والتي فرضت قرارات اكثر شدة وراحت تتداعى إلى البحث عن فرصة للنجاة من وباء لا يفرق بين غني ولا فقير ولا بين صحيح او عليل .

الحظر سيد المشهد والخيارات المتاحة ليست كما ينبغي او بالحقيقة ليست مريحة وقد تكون على حساب شعبية الحكومة خاصة مع استمرار حالة التشكيك التي يتعمدها البعض في محاول لانكار وجحود اي جهود وطنية لمواجهة الوباء ، إعادة تقييم الحكومة للأمور وقياس مؤشرات النسب فرضت خيارات احلاها مُر ، فبعد تراجع مستوى الالتزام بالتباعد من قبل المواطنين واعتبار ان المعركة انتهت بمجرد تخفيف الإجراءات ، فكان الالتزام ليس بالمستوى المطلوب” بإجراءات السلامة العامة من لبس الكمامة والتباعد الجسدي، داخل منشآت أُعيد فتحها من مطاعم وأسواق تجارية حتى تحققت الانتكاسة في الوضع الوبائي الذي دفع باتجاه إعادة تقييم الأمور بالنسبة للمنشآت التي أعيد فتحها وفترة تجول المواطنين واعادة تفعيل الحظر الشامل يوم الجمعة بعد نحو 6 أسابيع من إلغاء هذه الإجراءات التي استمرت لقرابة العام .

القرارات الحكومة الجديدة هدفت إلى منع حدوث انتكاسة وبائية وتسعى في حقيقتها للحد من انتشار فيروس كورونا قدر الإمكان، وهو ما تطلب تدخل حكومي سريع وإجراءات مغلظة وحازمة والتأكيد على دعوة الأردنيين إلى الالتزام بأعلى درجات الالتزام والتقليل من النشاطات خارج المنازل.

اليوم لا سبيل عن الصراحة ولا مكان للمجاملة ولو قدر لاي شخص اصابته او فجع بوفاة عزيز على قلبه لما كان هذا الاستهتار نتاج تجربتنا التي ينبغي لنا ان نخرج منها بوعي اكبر وحرص اكثر ولم تكن الحكومة مضطرة لمثل هذا القرار الذي سيلقي بأثقال وأعباء إقتصادية جديدة إن استمر لاسابيع أو شهور .

في الختام ما يحدث في الأسواق اليوم وتزاحم المواطنين وعدم الالتفات إلى المخاطر المتأتية من هذه السلوكيات هو تأكيد حقيقي على أن معركتنا ستطول مع الجهل وسوء التقدير وليس الوباء فقط