وطنا اليوم – اختتم حزب الميثاق الوطني معسكره التدريبي الأول بعنوان «السردية في عين الميثاق»، والذي نظمه الحزب في إطار جهوده لترسيخ السردية الأردنية وتعزيز الوعي الوطني، وبمشاركة نخبة من الشخصيات السياسية والفكرية والإعلامية، وبحضور شبابي واسع من أعضاء الحزب وعلى مدار يومين.
وفي اليوم الاول تحدث الأمين العام لحزب الميثاق الوطني بالوكالة عن أن المعسكر يأتي استجابة لتوجيهات سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد لتوثيق السردية الأردنية، مؤكدًا أن هذه السردية تمثل سردية العطاء والهاشميين والثورة العربية الكبرى والاستقرار، وأن الشباب هم عنوان المرحلة لتثبيت السردية وروايتها للاجيال المتعاقبة، داعيًا إلى تمثيل الرواية الوطنية في الفضاءات الحديثة وحمايتها من التشوهات.
بدورها أكدت مساعد الأمين العام لشؤون الثقافة الحزبية والوطنية ، أن السردية الأردنية ليست مجرد خطاب، بل هي مشروع وطني متكامل تشكّل عبر التفاعل التاريخي بين الإنسان الأردني وجغرافيته ودولته، وهي تكليف وخارطة طريق رسمها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولس العهد لبناء وعي وطني جامع، يهدف إلى توثيق السردية الوطنية وحمايتها للأجيال القادمة.
العين الدكتور زهير أبو فارس، أكد كذلك أهمية الدور المحوري والاستراتيجي الذي يضطلع به الشباب في حفظ السردية الوطنية وصونها من التحريف أو التهميش، ونقلها بصورة واعية ومسؤولة إلى الأجيال القادمة، باعتبارهم الحامل الحقيقي للذاكرة الوطنية والضامن لاستمراريتها. وأشار أبو فارس إلى أن تمكين الشباب معرفيًا وثقافيًا يُسهم بشكل مباشر في ترسيخ قيم الانتماء والولاء الوطني، وتعزيز الوعي بالهوية الأردنية، بما ينعكس إيجابًا على تماسك المجتمع وقدرته على مواجهة التحديات الفكرية والثقافية، ويحفظ الثوابت الوطنية في ظل المتغيرات المتسارعة.
وتحدث الوزير الأسبق المهندس حديثة الخريشة عن الحياة السياسية في السردية الأردنية، مشيرة إلى أن هذه السردية وليدة النهضة العربية الحديثة، وأن الأردن تميّز منذ نشأته بالأساس الديمقراطي والمشاركة الشعبية، مستعرضة تطور الحياة النيابية منذ عام 1946 وحتى اليوم، باعتبارها جزءًا أصيلًا من بناء السردية الوطنية.
وفي جلسات اليوم الثاني أشار الوزير الأسبق المهندس صخر دودين إلى ضرورة دور الإعلام في السردية الأردنية، مؤكدًا أن الإعلام يشكل أداة رئيسية في توثيق السردية الوطنية وتشكيل الوعي الجمعي، وأن الرواية الإعلامية تُقدَّم للجمهور عبر ثلاث قنوات رئيسية هي: الانتقاء، والترتيب، والتأويل.
كما أشار دودين إلى رمزية السردية التي تحدث عنها سمو ولي العهد، مؤكدًا ضرورة أن تكون السردية الأردنية شفافة وحقيقية وتعكس القيم الوطنية، متناولًا مفردات السردية المرتبطة بالمعادلات الوطنية والتقاليد والعادات والممارسات الشعبية، ومشددًا على أهمية دور الشباب في توثيق السردية الأردنية وحمايتها.
من جانبه تحدث العقيد المتقاعد الدكتور عبد المجيد الكفاوين عن الجذور التاريخية للسردية الأردنية، مبينًا أن الفكر الهاشمي قام على وعي تاريخي مبكر يرى أن الدولة لا تُبنى بالمظاهر، بل بالقيم، وتُحمى بالسلاح دفاعًا عن الكرامة والسيادة، موضحا أن من رحم الثورة العربية الكبرى وُلدت فكرة الجندي العربي كمشروع تحرر وبناء، وأن الجيش العربي تأسس جنبًا إلى جنب مع قيام إمارة شرق الأردن، مستعرضًا تطور الجيش العربي حتى يومنا هذا.
واختُتم معسكر “السردية في عين الميثاق” فعالياته بتأكيد أهمية الشراكة الوطنية في كتابة السردية الأردنية، ودور الشباب الذين يشكلون ركيزة أساسية في حمايتها وصونها ونقلها للأجيال القادمة.
وشدد المشاركون في ختام المعسكر على أن السردية الأردنية تمثل جوهر الهوية الوطنية للدولة القائمة على الدستور وسيادة القانون، والتكامل بين السلطات، وتمكين الشباب والمرأة، وتعزيز قيم المواطنة والابتكار، مؤكدين أن حماية السردية الوطنية مسؤولية جماعية، وأن كل فرد في المجتمع شريك في توثيق رواية الوطن ونقلها للأجيال القادمة، بما يعزز حضور الأردن ودوره الإقليمي والدولي بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.











