وطنا اليوم _
كتب ليث الفراية
هناك لحظات نلتقط فيها أنماطاً من الزمن قبل أن تدركها الساعات ونشعر بأن شيئاً أكبر من الروتين اليومي يتشكل أمام أعيننا شيء يكتب نفسه بلا ضوضاء لكنه يترك أثره في كل ما يحيط بنا الأستاذ فراس عبيدو موجود في تلك اللحظة في قلب التفاصيل الصغيرة والكبيرة حيث تتحرك الطاقة كما لو كانت تتنفس والمباني تتحدث بلغة لا يفهمها سوى من يملك العين التي ترى ما وراء الجدران والفكر الذي يقرأ نبض الأجهزة قبل نبض البشر في عالم كثيراً ما يختزل النجاح بالألقاب والرتب نجد في حضوره قصة مختلفة قصة رؤية تصنع المستقبل بينما لا ينتبه الآخرون إلا للحاضر قصة تجعل التكنولوجيا أداة للحياة وليست هدفاً في حد ذاتها .
في فضاءات تتسارع فيها التكنولوجيا وتتداخل فيها أنظمة الطاقة مع تفاصيل حياتنا اليومية يظهر من بين الصخب والضوضاء من يحمل في ذهنه رؤية تتخطى حدود الزمن والحاضر فراس عبيدو رجل يحوّل الأفكار المعقدة إلى واقع ملموس ويجعل من المباني أكثر من مجرد هياكل صامتة بل كائنات ذكية تتفاعل مع الإنسان تفهمه قبل أن يعي حاجاته وتستجيب قبل أن يُطلب منها في كل مشروع يمر عبر يده تصبح البيانات نبضًا والحسّاسات لغة والأنظمة الذكية لوحة حية من الابتكار حيث يتناغم العقل الهندسي مع الروح الإنسانية ويصبح كل مبنى تجربة فريدة تحاكي المستقبل قبل أن يأتي .
عندما نغوص في تفاصيل عمله نجد أن عبيدو لا يرى المبنى كمجرد حيز بل ككيان حي يعي دوره في حياة من يسكنه كل نظام تحكم وكل مصدر طاقة وكل خطة تصميم تمثل فقرة في قصة أكبر عن الاستدامة والكفاءة والتفاعل البشري إن رؤيته تتخطى حدود التقنية لتصبح فلسفة كاملة عن كيف يمكن للطاقة أن تحوّل الحياة اليومية وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تخدم الإنسان بدلًا من أن تكون مجرد أداة جامدة في هذا الانسجام بين العقل التحليلي والخيال الواسع يولد الابتكار ويصبح الإبداع منهجًا والاستدامة رؤية تُترجم في كل جدار وكل ركن وكل ضوء وكل حركة .
تأثيره في القطاع لا يقتصر على المشاريع التي أشرف عليها بل يمتد ليعيد صياغة المفهوم ذاته للطاقة والمباني الذكية فهو يجعل من التكنولوجيا وسيلة للتواصل بين الإنسان والبيئة المحيطة ومن الطاقة لغة يمكن من خلالها للمبنى أن يحكي قصته ويقدم تجربة فريدة لمستخدميه ويؤسس نموذجًا جديدًا للاستدامة عبيدو لا يطبق الأنظمة فقط بل يصنع تجربة كاملة حيث يصبح كل مشروع منصة لتبادل المعرفة واختبار الأفكار الجديدة وتشكيل بيئة تحفّز الإبداع والابتكار .
القوة الحقيقية في رؤيته تكمن في قدرته على الجمع بين التحليل الدقيق والتخيل الواسع بين القيادة والإبداع بين التقنية والإنسانية كل خطوة يخطوها في إدارة المشاريع أو قيادة الفرق أو تطوير الأنظمة تحمل بصماته الفكرية العميقة وتظهر قدرة على تحويل الأفكار الطموحة إلى واقع ملموس في كل قرار وفي كل نظام يتم تطويره يمكن رؤية أثر هذه الرؤية المتكاملة التي تجعل من الابتكار عادة ومن التفكير العميق أسلوب حياة ومن الاستدامة معيارًا يُحتذى في كل زاوية من زوايا العمل .
ومع ذلك ما يميز أثره ليس مجرد الإنجاز التقني أو الإدارة الرشيدة بل الطريقة التي جعل بها كل مشروع حكاية متكاملة تتحدث عن المستقبل كل فكرة تصبح تجربة وكل تجربة تصبح معيارًا يمكن القياس به عبيدو يقدم نموذجًا حيًا لكيفية توظيف الطاقة والتكنولوجيا لصالح الإنسان والمجتمع وكيف يمكن للابتكار أن يترك أثرًا مستدامًا يتجاوز حدود المبنى الواحد أو المشروع الواحد ليصل إلى مجتمع كامل ويصبح مثالًا يُحتذى في التفكير المستقبلي .
وفي نهاية المطاف قصة فراس عبيدو ليست مجرد قصة نجاح أو ريادة بل لوحة متكاملة من الفكر والرؤية والابتكار حيث تتلاقى التقنية مع الإنسانية ويصبح المستقبل ليس حلمًا بعيدًا بل واقعًا ملموسًا يتنفس في كل مشروع وكل فكرة وكل نظام يتم تطويره هنا في هذا العالم حيث تتحوّل الطاقة إلى لغة والمباني إلى كائنات ذكية تتفاعل مع الحياة نجد أن عبيدو لم يبنِ مجرد مشاريع بل بنى رؤية لم يرسم خطوطًا على الورق فحسب بل صنع المستقبل بأبعاده الثلاثة الابتكار الاستدامة والإنسان .






