بقلم: المحامي حسين أحمد عطا الله الضمور
ليست الكرك مدينةً عادية في وجدان الوطن، فهي التاريخ حين يُروى، والموقف حين يُختبر، والوفاء حين يُقاس بالثبات لا بالكلام.
منذ نشأة الدولة الأردنية كانت الكرك حصنًا منيعًا، وقدمت من خيرة رجالها من كتبوا صفحات المجد بالعرق والدم والولاء.
وحين يتحدث جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين عنها، تسمع في نبرته دفءَ الانتماء وصدق العلاقة التي تربط القائد بأهله، لا كملكٍ وشعبٍ، بل كابنٍ يعرف عشيرته الكبرى ويفتخر بها. الكرك بالنسبة لجلالته ليست رقعةً جغرافية على الخريطة، بل قلبٌ نابض من قلوب الأردن، وذاكرة نضالٍ لا تمحى.
لقد رأينا كيف يُولي جلالته الكرك اهتمامًا خاصًا في زياراته المتكررة، وفي توجيهاته الدائمة للنهوض بخدماتها وتنمية مناطقها وتمكين شبابها. فهو يدرك أن الاستثمار الحقيقي في الإنسان، وأن أهل الكرك بما ورثوه من قيم الشهامة والإباء هم عماد البناء الوطني وأساس الأمن والاستقرار.
في عيون القائد، الكرك عنوانٌ للصمود، ومثالٌ للوفاء، ومختصرٌ للعلاقة الراسخة بين العرش الهاشمي والشعب الأردني.
وفي قلوب أهل الكرك، جلالته ليس قائدًا فحسب، بل رمز العهد، وصوت الحكمة، وامتداد الهاشميين الذين حملوا راية الرسالة وبذلوا من أجل الأردن ما يليق بتاريخهم المجيد.
لذلك، تبقى الكرك في عيون القائد، وتبقى عيون أهلها شاخصة نحو قائدٍ يرونه الأصدق حبًا والأوفى عهدًا،
فهي منه، وهو منها…
ومن الكرك يبدأ الوجدان الأردني كما يبدأ التاريخ من جذوره الأصيلة.






