وطنا اليوم:اشتهر الشيخ السوري محمد خير الشعّال على منصات التواصل الاجتماعي بمقاطع محاضراته ودروسه التي يلقيها في جوامع ومساجد دمشق وريفها. وقد أثار حديث الرأي العام السوري خلال الأيام الماضية، قبل أن يقدم اعتذاره للشعب السوري، فما الأسباب التي دفعته إلى ذلك؟
فخلال يومين متتاليين، تم طرد محمد خير الشعّال من مسجدين في ريف دمشق، الأول في مدينة قارة، والثاني في حرستا، بدعوى أنه كان من بين أولئك الذين التزموا الصمت حيال جرائم نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، ولم يتخذ موقفا واضحا تجاه الإبادة التي تعرض لها الشعب السوري على يد جيش نظام بشار الأسد.
هذا الحدث أثار حالة من الانقسام بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، إذ طالب فريق وزارة الأوقاف بعدم السماح للشعّال بإلقاء المحاضرات والدروس الدينية في المساجد، في حين عبر فريق آخر عن دعمه له، مطالبين الحكومة السورية بوضع حد “لتلك التصرفات المستفزة”، حسب تعبيرهم.
وفي هذا السياق، قال أصحاب الرأي الأول موجهين خطابهم إلى الشعّال “حضرة الشيخ محمد خير الشعّال، لنفترض أنك غير مدان بتبرير جرائم نظام الأسد طوال 14 عاما، وأنك كنت مجبرا على اتخاذ موقف لا أخلاقي من مجازر النظام، لكنك لم تجرِ مراجعة شجاعة لمواقفك رغم مطالبتك بذلك”.
وأضافوا “ها أنت تتعرض للطرد من شباب غاضبين في قارة ثم في حرستا. يكفي يا شيخ، يكفي هداك الله، والتزم أحد حلين: إما اعتذار صريح يبرد نار قلوب المكلومين وإما الكف عن الظهور والتنظير، فالحياء شعبة من الإيمان، غريب أمرك يا شيخ! والأغرب منه موقف وزارة الأوقاف وإصرارها على إبقاء أمثالك، مما يعد استخفافا بمشاعر المقهورين”.
في المقابل، رأى آخرون أن الشعّال لم يصدر فتاوى بقتل الناس بل التزم الصمت، مستشهدين بأحاديث نبوية تحث على الصمت ولزوم البيت عند ظهور الفتن، مطالبين الدولة السورية الجديدة بوضع حد “للمتطرفين الجدد” الذين يدّعون العلم، حسب وصفهم.
كما أبدى فريق ثالث رأيا متوازنا، إذ قالوا “الحق يقال إن العلماء المرابطين تعاملوا مع الواقع خلال الثورة كما يتعامل الأسرى مع السجّان. فمنهم من صمت وسكت، ومنهم من ساير وجامل دفعا للضرر، ومنهم من اجتهد فأخطأ أو أصاب. أما من تواطأ وآذى وظلم أقرانه مستفيدا من وضعهم، فلا عزاء لهم”.
وأمام هذا الجدل، خرج الشيخ محمد خير الشعّال ببيان توضيحي عبر حسابه على فيسبوك جاء فيه “بيان وإيضاح.. عذرا لكل مكلوم ثائر ومرابط صابر آلمه يوما قولي أو فعلي. فما أردت إيلامهم، وهم إخواننا على العين والرأس، ولهم علينا يد لا تُنسى”.
وأضاف “لقد كنا يكرِهنا النظام البائد -تحت الضغط والتهديد- على بعض الكلمات أو اللقاءات التي لا نرتضيها، وكنا في ذلك كالمضطر لأكل لحم الميتة، لا يعلم إلا الله المخاطر التي واجهها الدعاة في مناطق النظام أيام الثورة، فقد اعتقلوا أخي وقتلوا عددا من أقاربي وفخخوا سيارتي وأصدروا قرار اعتقالي لدى فرع فلسطين”.
وأشار الشيخ في منشوره “استشهد بعض طلابي ممن دعموا الثورة واعتُقل بعضهم، وساعدت من استطعت على السفر كي لا يُجبروا على الالتحاق بجيش النظام، وكان بعض إخواننا الثوار يتابعوننا من الشمال وكنا نتابع أخبارهم بطرق غير مباشرة”.
وختم بالقول “كانت فرص السفر متاحة أمامي للنجاة والراحة، لكنني آثرت البقاء لمواساة الناس وتعليمهم ودعمهم، فقد واجهوا أهوالا وآلاما من إجرام النظام البائد”.
وبعد نشر بيان الشعّال، عاد التفاعل من جديد، حيث أشاد عدد من رواد منصات التواصل بموقفه وتوضيحاته، في حين استمر الجدل بين مؤيديه ومعارضيه.
طرد الشيخ الشعّال من مسجدين بريف دمشق يشعل الجدل ويضطره للاعتذار






