وطنا اليوم:رفاق الدرب في “فرسان التغيير”، أصدقائي وإخوتي في كل محافظة ومدينة وقرية من هذا الوطن العظيم…
أتحدث إليكم اليوم بقلبٍ ممتلئ بالفخر، وعينٍ ترى في كل وجهٍ من وجوهكم قصة إصرارٍ وأمل… لقد كانت “فرسان التغيير” بالنسبة لي أكثر من مؤسسة — كانت فكرةً وُلدت من رحم احلام وتطلعات الشباب الأردني لتعبر عن آمالهم، ورسالةً حملناها معًا لنعيد تعريف العمل الشبابي والسياسي والاجتماعي بروحٍ جديدة تؤمن بالوطن أولًا، وتضع الشباب في قلب التنمية.
منذ خمس سنوات، كنت واحدًا منكم… شابًا أردنيًا آمن أن التغيير ليس شعارًا يُقال، بل مسؤولية تُحمل… ومنذ ذلك اليوم، عملنا بلا توقف، بلا كلل ولا مصلحة، على بناء كيان شبابي وطني مستقل استطاع أن يرسخ بصمته في المشهد الأردني، وأن يكون منبرًا لكل من آمن بأن الأردن يستحق الأفضل.
نظمنا عشرات الفعاليات الوطنية والعربية، وشاركنا آلاف الشباب في مبادرات غيّرت الواقع على الأرض، وأسّسنا شراكات حقيقية مع القطاعين العام والخاص، ومع مؤسسات عربية ودولية، جعلت من فرسان التغيير قصة نجاح وطنية، استطعنا أن نربط الفكر بالفعل، وأن نحول الشغف إلى مؤسسات، والحلم إلى منجزات.
استلهمنا رؤيتنا من فكر جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، اللذين آمنا بأن الشباب هم قلب الوطن وعقله النابض، وأن الاستثمار في الإنسان هو أساس النهضة الشاملة، ومن هذا الإيمان، انطلقت مسيرتنا لتكون فرسان التغيير مدرسة في القيادة والعمل التطوعي، ومنصة لصناعة الوعي الوطني والمسؤولية الجماعية.
اليوم، وبعد رحلة امتدت على مدى خمس سنوات من العطاء، أعلن — وأنا بكامل القناعة والفخر — استقالتي من رئاسة هيئة الإدارة في مؤسسة فرسان التغيير، اعتبارًا من تاريخ هذا البيان، لأتيح الفرصة أمام جيلٍ جديد من القادة الشباب لحمل الراية، وتجديد الدماء، واستكمال المسيرة بنفس الروح التي بدأنا بها: روح الانتماء والإيمان والعطاء.
لقد قررت أن أتنحّى عن الموقع… لكنني لا أتنحّى عن الرسالة… فـ”فرسان التغيير” ستبقى بالنسبة لي بيتًا ثانيًا، ورسالةً باقية، ومشروعًا وطنيًا عابرًا للأشخاص والمناصب.
وأؤكد أنني أفوض مهام الرئاسة إلى نائب الرئيس لحين إجراء الانتخابات المقبلة، مع تشكيل هيئة إدارية جديدة تضم نخبة من الأعضاء المخلصين الذين أثبتوا كفاءتهم وقدرتهم على مواصلة البناء.
إنني أكتب هذه الكلمات والامتنان يملأ قلبي لكل من رافقني في هذه الرحلة — من الأعضاء والمتطوعين والداعمين والإعلاميين والشركاء — ولكل من آمن أن العمل من أجل الأردن لا يحتاج موقعًا، بل نية صادقة وإرادة لا تعرف التراجع.
سنظل دائمًا نؤمن أن الراية لا تسقط… بل تنتقل… من يدٍ إلى يد، ومن جيلٍ إلى جيل، لأن التغيير فكرة لا تموت، ولأن الأردن يستحق أن نحلم من أجله كل يوم، وأن نعمل من أجله بكل ما نملك.
دام الأردن عزيزًا شامخًا،
ودام شبابه منارةً للمستقبل،
ودامت فرسان التغيير عنوانًا للإيمان بالفعل لا بالكلام.
أخوكم. عصام المساعيد – رئيس هيئة إدارة مؤسسة فرسان التغيير للتنمية السياسية وتطوير المجتمع المدني سابقاً.






