مهرجان بيت سويمة الأول .. منصة لتمكين المرأة المنتجة

35 ثانية ago
مهرجان بيت سويمة الأول .. منصة لتمكين المرأة المنتجة

وطنا اليوم:فيما تسعى العشرينية فاطمة العلي لاستغلال أي حدث لتسويق منتجاتها الفريدة المصنوعة من عسل النحل كالصابون وكريمات البشرة، يأتي مهرجان “بيت سويمة الأول” ليوفر عليها عناء البحث والتنقل، مشكلا منصة تسويقية حيوية للسيدات المنتجات في لواء الشونة الجنوبية.
المهرجان الذي جمع بين عراقة التراث الأردني ووهج الفرح العائلي والسياحة الترويحية، لم يكن مجرد فعالية، بل كان منصة متكاملة لدعم التنمية المحلية ومعالجة التحديات التي تواجه المنتجين المحليين.
وترى فاطمة أن وجود مثل هذا المهرجان سيساعد السيدات المنتجات على كسر الحواجز التي تعيق وصول منتجاتهن إلى المستهلكين، مبينة أن السيدات المنتجات يواجهن العديد من التحديات المتمثلة بالبعد الجغرافي وارتفاع تكاليف النقل التي تقلل من هامش الربح، وتخطي عائق البيع للوسطاء أو المسوقين الذين يستحوذون على الجزء الأكبر من الأرباح.
وتشير إلى أن مثل هذه المهرجانات تساعد النساء على التغلب على صعوبة المنافسة مع المنتجات التجارية الكبرى والافتقار إلى أدوات الترويج الحديثة من خلال البيع المباشر للمستهلكين، منوهة إلى أن المهرجانات التسويقية تلعب دورا حيويا في تمكين السيدات المنتجات كونها توفر مساحة لإقامة أسواق مباشرة تستقطب الزوار والمتنزهين خصوصا في منطقة البحر الميت.
شراكات فاعلة ومزيج
من التراث والفرح
المهرجان الذي تنظمه جمعية تطوير وإعمار وادي الأردن بدعم مباشر من مديرية ثقافة البلقاء تضمن العديد من الفعاليات التي أوجدت مساحة واسعة للبهجة والمرح عبر كرنفال احتفالي للأطفال وفقرات فلكلورية جسدت الأصالة وأهمية الحفاظ على الموروث الثقافي.
وتؤكد مديرة ثقافة البلقاء الدكتورة منى السعود أن إقامة المهرجان يجسد أهمية الشراكة بين القطاعين الحكومي والمجتمعي في إنجاح المبادرات التنموية، قائلة” إن أهمية “مهرجان بيت سويـمة الأول” تقاس بأثره العميق والدائم في المشهد الثقافي والاجتماعي، فإلى جانب دوره الاقتصادي والتنموي يلعب المهرجان دوراً محورياً كحارس للهوية وجسر للتواصل بين الأجيال في المنطقة.”
شريان اقتصادي مباشر
تبين رئيسة جمعية تطوير وإعمار وادي الأردن سيرين الشريف أن مهرجان “بيت سويمة الأول” يهدف إلى دمج الثقافة بالسياحة ودعم المجتمعات المحلية، قائلة” الدور الأبرز للمهرجان هو تمكين المرأة وتعزيز التنمية المستدامة، إذ يوفر منصة تسويقية حيوية للسيدات المنتجات.”
وتضيف أن المهرجان يتيح للسيدات بيع منتجاتهن اليدوية والغذائية والحرفية مباشرة للجمهور دون تدخل وسيط ما يضمن لهن الحصول على كامل قيمة المنتج، وبالتالي تحقيق هامش ربح أعلى يساهم بفعالية في دعم دخولهن وأسرهن، مشيرة إلى أن توفر مثل هذه المنصة يعد فرصة حقيقية للسيدة المنتجة للتحدث مباشرة مع المستهلكين وتقديم قصة منتجها وجودته وأصالته ما يعزز من ثقة المستهلك في المنتج الريفي اليدوي ويساعد السيدات على بناء علاماتهن التجارية القائمة على الهوية المحلية.
وتؤكد أن الجمعية تعمل من خلال العديد من البرامج والمبادرات إلى تعزيز الاستقلال المادي للمرأة النجاح والتأكيد على دورها الريادي كمنتجة ومساهمة في الاقتصاد الأسري والمحلي، قائلة” نسعى في الجمعية لتحويل المهرجان من فعالية مؤقتة إلى أداة تنموية مستدامة، إذ سيتم إطلاق النسخة الثانية العام المقبل ليصبح تقليدا سنويا مما يمنح السيدات المنتجات استقراراً في التخطيط والإنتاج”.
تقول إحدى المشاركات “المهرجان هو أكثر من مجرد يوم ترفيهي؛ إنه شريان اقتصادي حقيقي لنا كسيدات ريفيات منتجات كنا نجد صعوبة في تسويق منتجاتنا،” موضحة أن المهرجان يعد فرصة ثمينة لتمكين المرأة الريفية اقتصادياً وتأكيد دورها في التنمية.
قيمة تنموية سياحية
يقول رئيس لجنة بلدية سويمة يعقوب العدوان إن أهمية مهرجان “بيت سويـمة” لا تقتصر على الجانب الاجتماعي بل امتدت لتلامس عمق التنمية المحلية على الصعيد السياحي، موضحا أن نجاح المهرجان في استقطاب أعداد كبيرة من الزوار سيعزز من النشاط السياحي في المنطقة كونه يقدم نموذجا للسياحة الثقافية والمجتمعية بعيداً عن سياحة الاستشفاء التقليدية.
ويضيف”لقد أعاد المهرجان الروح إلى هذه المنطقة، المهرجان فرصة لتعريف الأردنيين والأجانب بالتراث الحي للأغوار، وكسر الصورة النمطية بأن المنطقة سياحتها تقتصر على الاستشفاء فقط، نحتاج المزيد من هذه الفعاليات لإطالة إقامة السائح ودمج السكان المحليين في التجربة السياحية.”
ويؤكد رئيس غرفة تجارة الشونة الجنوبية عبدالله العدوان أهمية المهرجان في تقديم حلول فاعلة للعقبات التي تواجه السيدات المنتجات، إذ وفر منصة تواصل مباشرة وغير مسبوقة بين المنتج والمستهلك وهو ما سمح بتحقيق هامش ربح أكبر وبيعهن لمنتجات كن يجدن صعوبة في تصريفها سابقاً، ليصبح المهرجان بذلك ليس مجرد سوق عابر، بل نقطة كسر للنمط التسويقي التقليدي الذي يعتمد على الوسطاء.
ويشير إلى أن مهرجان بيت سويمة يعد نموذجا رائدا للفعاليات التي تسهم يدفع عجلة التنمية المستدامة، ما يتطلب العمل على جعله تقليدا سنويا يرسخ مكانة البحر الميت كوجهة ثقافية وسياحية شاملة.
تحديات التسويق
والبعد الجغرافي
فرصة اقتصادية ثمينة
يلفت الناشط الاجتماعي هداج العدوان أن المهرجان، يعتبر فرصة ثمينة لتمكين السيدات اقتصاديا بإيجاد أرضية مناسبة لتسويق المنتجات الطبيعية والأشغال اليدوية، موضحا أن إقامة المهرجان في أحد أهم المناطق السياحية في الأردن يشكل دفعة قوية لتحقيق حزمة من الأهداف التنموية والثقافية والاجتماعية.
ويؤكد أن “مهرجان بيت سويـمة الأول” ليس مجرد تظاهرة احتفالية على أطلال البحر الميت بل يعد حدثا تنموياً بامتياز، إذ نجح في مزج عراقة التراث ووهج الفرح العائلي مع هدف اقتصادي واجتماعي محوري “تمكين سيدات المجتمع الريفي ودعم استقلالهن المادي.”
وتضمنت فعاليات المهرجان بازارا لعدد من المنتجات الطبيعية والحرفية والمشغولات اليدوية، إضافة لكرنفال احتفالي للأطفال، تضمن مشاركة المهرج والشخصيات الكرتونية المحبوبة، كما شهدت المنصة فقرات فلكلور شعبي أردني أصيل قدمتها إحدى الفرق الشعبية إضافة إلى فقرات غنائية