انطباعات ينقلها: ياسر عبيدو
جدل اثاره أحد اساتذتنا الكبار”الاستاذ أنور الهوارى “على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك “الاعلام الشعبى المجانى “حين التقط كيس بقسماط سادة بدون سمسم او اضافات مكلفة فوجد السعر غير معقول وكان تعليقه للبائع
دي بقصماط ، أكل عيانين ، فقط دقيق وماء ، لا سمن ولا زيت ولا سمسم ولا أي إضافات على الإطلاق ، رفعتها من الرف وفي نيتي أدفع في حدود عشرين جنيه ويبقى كتر خير الدنيا ، مددت يدي لصاحب المحل بورقة من 20 جنيها ، ابتسم وقال خلي عنك يابيه ، قلت ليه السعر كام ؟ قال 700 جرام سعرها 70 جنيها ، الكيلو ب 100 جنيه .
لتصبح القضية الاولى في مصر الآن هي كيف يعيش المصريون ؟!
أردب القمح المصري الفاخر اللي بنخبز منه في بيتنا أحلى عيش بلدي ( نوع سخا 95 – مصر 1 – أجاسيد – سدس ) وزن 152 كيلو بـــ 2350 ( أعلى سعر لأنقى نوع(.
وهذا معناه إن كيلو القمح المصري الفاخر – وليس المستورد اللي أي كلام – بـــ 15.6 جنيه ( خمسة عشر جنيهاً وستين قرشاً)
ليرد عليه أحد المختصين فى تداول الخبوزات سعر البقسماط اللي حضرتك كاتبه في المنشور يعني أن الكيلو ( كيلو الدقيق المستخدم كمكون أساسي ووحيد تقريباً يساوي 100 جنيه ) .. يعني حوالي ستة أضعاف سعر كيلو القمح !
دا ببساطة معناه أن فيه شيء غير طبيعي ولا منطقي ولا مفهوم بين سعر كيلو القمح كمنتج زراعي وكيلو السميط كمنتج مصنوع بطريقة بسيطة من القمح ..
فهل تضاف مكونات أخرى تبرر الفارق الكبير بين السعرين ؟
هل يصنع البقسماط من أنواع قمح فاخرة مستوردة مثل السيمولينا مثلاً ؟ ولو ان هذا الأخير مخصص لإنتاج المكرونة .
هل هو جشع التجار وأصحاب المخابز ورغبتهم الجامحة في تحقيق أرباح مضاعفة ؟
هل هو غياب الرقابة والتثمين المنصف الذي يحكم بالعدل بين المنتج والمستهلك ؟
حقيقة … ليس لدي إجابة على هذه التساؤلات ..
آه … بالمناسبة … الفاقد من عملية طحن القمح وتحويله إلى دقيق يسمى ( الردة ) وهو يباع بسعر يفوق سعر الدقيق أحياناً لمربي الماشية لأنه مكون ممتاز من مكونات الأعلاف الحيوانية والداجنة .
ليرد آخر مختص بتلك الصناعة , للأمانة وللإنصاف وردا على بعض التعليقات اللي بتقول هو عبارة عن طحين وماء فقط دعني أوضح بعض النقاط.
أولا هو ليس طحين وماء فقط لكن من مكونات أي عجين أيضا زيت الطعام والسكر.
ثانيا التكاليف الثابتة للإنتاج ( إيجار محل وما أدراك ما الإيجارات في عصرنا الحالي) + استهلاك كهرباء إنارة + كهرباء تشغيل المعدات + غاز طبيعي أو سولار لتشغيل الفرن +استهلاك مياه + أجور العمال ( شيفات + مساعدين + بائعين + مشرفين + عمال نظافة.
أضف إلى ذلك تكلفة تراخيص (تكلفة ترخيص المحل تتعدى 100 ألف جنيه) بالإضافة إلى الضرائب وتجهيز المحل من معدات ( سعر العجان مستعمل وارد الخارج يتعدى 250000ج… سعر فرن التسوية مستعمل وارد الخارج يتعدى 600000ج… سعر البرامة استعمال وارد الخارج تصل إلى 150000ج… سعر مضرب + ماكينة شيدر استعمال وارد الخارج يتخطى 400000ج) بالإضافة إلى باقي التجهيزات والثلاجات وأدوات العرض والتعبئة والتغليف والنقل…. إلخ
ولا أخفيك سرا بأن شغل السنكحة بتاع بعض موظفي بعض الجهات لمص دم صاحب المكان مهما كان كل أوراقه سليمة ولا ينقصها شيئ.
وعلشان ما اطولش على حضرتك المشكلة ليست في تكلفة الخامات فقط بل في جميع ما سبق ذكره.
وللعلم نبيع هذا الصنف لدينا بسعر 80ج للكيلو.
ليعلق آخر بقوله وييجي حد يقولك عبد الناصر كان ديكتاتور .. كان ظالم .. كان أبو الهزايم موش أبو العزايم – أنا موش ناصري علي فكرة – أقول له يكفيه فخرا وعزا إن المواطن في عصره ماكنش يشيل همك يادنيا .. مكنش المصري لا بيشيل هم لقمة ، ولا هم مرض ، ولا هم تعليم .. حتي الترفيه والثقافة كان مبغدد الناس فيها .. كان جايب لهم تليفزيونات في الجناين ومنتج ليهم افلام في منتهي الروعة .. والعيال في المدارس بيمرنهم علي الوثب الثلاثي – والله ده حصل معايا في مدرستي – والفساد كان متحجم في أيامه .. الله يرحمه كان في ضهر ولادك يامصر بجد .. وبرضو وبجد أنا موش ناصري ، بس يمكن حقاني .
لتتداخل سيدة وقورة بتعليق”والله يا ريس انا فى الأسواق بقيت اشوف ستات كبيرة ونساء فى منتصف العمر يتسولن حبة طماطم حبة بطاطس بتنجانة أو فلفل أو حزمة خضر .. والباعة بيدوهم لله عادى .. وبشوف ناس تانية تقف جانبك مسنين تلاقيه بيقولك ممكن تجيب لى باكو شاى أو علبة جبنة صغيرة افطر بيها.. وناس بتبص على الفلوس اللى فى كف ايدها وتبص على الأسعار وتمشى.. قسما بالله قسم حتحاسب عليه قدام ربنا يوم الدين كل تلك المشاهد رأيتها بأم عينى فى أسواق مختلفةليعلق آخر” كيف يعيش المصريون”
كيف يعيش الذين يتم افقارهم كيف يعيش الشرفاء كيف يعيش الشباب ويعيش اللي خرج علي المعاش اللي نصف دخلهم ينفق فقط علي الدواء الذى لابد منه
لا القرى ولاالمدن بينها كبير فرق ولا هناك طبقات متوسطة فى المجتمع الآن..
فيس بؤ فيه حاجه غلط ؟!
