وطنا اليوم:تفاجأت المتقاعدة الثمانينية “سريا عودة” بإيقاف مؤسسة الضمان الاجتماعي راتبها التقاعدي الذي تعتمد عليه لتسيير حياتها، وبعد استفسارها عن الأمر، علمت بأن الضمان نشرت بيانا صحفيا حول موضوع ضرورة إثبات تفقد الحياة.
وكانت الضمان، دعت الأردنيين الذين أوقف صرف رواتبهم التقاعدية أو رواتب الاعتلال عنهم أو المتقاعدين، ممن أوقف صرف زيادة إعالتهم أو الورثة المستحقين، وأوقفت أنصبتهم من الرواتب التقاعدية بسبب تفقد الحياة، بهدف تزويدها بالوثائق المطلوبة عبر البريد الإلكتروني المخصص لهذه الغاية فقط (lifeverification@ssc.gov.jo)، وذلك لإعادة تفعيل الراتب التقاعدي أو الاعتلال أو زيادة الإعالة أو النصيب المستحق من الراتب التقاعدي.
ولأن سريا لا تتحرك بسهولة بسبب كبرها ووضعها الصحي، لذا لم تتمكن من مراجعة فرع الضمان بنفسها، فوكّلت ابنها ليقوم بالإجراءات نيابة عنها، وتقول في هذا الصدد “أنا بانتظار أن يعود راتبي كما كان، فهذا مصدر عيشي”.
قصة سريا ليست استثناءً؛ فهي واحدة من آلاف المتقاعدين ممن تجاوزت أعمارهم الـ80، بالإضافة لمتقاعدين مقيمين خارج البلاد، أو ورثة توقفت أنصبتهم إذ إن رواتبهم ما تزال متوقفة، ويتطلب تحريكها وثائق تفقد الحياة.
وبينما تسابق الأسر الزمن لتقديم الوثائق المطلوبة أو إجراء الإجراءات الرسمية، يبقى القلق سيد الموقف، إذ يترقب المتقاعدون، مثل سريا، عودة رواتبهم باعتبارها شريان حياتهم اليومي.
بدوره، أوضح الناطق الإعلامي باسم المؤسسة شامان المجالي، أن المؤسسة شكّلت فريقًا يضم 15 موظفًا، لمتابعة موضوع تفقد الحياة عبر فروع المؤسسة المنتشرة في المملكة.
وأوضح المجالي، أن المؤسسة وبعد نشر البيانات الصحفية والتوضيحات الموجهة للمواطنين، تلقت كما هائلًا من الوثائق من المستفيدين، مضيفا بأن الوثائق المطلوبة ترسل بعد استكمالها إلى دائرة التقاعد، وفور التأكد من اكتمالها، يجري إعادة صرف راتب المستفيد التقاعدي دون أي تأخير، مشيرا لحرص المؤسسة على ضمان استمرارية الحقوق التقاعدية للمستفيدين بسهولة ويسر.
وحول أعداد المتقاعدين ممن استكملوا الإجراءات والوثائق المطلوبة، قال المجالي إنها لم تتضح بالشكل الدقيق حتى الآن، إذ بينت المؤسسة في بيان صادر عن مركزها الإعلامي، أن لها الحق بالتحقق من شروط استحقاق الراتب التقاعدي أو الاعتلال، وكذلك من شروط استحقاق زيادة الإعالة أو شروط الاستحقاق لورثة المتقاعد بالطرق التي تراها مناسبة.
وأضاف المجالي، أن المؤسسة قامت بهذا الإجراء لعدم التزام متقاعدين ومستحقين من إبلاغها عن أي تغييرات قد تؤثر على سبب أو شروط الاستحقاق، كما أنه يشكل حماية لصاحب راتب التقاعد وراتب الاعتلال والمستحق، كي لا يترتب عليه أي مبالغ مصروفة دون وجه حق تستوجب ردها للمؤسسة مع الغرامات، كما أنه يشكل حماية لأموال الضمان.
وأعلنت المؤسسة بأنها أوقفت صرف تلك الرواتب وزيادة الإعالة والأنصبة من الرواتب التقاعدية لمن مضى على وجودهم خارج البلاد لأكثر من 12 شهراً، استناداً لبيانات الربط الإلكتروني بإدارة الإقامة والحدود.
وأفادت المؤسسة، بأنه يُطلب من صاحب راتب التقاعد أو الاعتلال الأردني المقيم خارج الأردن لتفعيل الراتب تزويدها بوثيقة تفقد الحياة مختومة من السفارة الأردنية في بلد الإقامة، أو طلب إجراء مكالمة فيديو حال تعذر ذلك.
أما بالنسبة لإعادة تفعيل النصيب المستحق من الراتب أو زيادة الإعالة لأبناء المتقاعد الأردني المقيمين خارج البلاد ممن تجاوزت أعمارهم الـ18 عاما وغير الحاصلين على جنسية أخرى، فيطلب تزويدها بوثيقة إقامتهم، بالإضافة لتقديم إقرار بعدم زواج أو عمل الإناث اللواتي أكملن سن الـ18 عاما، أما في حال حصولهم على جنسية أخرى، فيطلب تزويد المؤسسة بإثبات عمل من مؤسسة التأمينات الاجتماعية أو كشف ضريبي من الجهة المعنية في بلد الإقامة، بالإضافة لوثيقة تثبت عدم زواج الإناث، مصدقة حسب الأصول من وزارة خارجية بلد الإقامة والسفارة الأردنية في تلك الدولة، مشددة على ضرورة إجراء ذلك خلال موعد أقصاه 3 أشهر من الإيقاف.
كما دعت المؤسسة المتقاعدين والمستحقين المقيمين في الأردن ممن أوقفت كامل رواتبهم أو جزء منها، مراجعة أقرب فرع من فروعها لإجراء تفقد الحياة وبحوزتهم البطاقة الشخصية، الصادرة عن دائرة الأحوال المدنية والجوازات، أو عبر تطبيق “سند” الحكومي، وفي حال تعذر ذلك بسبب أي ظرف من الظروف التواصل معها عبر البريد المعتمد لهذه الغاية، ليزورهم موظف الضمان في مكان إقامتهم وإثبات تفقد الحياة.
وذكرت المؤسسة أنه اعتباراً من راتب تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ستوقف رواتب المتقاعدين أو المستحقين ممن تجاوزت أعمارهم الـ80 عاما ما لم يجروا تفقد الحياة
تفقد الحياة يربك متقاعدي الضمان من كبار السن
