في يوم المهندس الزراعي العربي

23 ثانية ago
في يوم المهندس الزراعي العربي

بقلم الأستاذ الدكتور ابراهيم محمد الرواشدة
مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية

يُعد يوم المهندس الزراعي مناسبة للاحتفاء بدور أساسي وحيوي يقوم به هذا الجندي المجهول في صمت وإخلاص، من أجل خدمة الأرض والإنسان. فالزراعة لم تعد مجرد مهنة تقليدية، بل أصبحت علماً متطوراً يتداخل مع قضايا البيئة والمناخ والمياه والأمن الغذائي، ما يجعل من المهندس الزراعي ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.

إن المهندس الزراعي هو العقل المفكر في مواجهة التحديات الزراعية، بدءاً من شحّ الموارد الطبيعية، ومروراً بمتطلبات السوق وجودة الإنتاج، وانتهاءً بمواجهة آثار التغير المناخي. ومن خلال خبراته العلمية والعملية، يسهم في إدارة الموارد بكفاءة، وتبني التقنيات الحديثة، وإيجاد حلول مبتكرة تسهم في زيادة الإنتاجية وتحسين نوعية الغذاء.

كما يلعب المهندس الزراعي دوراً محورياً في حماية البيئة وصون التنوع الحيوي، من خلال ممارسات الزراعة المستدامة التي توازن بين الإنتاج وحماية الموارد الطبيعية. فهو الذي يعمل على ترشيد استهلاك المياه، وتطوير أنظمة الري الحديثة، وتشجيع الزراعة الذكية مناخياً، بما يضمن استدامة القطاع الزراعي للأجيال القادمة.

ولا يقتصر دوره على الحقول والمزارع، بل يتعدى ذلك إلى الإسهام في وضع السياسات الزراعية، وتنفيذ برامج البحث العلمي التطبيقي، وتعزيز الشراكات مع مختلف القطاعات لدعم الاقتصاد الوطني. وبفضل جهوده، أصبح القطاع الزراعي أكثر قدرة على الصمود، وأكثر انفتاحاً على الابتكار والتطوير.

إن الاحتفاء بيوم المهندس الزراعي هو احتفاء بكل من يعمل بصبر وتفانٍ من أجل أن تبقى الأرض معطاءة، وأن يبقى الغذاء متوافراً وآمناً. وهو تأكيد على أن التنمية الزراعية لا تتحقق إلا بجهود هؤلاء الرواد الذين يجمعون بين العلم والعمل، ويضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.