إذا كانت “يلا عجلون” فكرة رائدة… فلماذا لا تكون “يلا كوره”؟!!

16 ثانية ago
إذا كانت “يلا عجلون” فكرة رائدة… فلماذا لا تكون “يلا كوره”؟!!

بقلم:اسراء خالد بني ياسين
كاتب وباحث في الشأن التنموي

تجربة يلا عجلون التي انطلقت بفكرة الباص المكشوف لنقل الزوار من أمام القلعة مرورًا بمسارات طبيعية وصولًا إلى التلفريك في اشتفينا، أثبتت أن السياحة ليست بحاجة إلى استثمارات ضخمة لتنجح، بل إلى أفكار مبتكرة وإدارة جيدة.
هذه المبادرة لفتت أنظار السياح إلى جمالها الطبيعي والتاريخي، لتصبح نموذجًا في كيفية استثمار الموارد المحلية بأبسط الوسائل وأكثرها جاذبية.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم لماذا تبقى هذه التجربة محصورة في عجلون فقط؟ أليس لواء الكورة بما فيه من كنوز طبيعية وأثرية جديرًا بأن يخوض تجربة مماثلة؟ الكورة تمتلك وادي زقلاب الساحر، وادي الريان بمياهه ومزارعه، طاحونة عودة التراثية، مقام أبو عبيدة ومسجد تبنة العريق، قلعة تبنة إلى جانب مواقع أخرى لا تقل أهمية عن تلك الموجودة في عجلون.
كل هذه المحطات يمكن أن تتحول إلى مسار سياحي متكامل إذا جرى ربطها بخطوط نقل منظمة عبر باصات مكشوفة أو حافلات سياحية دائرية.

الفائدة لن تقتصر على الزوار فقط، بل ستنعكس على أبناء المنطقة أنفسهم.
فالحركة السياحية تعني فرص عمل للشباب كأدلاء وسائقين ومنظمين، وتعني أيضًا أسواقًا نشطة للمطاعم والمحال، وفرصة للمزارعين والحرفيين لعرض منتجاتهم. بهذا الشكل، تتحول السياحة من مجرد زيارة عابرة إلى مشروع تنموي مستدام يخدم الجميع.

الفكرة واضحة ولا تحتاج إلا إلى إرادة جادة تتمثل بتأسيس شركة سياحية محلية أو بالشراكة مع القطاع الخاص، تتبنى مبادرة “يلا كوره” وتعمل على تنظيم الرحلات بشكل يومي ومنتظم.
وكما وضعت “يلا عجلون” المحافظة على الخريطة السياحية بأسلوب عصري، يمكن لـ “يلا كوره” أن تضع اللواء في مكانته المستحقة وتفتح أمامه آفاقًا جديدة للتنمية.

بهذا المعنى، فإن “يلا كوره” ليست مجرد شعار، بل فرصة حقيقية لمشروع رائد ينتظر من يلتقطه ويحوّله إلى قصة نجاح جديدة للأردن.