وطنا اليوم:أقدم جيش الاحتلال بعد ظهر الجمعة، على قصف وتدمير برج “المشتهى” السكني والتجاري في مدينة غزة، في استهداف هو الأول من نوعه ضمن العملية العسكرية الجديدة التي أعلن عنها.
ويأتي هذا القصف ليترجم التحذيرات التي أطلقها المتحدث باسم جيش الاحتلال خلال الأيام الماضية، والتي توعد فيها باستهداف مبانٍ وأبراج مدنية بزعم تحويلها إلى بنى تحتية عسكرية.
ترجمة للتهديدات السابقة
يأتي استهداف برج المشتهى كتطبيق عملي ومباشر للبيانات التي صدرت عن جيش الاحتلال مؤخراً.
فقبل أيام، كان المتحدث العسكري قد أعلن أن قواته رصدت “نشاطاً مكثفاً” لحركة حماس في الأبراج متعددة الطوابق، مدعياً أنها تضم غرف عمليات ومواقع للقناصة ومنصات لإطلاق الصواريخ.
وقد توعد البيان حينها بضرب هذه الأهداف “خلال أيام” تمهيداً لتوسيع نطاق العملية العسكرية في قلب مدينة غزة.
أكد جيش الاحتلال في بيان صدر قبل قليل، قيامه بقصف وتدمير برج شاهق في مدينة غزة، وهو الهدف الثاني من نوعه اليوم بعد تدمير برج المشتهى.
ويأتي هذا التأكيد بعد أن كان قد أصدر إنذاراً بإخلاء المبنى الواقع قرب ملعب فلسطين في وقت سابق. ويقدم البيان تبريرات جديدة للهجوم، أبرزها الادعاء بوجود بنية تحتية لشبكة الأنفاق مباشرة أسفل المبنى المستهدف.
ذريعة جديدة: بنية تحتية للأنفاق تحت البرج
وزعم جيش الاحتلال في بيانه أن حركة حماس استخدمت البرج “لتنفيذ وتطوير هجمات” ضد قواته في المنطقة.
ولأول مرة بهذا الوضوح، ادعى البيان أن حماس أنشأت “موقع بنية تحتية تحت الأرض أسفل المبنى”، زاعماً أن مقاتلي الحركة كانوا يستخدمونه في توجيه الهجمات وتنفيذ الكمائن وتأمين طرق للهروب.
يمثل هذا الادعاء تطوراً في الذرائع التي يقدمها الاحتلال لتبرير استهداف البنية التحتية المدنية الحيوية.
تكرار سياسة التحذير المسبق
كما جرت العادة في بياناته الأخيرة، أكد جيش الاحتلال أنه اتخذ خطوات “لتقليص الأذى للمدنيين” قبل تنفيذ الهجوم.
وذكر البيان أنه تم إرسال تحذيرات مسبقة للسكان، بالإضافة إلى استخدام ذخائر دقيقة والمراقبة الجوية والاستخباراتية
ويأتي هذا التأكيد في محاولة لإخلاء المسؤولية عن الدمار الهائل الذي يخلفه قصف الأبراج السكنية والتجارية.
تصعيد ممنهج ضد المعالم المدنية
مع تدمير البرج الثاني خلال ساعات، تتضح معالم الاستراتيجية الجديدة التي يتبعها جيش الاحتلال، والتي تقوم على استهداف ممنهج وسريع للمعالم المدنية البارزة في مدينة غزة.
وفي ختام بيانه، كرر الاحتلال اتهاماته للفصائل الفلسطينية بـ”انتهاك القانون الدولي بشكل منهجي” واستخدام السكان “كدروع بشرية”، متوعداً بمواصلة عملياته العسكرية في قطاع غزة.
خاتمة: إن تدمير برجين شاهقين في يوم واحد يؤكد دخول الصراع مرحلة جديدة ووحشية، تهدف إلى تغيير معالم مدينة غزة وتدمير بنيتها التحتية الأساسية. ومع كل هجوم، يزداد الوضع الإنساني تعقيداً، ويصبح مستقبل المدنيين في القطاع أكثر قتامة وغموضاً