وطنا اليوم:بدأ مواطنون في محافظة جرش، مبكرا، بشراء الجفت من المعاصر وتخزينه لاستخدامه لغايات التدفئة في فصل الشتاء، لا سيما أن الطلب عادة ما يرتفع عليه في مثل هذا الوقت من كل عام، خشية نفاد كميات الجفت من المعاصر وارتفاع أسعاره بدخول الشتاء.
المعاصر، من جهتها، تقوم حاليا بتجهيز الجفت وبيعه مباشرة من المعصرة من خلال التجار أو المتعهدين نظرا لزيادة الطلب، فيما وصل سعر الطن الواحد إلى 80 دينارا وأكثر.
ويلجأ سكان المحافظة للجفت أو الحطب في ظل ارتفاع كلف وسائل التدفئة الأخرى، لا سيما المكيفات التي يرفع استخدامها أثمان فواتير الكهرباء إلى أرقام كبيرة، وهو ما ينطبق أيضا، من حيث الكلف، على مدافئ الوقود.
ويطالب مواطنون بتيسير اللجوء إلى مشاريع الخلايا الشمسية التي توفر تكاليف الطاقة الكهربائية، مشيرين إلى أن تكلفة أقل مشروع ألواح وخلايا شمسية لا تقل عن 3 آلاف دينار تدفع مرة واحدة ولا توجد جمعيات أو جهات أو بنوك تمول هذه المشاريع على نظام الأقساط حتى يستفيد منها المواطنون في توفير استخدام الكهرباء والاستفادة من التدفئة على الطاقة الكهربائية وتخفيف الضغط على الجفت والحطب، خصوصا أن كميات الجفت والحطب متواضعة ولا تغطي حاجة 30 بالمائة من سكان المحافظة.
وبحسب المواطن أبو ثابت العياصرة، فإن مادة الجفت والحطب المتوفرة متواضعة ولا تغطي حاجة المواطنين، مما يجبرهم على البحث عن بدائل مناسبة لدخولهم المتآكلة أصلا، ومشاريع الألواح الشمسية أفضل الخيارات لزيادة الإقبال على التدفئة بواسطة الكهرباء، فضلا عن انتشار المركبات التي تعمل على الكهرباء وهي توفر أثمان الوقود المرتفع.
وقال المواطن أبو أمجد العبدي إن المعاصر تقوم حاليا بتجهيز الجفت وبيعه مباشرة من المعصرة من خلال التجار أو المتعهدين بأسعار مرتفعة نظرا لزيادة الطلب، حيث وصل سعر الطن الواحد إلى 80 دينارا وأكثر، إلا أن المواطنين مضطرون إلى تخزين أكبر كميات ممكنة من الجفت لفصل الشتاء، نظرا لعجزهم عن شراء الحطب الذي يتجاوز سعر الطن الواحد فيه 150 دينارا إن توفر في الأسواق أو من خلال مافيات الحطب.
وأوضح أنه اعتاد تخزين الجفت في مثل هذا الوقت من كل عام، لا سيما أن مادة الجفت تنتهي من المعاصر ولا تتوفر نهائيا في فصل الشتاء، فضلا عن ارتفاع تكاليف استخدام المكيفات في التدفئة وارتفاع أثمان الكهرباء وعدم توفر مادة الحطب وارتفاع أثمان المحروقات وعجزه عن تحمل التكاليف الباهظة في فصل الشتاء لغايات التدفئة.
عدم توفر الأحطاب على نحو كاف
وأثبتت تجربة استخدام المكيفات في التدفئة، التي كان توجه آلاف المواطنين لاستخدامها في مختلف قرى وبلدات محافظة جرش، ضعفها نظرا لشدة انخفاض درجات الحرارة والانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي ورفعها أثمان فواتير الكهرباء، ليبقى استخدام مدافئ الحطب الخيار الأفضل والأوفر، رغم عدم توفر الأحطاب على نحو كاف.
وأكد المواطن مؤمن حمدان أنه قام قبل نحو 5 سنوات باستبدال كامل وسائل التدفئة بالمكيفات، إلا أن استخدامها أثبت ضعفه وعدم قدرته على تدفئة المنازل في حال انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، بالإضافة إلى العديد من التحديات، وأهمها الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي والارتفاع الكبير في أثمان فواتير الكهرباء هذا العام.
وبين أنه اضطر، إلى جانب استخدام المكيفات، إلى استخدام مدافئ الكاز في أوقات الذروة والمساء، مما رفع تكاليف التدفئة لتتجاوز 200 دينار شهريا، مما اضطره للعودة مجددا إلى مدافئ الحطب التي يمكن أن تستبدل بالجفت والأثاث المستعمل والملابس القديمة، ويمكن جمع الحطب من الأراضي الخاصة التي تحتاج إلى تنظيف.
ويرى حمدان أن تكاليف وسائل التدفئة مرتفعة جدا مقارنة مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون وعجزهم عن شراء مواد الوقود ذات التكلفة المرتفعة، مما يدفعهم إلى استبدال أشكال وسائل التدفئة كافة باستخدام مادة الحطب والجفت المتوفرة في المعاصر، وسعر الطن الواحد لا يتجاوز 80 دينارا وسعر طن الحطب الواحد يتراوح بين 100 و150 دينارا حسب نوع الحطب المستخدم، فيما يحتاج كل منزل إلى ما يقارب 3 أطنان من الحطب والجفت خلال فصل الشتاء، خصوصا أن درجات الحرارة تكون منخفضة جدا في محافظة جرش ولا يمكن الاستغناء عن وسائل التدفئة على مدار الساعة.
وتستخدم بعض الأسر الملابس والأحذية المستعملة والأثاث المستعمل ومخلفات تقليم الأشجار كوقود لإشعال الجفت أو الحطب، في حين أن خيار الاعتداء على الأحراش غير وارد نهائيا بسبب الإجراءات الحازمة التي تشدد الرقابة على الأحراش والمركبات بشكل مكثف لحمايتها من الاعتداء وتغليظ العقوبات، فضلا عن أنه بإمكانهم جمع الحطب الجاف من الطرقات والمزارع الخاصة ومخلفات تقليم الأشجار، ومنهم من يقوم بشراء الحطب من مصادر مختلفة منها المحال المرخصة ومافيات الحطب، وتتم عملية البيع والشراء بسرية تامة بعيدا عن أعين الرقابة.
فتح باب بيع الحطب الشهر المقبل
من جهتها، شددت مديرية زراعة جرش من إجراءاتها للحد من الاعتداء على الثروة الحرجية التي تتزايد بداية كل فصل شتاء لغاية تحطيبها والاستفادة من حطبها في التدفئة، لا سيما في ظل ارتفاع تكاليف التدفئة الأخرى وسوء أوضاع المواطنين الاقتصادية، وفق رئيس قسم الحراج في زراعة جرش المهندس إبراهيم القواقزة.
وبين أن كمية الحطب المتوفرة في الزراعة لا تتجاوز 20 طنا تم جمعها جميعا من خلال فرق الاستثمار، ولم يتم بيع أي طن من بداية السنة لغاية الآن، ومن المتوقع أن يفتح باب بيع الحطب من مديرية الزراعة الشهر المقبل، بالإضافة إلى البدء بإزالة الأشجار المحروقة من غابات وديان الشام تمهيدا لتنظيف الغابات من الأشجار المتفحمة والمحروقة والبدء بإعادة زراعتها مجددا، وسيتم بيع الحطب للمواطنين المتقدمين لشرائه من زراعة جرش.
وأوضح القواقزة، أن مديرية الزراعة تقوم بجمع الأحطاب الجافة والمتكسرة ومخلفات الحرائق من الغابات، لافتا في الوقت ذاته، إلى أن الكميات التي جمعت هذا العام متواضعة لقلة عدد العمال العاملين في فرق السيطرة على الحرائق وتشديد الرقابة على الحراج. وأشار إلى أن بداية فصل الشتاء تشهد عادة اعتداء على الثروة الحرجية يتمثل بتقطيع الأشجار، وتقوم المديرية بمتابعة المواقع التي تتعرض للتقطيع على مدار الساعة لحماية الثروة الحرجية، خصوصا أن الاعتداءات ارتفعت في الأعوام الماضية، ومن المتوقع أن ترتفع هذا العام نظرا للظروف الاقتصادية للمواطنين وعدم مقدرتهم على توفير وسائل تدفئة أخرى في فصل الشتاء.
كما أكد القواقزة، أن المديرية كثفت دورياتها وكثفت العمل على أبراج المراقبة وشددت العقوبات على كل معتد، فضلا عن تعاون كبير بينها وبين الجهات الأمنية وتفتيش المركبات ومصادرة أي كمية من الحطب داخلها، لا سيما على مداخل ومخارج الغابات، ولغاية الآن لم تسجل اعتداءات على الثروة الحرجية من خلال تقطيعها.
وبين أن مادة الجفت متوفرة حاليا بالمعاصر وأسعارها مناسبة، وهي بديل آمن وصحي وفعال في التدفئة، ومتوفرة في 14 معصرة بمحافظة جرش وفي متناول الجميع ويمكن الاستفادة منها في التدفئة
أسر جرشية تبدأ مبكرا بتخزين الجفت لمواجهة كلف التدفئة في الشتاء
