العقبة تتوق إلى حلول فعالة لأزمات السير والتصدي لخطر الحوادث

26 ثانية ago
العقبة تتوق إلى حلول فعالة لأزمات السير والتصدي لخطر الحوادث

وطنا اليوم:يعبر المواطنون والسائقون شوارع العقبة، على أمل أن يكون يومهم خاليا من المفاجآت المرورية المؤلمة، لكن الواقع يروي قصة أخرى، حيث تتجدد المطالبات الشعبية بإيجاد حل جذري للفوضى المرورية التي باتت تؤرق الأهالي، خصوصا عند النقاط العمياء التي تحولت إلى مسرح لحوادث شبه يومية.
ويجمع هؤلاء على أن استمرار هذه الأزمة من دون تدخل جاد من الجهات المعنية بات أمرا غير مقبول، لا سيما مع تكرار الحوادث التي تستنزف قدراتهم المالية وتؤدي إلى إصابات خطيرة وأضرار جسيمة بالممتلكات. ويشيرون إلى وجود تقاطعات خطرة في مناطق حيوية، تفتقر إلى الدراسة الهندسية وتعد نقاطا عمياء تهدد سلامة المركبات والسكان، مشددين على أنه رغم المطالبات المتكررة بمعالجتها، إلا أنها لم تؤخذ بجدية من الجهات المعنية، ما فاقم من تكرار الحوادث.
ومن أبرز النقاط السوداء، الشارع الممتد من إشارات إسكان الجيش إلى دوار السلال، حيث يشكل تقاطع الرجوع (يوتيرن) في منتصف الطريق نقطة تهدد حياة السائقين والمشاة على حد سواء، بالإضافة إلى غياب مسرب تخزين واضح، وامتداد الجزيرة الوسطية بشكل غير منطقي، ما يخلق حالة من الرعب المروري، خصوصا في ظل غياب الرقابة الذكية بالكاميرات.
ويعد “دوار السلال” نقطة وصل حيوية بين أحياء العقبة، لكنه يعاني من اختناقات مرورية متكررة، وتحديدا في ساعات الذروة، ما يستنزف وقت السائقين وجهدهم، ويؤدي إلى حوادث شبه يومية باتت مصدر قلق دائم.
ويرى المواطنون أن الدوار المتصل بثمانية شوارع رئيسية يشكل عقدة مرورية تتفاقم يوما بعد آخر، خصوصا مع بدء دوام المؤسسات في المدينة الاقتصادية، حيث تتكدس المركبات في مشهد يومي مرهق للأعصاب.
ويطالبون بحلول جذرية وسريعة، مثل استبدال الدوار بإشارات ضوئية، مؤكدين أن وجود رجل أمن لا يكفي لضبط الحركة أو الحد من المعاناة المستمرة.
“توتر اجتماعي متزايد”
وبحسب المواطن محمد الخوالدة، فإنه يسلك الطريق أكثر من 4 مرات باليوم لعمله أو لقضاء حاجيات منزله، وأصبح أمام خيارين في كل مرة، إما الوقوف في طابور يضم عشرات المركبات والتأخر اليومي، أو سلوك طرق فرعية وهذا عناء إضافي، مؤكدا أن المنطقة تشهد اختناقا مروريا يبدأ صباحا في ساعات الذروة ويستمر حتى ساعات الليل.
كما يؤكد المواطن عماد القرالة أنه يرصد جانبا سلوكيا للمشكلة، ذلك أن الدوار الوحيد الذي يربط أحياء العقبة يكشف عن توتر اجتماعي متزايد، حيث يسعى الجميع للعبور أولا من دون اعتبار لقواعد المرور أو حتى لأبسط مبادئ التفاهم، ما يعكس ضغطا نفسيا متراكما لدى السائقين.
وطالب الجهات المعنية بوضع حد للاختناقات المرورية على الدوار، إلى جانب وضع حد لهذه الحوادث التي تستنزف قدرة الناس المالية وتؤدي في أغلب الأحيان إلى إصابات خطيرة وأضرار بالغة بممتلكاتهم.
ويشير المواطن تامر القطارنة إلى أن دوار السلال مصيدة للمواطنين والمركبات، ويشهد أزمة سير خانقة على الدوام، وذروتها تكون عند ذهاب المواطنين إلى دوامهم وعودتهم، ولا يكاد يمر يوم من دون وقوع حادث سير رغم وجود شرطي مرور ثابت، مؤكدا أن الدوار يحتاج إلى إشارة ضوئية للحد من الحوادث التي تعمل على عرقلة السير.
ويضيف أن ترك تنظيم المرور لرغبات السائقين من دون حلول هندسية واضحة، كتركيب إشارات ضوئية، أسهم في تفاقم الأزمة، وحول الدوار إلى نقطة توتر يومية تؤثر على جودة الحياة وسلامة الطرق.
كما أن السائقين المسرعين والسياح الذين يدخلون المدينة لأول مرة يواجهون مفاجآت مرورية غير متوقعة، ما يترك انطباعا سلبيا عن العقبة ويؤثر على بيئتها الاستثمارية، أما المواطنون فقد اعتادوا تقديم الشكاوى منذ سنوات، من دون أن تترجم الجهات المعنية تلك المطالب إلى حلول ملموسة.
ورغم الحديث المتكرر عن المخطط الشمولي للعقبة 2040، إلا أن الواقع يؤكد أن هذا المخطط لا يقدم حلولا عاجلة للشوارع، بل يكتفي بالوعود، فالأخطاء المرورية لا تقتصر على شارع واحد، بل تمتد إلى نقاط عمياء وتقاطعات خطرة في مختلف أنحاء المدينة، ما يجعل القيادة تجربة محفوفة بالمخاطر اليومية.
ولا تقتصر المشكلة على الدوار فحسب، بل تمتد إلى تقاطعات مرورية خطرة في شوارع المدينة، توصف بأنها “نقاط عمياء” تهدد سلامة مستخدمي الطريق، وقد تسببت هذه التقاطعات في حوادث قاتلة، ما يعكس الحاجة الملحة لإعادة النظر في البنية المرورية للعقبة، قبل أن تتحول هذه التحذيرات إلى واقع مؤلم يصعب تداركه.

جودة الحياة اليومية
ويشير المواطن محمد أبو عبد الله إلى أن الفوضى المرورية لا تنعكس فقط على السلامة العامة، بل تؤثر أيضا على جودة الحياة اليومية للمواطنين، وتزيد من معدلات التوتر، وتؤخر الوصول إلى المدارس والمستشفيات وأماكن العمل، كما أن هذه الفوضى تضعف من جاذبية العقبة كمركز استثماري وسياحي، وتقلل من فرص جذب رؤوس الأموال والمشاريع الكبرى التي تبحث عن بيئة حضرية منظمة وآمنة.
ووفق المواطن إياد أبو غوش، فإنه من الملاحظ أن غياب التنسيق بين الجهات الهندسية والمرورية أدى إلى تفاقم الأزمة، مؤكدا أن كل جهة تعمل بمعزل عن الأخرى، من دون رؤية موحدة أو خطة تنفيذية واضحة، حتى الحملات التوعوية، إن وجدت، تبقى محدودة الأثر في ظل غياب البنية التحتية الداعمة.
ويقترح المواطنون إعادة تصميم التقاطعات الخطرة وفق معايير السلامة العالمية أو تركيب كاميرات ذكية لرصد المخالفات وتنظيم حركة السير، بالإضافة إلى إطلاق حملات توعية مستمرة تستهدف السائقين والمشاة، إلى جانب إشراك المجتمع المحلي في اقتراح الحلول ومراقبة تنفيذها وتفعيل دور الإعلام المحلي في تسليط الضوء على المشكلة ومتابعة تطوراتها.
من جانبه، يقول مصدر في سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة، أن موضوع إعادة الإشارة الضوئية لن يتم، معتبرا إعادتها بمثابة حل غير فني وغير هندسي ولا ينسجم مع أبجديات قوانين السير واتجاهاته، لكنه أشار في الوقت ذاته، إلى أن السلطة، بالتشارك مع شركة تطوير العقبة، تدرس سيناريوهات عدة لمعالجة هذه المشكلة، وسيتم اختيار الأنسب فنيا منها لتطبيقه للحد من هذه المشكلة.
وأوضح أن الحل المطروح حاليا يتمثل بتفريغ حركة المركبات ما قبل الدوار بطريقة آمنة تضمن تخفيف حركة المركبات داخل الدوار، من خلال إيجاد فتحات التفافية قبل مسارب الدوار الأربعة.
كما أشار المصدر إلى أن السلطة تعاقدت مع الوكالة اليابانية للتنمية لإعداد دراسة لمعالجة التقاطعات والدواوير كافة التي تشهد بعض الاختناقات المرورية أو الحوادث المتكررة، ليصار إلى معالجتها جميعا وفقا للخطة الشمولية للمرور التي تعمل السلطة على تنفيذها