بقلم: د. ذوقان عبيدات
(١)
*التعليمات أكثر أهمية!*
في التربية، الطفل هو محور التعلم، فالمدارس، بل والأسر والحكومات تضع الطفل وبناءه هدفًا، وليس وسيلة. أما أن يصير
الامتحان هدفًا، والدوام هدفًا، والعلامات هدفًا، فإن ذلك لا يعني تربية، ولا تعليمًا.
القوانين تحترَم، ولكن لا أحترم
أن يكون أي إجراء أكثر أهمية من الطفل!
نحن في عصر الأون لاين!
(٢)
*الفاقد الإنساني*
نعاني في التعليم من فاقد تعليمي؛ هذا مفهوم، ولكن هناك فواقد عديدة أخرى:
-فاقد في معرفتنا بالطالب.
-فاقد في حماية الطالب من التنمّر، وكل أشكال السلطة.
-فاقد في توفير الكتاب الجيد، والتدريس الجيد.
-فاقد في توفير الأمن.
وهذه الفواقد أكثر أهمية من فاقد الحفظ والمعلومات.
(٣)
*فائض تربوي!*
تبدو الموازنة مختلة في مدارسنا، فلدينا فواقد عديدة حيث لا يجب. ولدينا فوائض عديدة حيث لا يجب:
-فائض في عدد الامتحانات.
-فائض في حجم الكتاب.
-فائض في تكريم العلامات والتلقين.
-فائض في قوانين المنع والتضييق على الطلبة.
-فائض في السلطة.
طبعًا ، النتيجة هي مشاعر عدم الود نحو المدرسة.
سُئلت طالبة: هل تحبين المدرسة؟
قالت نعم! أحبها في أيام العطل!
(٤)
*عريف الصف*
اخترع المعلمون نظام عريف الصف ، ليكتم أنفاس الطلبة في فترات ما بين الحصص.
كبرت الفكرة، وأنتجت سلطة العريف الذي صار وسيطًا غير نزيه بين الطلبة والقانون!
ولا أستغرب لو استبد العريف، فصار يأمر وينهى، ويَمنَح ويُمنَح.
فالعريف كذلك الشاعر:
أهيمُ بدعدٍ ما حييتُ فإن أمت…
أوكل بدعدٍ من يهيم بها بعدي!
العريف كاتم صوت كالقانون!
(٥)
*الصفوف الثلاثة الأولى*
إذا أردنا تعليمًا جيدًا:
نعلم الطلبة في الصفوف الأولى كيف يقرأون ويكتبون فقط.
وتكون بقية المواد متضمنة في نصوص القراءة والكتابة.
إذا أتقنوا مهارتي القراءة والكتابة
فإنهم ينطلقون بيسر نحو تعلم المواد الأخرى! وإلّا سنبقى نشكو من وصول طلبة للتوجيهي دون معرفتهم بالقراءة والكتابة.
(٦)
* نفاق تعليمي*
ما زلنا نستنكر الحفلات الغنائية والمهرجانات الفنية بداعي أنها ضد القيم التربوية! كتّاب، ونوّاب
ورجال…، يستنكرون!!
لكنني لم أسمع أحدهم استنكر
التنمّر على الطلبة، أو القرارات الجائرة بالترسيب، أو غياب العدالة في توزيع موارد التعليم.
ما أسمعه هو إشادة بقهر الطالب، ودعم إجراءات الحكومة!
يعني نفاق تعليمي!
فهمت عليّ؟!!