ولي العهد يطلق العنان للكرامة… شبابنا سيوف الأرض ودرعها

17 أغسطس 2025
ولي العهد يطلق العنان للكرامة… شبابنا سيوف الأرض ودرعها

بقلم: هشام بن ثبيت العمرو

جاء القرار التاريخي بإعادة خدمة العلم في الأردن بلسان عربي هاشمي، بلسان صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، حفظه الله ورعاه، إعلاناً صادراً من رأس الدولة، ومن سدة الحكم، يحمل في طياته مضامين بالغة القوة ورسائل واضحة لكل الأردنيين، ولكل من تسول له نفسه المساس بسيادتنا، وللكيان القذر نتنياهو وعصابته. هذا الإعلان لم يكن مجرد صياغة سياسية أو تعليمات عسكرية، بل ثابت ومرتكز من ثوابت الأمة الأردنية، يحمل رسائل للجيل الصاعد والشعب الأردني، مفادها أن الأردن يستعيد مكانه الطبيعي، ويعيد صياغة موقعه الاستراتيجي في قلب المعادلة الإقليمية.

إن مضمون إعلان ولي العهد يتجاوز حدود البيان الرسمي، فهو وثيقة إرادة، وصوت عزّة، ورسالة قوة، قوسة وثابتة، تؤكد أن الشباب الأردني لم يعد ساحة للتلاعب أو مسرحاً للمسيرات والاعتصامات القذرة التي كانت تحركها تنظيمات مشبوهة داخل وخارج الوطن، بل أصبح اليوم مصنع الرجال، صانعي العز والكرامة، حاملين لواء الوطن ودرعه الحصين. هذا القرار هو بداية إعادة صياغة الوعي الوطني، وبناء جيل يرفض الفراغ والضياع، ويعمل بالإخلاص والانضباط، ويدرك أن القوة الحقيقية لا تُمنح، بل تُصنع بالانتماء والعمل والالتزام.

سياسياً، يحمل القرار إعلان صريحاً للكيان الغاصب، مفاده أن الأردن لم يعد الحلقة الضعيفة ولا الرقعة السهلة للابتزاز، وأن نتنياهو وعصابته القذرة لن يجدوا أمام إرادة الشعب الأردني إلا الجدار الصلب والإرادة المتيقظة. وهو خطوة أولى في سلسلة إجراءات شجاعة، تتضمن إلغاء اتفاقية وادي عربة، ومراجعة جميع الاتفاقيات المشبوهة المتعلقة بالماء والغاز والطاقة، لإعادة السيادة الوطنية كاملة، ولتأكيد أن الأردن دولة ذات قرار مستقل لا يُساوم على حُرمته.

عسكرياً، يعكس القرار بناء جيش احتياطي واعٍ، متسلح بالعلم والمهارة، مرتبط بالأرض، ومدرك لقيمة الدفاع عن الوطن. هو جيل قادر على حماية الوطن والمواطن، وجيل يُصنع في معسكرات التدريب والانضباط، ليصبح كل شاب مصنعاً للرجولة والكرامة، وكل مواطن درعاً وحائط صلب أمام أي عدوان أو تهديد. هذه القوة البشرية ستغير المعادلات الإقليمية، وستحول أي تهديد صهيوني إلى مجرد صرخة خاوية أمام إرادة شعب حي وجيش صامد.

اجتماعياً، يعيد القرار للشباب الثقة بأن الدولة توليهم الاهتمام الحقيقي، ويحوّل البطالة والفراغ إلى إنتاج وعطاء، ويزرع فيهم روح الانتماء الصادق. كل مواطن يصبح عنصراً فاعلاً في مشروع وطني متكامل، وكل شاب يشعر بأن دوره في حماية الوطن لا يقل أهمية عن دوره في بناء مستقبله الشخصي.

اليوم، يعلن الأردن بداية إعادة تموضعه في المكان الصحيح، خطوة أولى على طريق طويل نحو القوة والكرامة والسيادة، والخطوات القادمة ستكون أعظم بإذن الله تعالى. شباب الأردن يولدون من جديد، جيل للكرامة، جيل للوطن، جيل لن يرحم العدو ساعة الحساب، جيل يُصنع في مصنع الرجال، حاملين راية الوطن، وموثقين عهدهم بالأرض والكرامة. هذا القرار ليس مجرد بيان، بل وثيقة إرادة، ومشروع عزّة، وإعلان قوة، يؤكد أن الأردن يقف اليوم في قلب المعادلة، قوياً، صامداً، ومصمماً على صناعة مستقبله بإرادته وحكمته، وأن القادم أعظم بإذن الله تعالى.