كتب أ.د. مصطفى عيروط
معالي وزير الصحة الأسبق(١٩٨٤-١٩٨٥) الأستاذ الدكتور كامل العجلوني أول رئيس لجامعة العلوم والتكنولوجيا ١٩٨٦ـ ١٩٩٥ ومن مؤسسيها ورئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصماء والوراثه منذ عام ١٩٩٦ وعضو مجلس الأعيان من ١٩٩٦-٢٠٠١ وافضل طبيب عالمي من الجمعية الامريكية للغدد الصماء عام ٢٠٠٨ وجائزة الشيخ حمدان بن راشد لتكريم الشخصيات الطبية المتميزه في العالم العربي عام ٢٠١٠ وجائزة عبد الحميد شومان (١٩٨٣) وجائزة الدوله التقديريه في العلوم (٢٠٠٢) وجائزة مؤسسة سيلفرلابحاث السكري (٢٠٠١) وجائزه الكويت لمكافحة السرطان والاوعية والسكري (٢٠٠٦) وجائزة الباحث المتميز (٢٠٠٧) وجائزة حصاد التميز (٢٠٠٧).
وبما يملكه من تأثير علمي وإجتماعي وطني وعربي وعالمي فإن إنهاء عضويته من الجمعية الامريكية لأطباء الغدد الصماء في تموز لعام ٢٠٢٥ بتهمة معاداة الساميه بعد محاضرة ألقاها في تموز لعام ٢٠٢٤ وهناك امثله اخرى على شخصيات تم اتهامها بمعاداة السامية كجيريمي كوريين زعيم حزب العمال البريطاني السابق وروجر ووترز مؤسس فرقة PinkFloyd الغنائية في بريطانيا وايلهان عمر نائبة في الكونغرس الأمريكي عن ولاية مينيسوتا الامريكيه وكين ليفنغستون عمدة لندن السابق وديسموند توتو الاسقف الحائز على جائزة نوبل للسلام من جنوب افريقيا.
وكما يلاحظ اي متابع بأن تهمة معاداة الساميه تستخدم كسلاح سياسي لإسكات اي صوت ناقد حتى لو كانت هذه الأصوات من شخصيات علمية وانسانية وحقوقيه بارزه وما حدث اتجاه العالم الأستاذ الدكتور كامل العجلوني حدث مع آخرين وسيحدث مع آخرين مما يستدعي في رأيي من الإدارات الجامعيه في الأردن والعالم العربي والعالم والإعلام المهني الوطني والعربي والعالمي والنقابات المهنية الوطنية والعربية والعالمية ومؤسسات المجتمع المدني الوطني والعربي والعالمي التحرك بمخاطبة من يعنيهم الأمر لرفض قرار إنهاء عضوية الدكتور كامل العجلوني من الجمعية الامريكية لأطباء الغدد الصماء وان الجمعية هي التي تخسر عالم كشخص الدكتور كامل العجلوني واظهار الحقيقة للعالم بأن مصطلح معاداة السامية ظهر في أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر وصاغه الصحفي الألماني فيلهلم مار سنة ١٨٧٩.
وكان يشير في البداية الى العداء اتجاه الشعوب السامية عموما كالعرق العربي واليهودي لكن الإستخدام الحديث خصصه تقريبا للعداء إتجاه اليهود فقط وإرتبط تاريخيا بحملات إضطهاد كمحاكم التفتيش في أسبانيا والمذابح في اوروبا الشرقيه (البوغروم) والمحرقة النازية (الهولو كوست)
وبالنظر إلى القوانين الدولية فهناك دول غربيه تجرم خطاب الكراهية أو التحريض على العنف ضد اليهود بإعتباره معاداة للسامية وفي بعض التشريعات القانونية الأخرى فإن إنتقاد سياسيات إسرائيل لا يعد معاداة للسامية ما لم يتضمن تحريضا أو كراهية لليهود كديانة أو شعب والمتابع يلاحظ بوجود خلطا شائعا فأحيانا يستخدم المصطلح سياسيا لإتهام منتقدي الإحتلال أو السياسات الاسرائيلية حتى لو كان النقد موجها لاسرائيل كدوله وليس لليهود كجماعة دينية.
والعرب ومنهم الفلسطينيون يعتبرون تاريخيا من الشعوب السامية ولهذا يمكن أن يتعرضوا أيضا لمعاداة السامية لكن الإستخدام الإعلامي والسياسي للمصطلح غالبا يقتصر على اليهود.
وفي رأيي بأن قرار الجمعية الأمريكية لأطباء الغدد الصماء (AACE) في تموز لعام ٢٠٢٥ إنهاء عضوية الأستاذ الدكتور كامل العجلوني بتهمة معاداة الساميه يحتاج منها لمراجعه كونها مؤسسة علمية تعزز في الأساس النقد البناء والرأي والرأي الاخر والحوار العلمي البناء المعتمد على الادلة والبراهين.
والدكتور كامل العجلوني كعالم على مستوى العالم لا يتحدث الا بادلة وبراهين ومن يتابعه يعرفه كعالم دقيق في كلامه وبحثه ومن حق المعارض له وله رأي آخر ان يتحدث بما لديه من ادلة وبراهين ضمن الرأي والرأي الاخر والرأي الاخر مطلوب قانونيا وأخلاقيا فالاساس كما يعرف العالم و لتوسييع قاعدة السلام ترسيخ التعاون الإيجابي والتعاون في البحث والإبتكار والتنميه ودمج المكونات الديموغرافية المختلفه معا في السلام العادل والحوار البناء والتنمية والبحث وعدم التصيد للآخرين فالقوة والتطرف والغطرسة والأنا والغرور من اي جهة كانت لا تؤدي إلى سلام عادل وتنمية وتعاون ويصبح ما يسمى التطبيع والتعاون حتى في البحث العلمي معدوما وتصبح القلوب كلها حقد وضغينة ومهيأة لمزيد من الإنفجارات وعدم الاستقرار والتاريخ يعلم ومنه العبر بأن القوة والغطرسة والغرور والتطرف من اي جهة ستؤدي حتما إلى النهاية والسقوط المدوي.
فالأستاذ الدكتور كامل العجلوني الذي لديه شعبية في كافة أنحاء الاردن باحترام وتقدير وانا اعرفه بحكم علاقاتي مع مختلف القطاعات وأصبح المركز الوطني للسكري شاهد على إنجازات ونجاح في الاردن الغالي والكل يعرف متابعته بكفاءة علمية عالية وجدية والتزام راسخ وهمة عالية ونشاط والان لديه فروع في العقبه والكرك واربد والكل في الأردن والعالم يعرف مسيرته العلمية والأكاديمية طمنذ حصوله على شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة هايد لبرغ في المانيا الغربية عام ١٩٦٧ ودكتوراه تشريح من نفس الجامعة عام ١٩٦٨ وحصل على البورد الامريكي في الطب الباطني عام ١٩٧٤ والزمالة الأمريكية في الغدد الصماء عام ١٩٧٥.
ولم أنسى دعواته المستمرة كإعلاميين لنا إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا وكان من مؤسسيها ورئيسها الأول وياخذنا بجوله فيها بما يتمتع به من إدارة ناجحة تتميز بالمتابعة والعمل بكفاءة وإنجازات على الواقع.
ومن يتابع تصريحات وأعمال وإعلام في اسرائيل يجد هناك تصريحات وألفاظ يمكن اعتبارها معاداة للساميه اتجاه الفلسطينيين وهم عرب ولهذا فإن القرار الذي اتخذته الجمعية الأمريكيه لأطباء الغدد الصماء في إنهاء عضويته بتهمة معاداة الساميه قد يفتح الباب أمام ضغط شعبي في أي مكان في اتخاذ اجراءات ادارية وشعبية بمقاطعة أو نبذ اي باحث أو زائر لجامعات ومعاهد في إسرائيل أو متعاون وأجرى أو يجري اي بحث أو دراسة مع أي يهودي في العالم أو أي دارس أو حاصل على شهادات علميه من جامعات ومعاهد اسرائيليه أو من قضى إجازة تفرغ علمي فيها أو يريد قضاءها فتزداد المقاطعة والحقد المجتمعي بدلا من الحوار والرأي والرأي الأخر والنقد البناء والتعاون وتعميق السلام بين الجميع والبحث العلمي في مختلف المجالات الانسانية والعلمية.
لهذا كمواطن أطالب الجمعية الأمريكية لأطباء الغدد الصماء العدول عن قرارها والإعتذار لمعالي الأستاذ الدكتور كامل العجلوني الشخصية الوطنية الأردنية التي يحترمها الجميع ويستمع إليها الجميع وصخرة أردنية قوية بالعلم والأخلاق والإخلاص، وان تشجع الرأي والرأي الآخر والتعاون في البحث العلمي مع اي جهه تعود بالنفع على وطنها والإنسانية في الإقليم والعالم.
و يبقى معالي “ابو صخرـ”الأستاذ الدكتور كامل العجلوني شخصية أردنية متميزه منجزة في الأردن ولها بصمات عالمي وإقليمي نعتز بها جميعا