وطنا اليوم:حذّر خبير إدارة الأزمات ماهر أبو طير، من أن الضمانة الجوهرية لصون الأمن الوطني الأردني تكمن في تبني نهج إدارة الأزمات الوقائية، القائم على الحذر الاستراتيجي والدقة في رصد وتحييد التهديدات قبل تجاوزها للحدود، مع الحرص على إبقاء بؤر التوتر في محيط الأردن الإقليمي داخل نطاق دول الجوار، ومنع أي تمدد لها إلى الداخل تحت ذرائع إنسانية أو شعارات سياسية قد تُستغل لتغيير معادلات الميدان. وأوضح أبو طير في تصريحٍ أن الجنوب السوري يشهد، وفق المؤشرات الميدانية، محاولات منهجية لإشعال بؤر صراع متعددة الخلفيات، تتقاطع – وفق تقديرات – مع مشاريع جيوسياسية أوسع، من أبرزها مساعٍ لإقامة جدار عازل إسرائيلي يمتد على طول الحدود، بما قد يحوّل أجزاء من الخط الفاصل الأردني – السوري إلى تماس مباشر مع الجانب الإسرائيلي، وهو تطور بالغ الحساسية يحمل أبعادا أمنية وسياسية مركّبة. ونوّه أبو طير إلى أن أي انفجار محتمل للوضع في الجنوب السوري، إذا ما تزامن مع ظروف إقليمية مواتية، قد يدفع بموجات نزوح منظمة نحو الأراضي الأردنية، ما يشكل ضغطا مضاعفا على البنية التحتية والموارد، ويعقّد من مشهد إدارة الحدود في سياق إقليمي متشابك. وأردف أن الخطر الأعمق يتمثل في امتداد الفوضى المسلحة على طول الشريط الحدودي الأردني – السوري، في بيئة ملغّمة بانتشار الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وتنامي شبكات تهريب المخدرات، وتحركات تنظيمات متطرفة عابرة للحدود، بما يرفع من احتمالية تشابك الساحات الميدانية بين جنوب سوريا والأردن، ويفرض تحديات أمنية متصاعدة. وشدد أبو طير على أن التعامل مع الملف السوري يجب أن يستند إلى معايير أمن قومي صارمة، وقراءة استخباراتية معمقة لما وراء أي تحركات في الجنوب السوري، مع اعتماد آليات تقييم استباقي لتأثيراتها الشاملة على الأردن. واعتبر أن اليقظة المستمرة، والرصد الميداني الدقيق، وتفعيل قنوات القرار السريع تشكل مجتمعة خط الدفاع الأول لدرء المخاطر قبل أن تتسلل إلى الداخل الأردني.
24 ساعة