وطنا اليوم:تزامناً مع التوجهات الرامية إلى تحديث وتطوير الاقتصاد الوطني، صدرت عن رئاسة الوزراء حزمة من القرارات الجذرية التي تهدف إلى إعادة هيكلة وتنظيم القطاع السياحي.
لا تقتصر هذه القرارات على مجرد التغيير، بل تمثل نقلة نوعية تهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة في الفرص المتاحة للمنشآت السياحية، بعيداً عن أي محاصصة أو هيمنة.
خطوات نحو مستقبل سياحي أفضل
تأتي هذه القرارات كخطوة أولى في مسار طويل لإعادة ترتيب منظومة السياحة والعاملين فيها.
من أبرز ملامح هذه القرارات:
نظام صندوق تنمية وتطوير السياحة:
يُعد هذا النظام خطوة مهمة لتعزيز دور الحكومة في التنمية والتطوير.
من خلال الإدارة الفعالة لهذا الصندوق، يمكن تحقيق إيرادات إضافية للخزينة، واستخدامها في تطوير البنية التحتية والمرافق السياحية، مما يدعم السياحة الداخلية ويوفر فرص عمل للشباب ورياديي الأعمال، بما يتماشى مع أهداف التحديث الاقتصادي.
تحديث نظام جمعية الفنادق: يهدف التحديث إلى توسيع تمثيل الجمعية لتشمل جميع مقدمي الخدمات الفندقية، بما في ذلك خدمات المبيت والإقامة.
هذا التوسع يضمن عدالة التمثيل ويزيد من كفاءة القطاع الفندقي، ويمنح الجمعية دوراً أكبر في عمليات التسويق والترويج السياحي، إيماناً بأن الخدمة السياحية هي منظومة متكاملة.
نظام جديد لمكاتب السياحة والسفر:
يسعى هذا النظام إلى تمكين المكاتب السياحية من مواكبة التكنولوجيا الحديثة، مثل الدفع الإلكتروني، لتسهيل الإجراءات على السائحين والمكاتب على حد سواء.
كما يعتمد النظام تصنيفاً للمكاتب السياحية بـ”النجوم”، مما يمنح السائحين مؤشراً واضحاً على جودة الخدمة، ويحقق تنافسية عادلة تعزز جاذبية الاستثمار وتؤدي إلى ظهور شركات سياحية عالمية.
تحديات وفرص مستقبلية
لكي تكتمل هذه المعادلة، هناك حاجة لمزيد من الإجراءات التكميلية.
من الضروري إنشاء غرف سياحية في جميع الأقاليم، من الشمال إلى الجنوب، لوضع خارطة سياحية متكاملة تستثمر في جميع المواقع السياحية بحسب الموسم. على سبيل المثال، يمكن التركيز على مناطق الشمال في فصل الصيف.
كما انني ارى و يرى كثيرون ضرورة مراجعة نظام هيئة تنشيط السياحة لتكون أكثر مواكبة لأدوات التسويق الحديثة، وتلعب دوراً أكبر في استقطاب السياحة وزيادة أعدادها.
فبينما تتولى وزارة السياحة وضع التشريعات والاستراتيجيات، يظل دور الهيئة محورياً في عمليات التسويق والترويج لفتح أسواق سياحية جديدة، مما ينعكس إيجاباً على كافة المواقع السياحية في المملكة فإن هيئة تنشيط السياحة هي العمليات و المحرك للقطاع السياحي و عمله .
إن هذه الخطوات هي بداية لإعادة ترتيب الأوراق ومنظومة السياحة بشكل عام، بهدف تحقيق رؤية جديدة وطموحة تجعل من الأردن وجهة سياحية رئيسية في المنطقة.
إن “السياحة هي رأسمالنا”، والحفاظ على هذا الرأسمال وتنميته هو مفتاح لتحقيق الازدهار الاقتصادي، ومواجهة البطالة، وجذب الاستثمارات.
المختص بالإدارة الاستراتيجية للسياحة نضال ملو العين