المسلخ البلدي في الكرك.. سنوات التعثر تتواصل بلا حلول لتشغيله

27 ثانية ago
المسلخ البلدي في الكرك.. سنوات التعثر تتواصل بلا حلول لتشغيله

وطنا اليوم:لسنوات طويلة، كان سكان وقصابو محافظة الكرك بانتظار إنشاء مسلخ بلدي آلي وحديث، يتمكن فيه كل قصابي المحافظة من ذبح احتياجاتهم من الذبائح بطريقة آلية توفر الوقت والجهد، وتوفر الرقابة الصحية والبيطرية للتأكد من سلامة اللحوم المستهلكة في الأسواق.
لكن سنوات الانتظار الطويلة التي وصلت إلى7، لم تؤد إلى أي جهود لافتتاح المسلخ رغم الانتهاء من بنائه وتوفير مختلف أجهزة وآلات الذبح الحديثة، وذلك لأسباب مختلفة، كان آخرها أن المسلخ بحاجة إلى عمال مدربين للعمل على آلات الذبح، ما أدى إلى تعطل تلك الآلات خلال سنوات الانتظار، وبدء بلدية الكرك رحلة جديدة لإعادة تأهيل المسلخ من جديد، لكنه توقف أيضا على أثر توقف التمويل الخارجي من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
ومنذ ذلك الوقت، ما يزال سكان وقصابو مختلف مناطق الكرك، خصوصا خارج مناطق لواء قصبة الكرك، يطالبون بسرعة العمل على افتتاح المسلخ البلدي الحديث التابع للبلدية، ليقوم القصابون بذبح مواشيهم فيه بدلا من ذبحها في مسالخ خاصة وبدائية تفتقر إلى أدنى الشروط الصحية اللازمة في عمليات الذبح، وذلك أيضا وسط غياب الرقابة الصحية البيطرية الضرورية لصحة المستهلك.
وما يزال العمل بالمسلخ يتم بطريقة يدوية كما جرت العادة منذ سنوات طويلة، في المسلخ الوحيد بالمحافظة والتابع لبلدية الكرك، في حين تفتقر بقية بلديات وألوية المحافظة إلى أي مسالخ لخدمة القصابين فيها.
ويقع المسلخ الذي بني بمنحة من الحكومة الكويتية بمبلغ يصل إلى نحو 600 ألف دينار، بجانب المسلخ البلدي القديم الذي أغلق في منطقة زحوم شرقي مدينة الكرك، ويفترض أن يغطي احتياجات المحافظة كافة من الذبائح، لكونه بني وفقا لأحدث الطرق في بناء المسالخ المركزية.
استمرار الذبح العشوائي
وما يزال المسلخ الذي تم الانتهاء من تجهيزه قبل سبع سنوات لا تعمل آلياته على الذبح الآلي ويقوم القصابون فيه بالذبح اليدوي العشوائي، في حين تتاح عمليات الذبح لقصابي لواء قصبة الكرك، ولا يستقبل ذبائح لقصابي بقية مناطق محافظة الكرك الذين انتظروا إنشاء المسلخ طويلا، وفقا للعديد منهم.
ويقول قصابون بالكرك إن المسلخ الجديد يعمل بالطريقة القديمة نفسها وبلا خدمات حديثة كما كان متوقعا، إضافة إلى كونه يقدم خدماته لقصابي مدينة الكرك فقط، ولم يتم التوسع بخدماته لتشمل جميع محال القصابة بالمحافظة كما كان متوقعا، بحيث يتم التخلص من عملية الذبح خارج المسلخ.
ويبلغ حجم الذبائح بالمحافظة نحو 300 رأس ماشية يوميا، يجري ذبح ما يقارب 100 منها بالمسلخ البلدي التابع لبلدية الكرك، في حين يتم ذبح 200 خارج الرقابة الصحية في حظائر خاصة. وهي أرقام تراجعت خلال السنوات الأخيرة لأسباب متعلقة بظروف المواطنين الاقتصادية، بعد أن كانت أعداد الذبائح اليومية تصل إلى حوالي 400 ذبيحة يوميا.
وتقدر القدرة التشغيلية للمسلخ الحديث، في حال تم استغلاله بالشكل الصحيح، بحوالي 500 ذبيحة من الأغنام وحوالي 60 رأسا من الأبقار والإبل يوميا، وهو ما يعادل حاجة محافظة الكرك اليومية من رؤوس الماشية من الأغنام والماعز على أقل تقدير.
ويؤكد سكان بالكرك أن غياب مسلخ بلدي لكل مناطق الكرك أدى إلى وجود ذبائح ليست بجودة صحية، إضافة إلى اختلاط الذبائح المستوردة مع البلدية لغياب أختام بلدية عليها تثبت سلامتها ومصدرها، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تعرض المواطنين للغش عند شراء اللحوم، خصوصا في مناطق خارج حدود بلدية الكرك التي تملك وحدها مسلخا بلديا رغم تواضعه.
وأشار صاحب محل القصابة فهد أحمد إلى أن افتتاح المسلخ الآلي يوفر جهدا ووقتا كثيرا على القصابين بالمحافظة، إضافة إلى أن جميع القصابين خارج قصبة الكرك يقومون بعمليات الذبح في حظائرهم الخاصة، وهو الأمر الذي يسبب مشاكل مع الجهات الرسمية الصحية، مطالبا بإتاحة المسلخ البلدي المركزي والحديث للجميع في المحافظة، لإنهاء الإشكالات كافة المتعلقة بعمليات ذبح المواشي في الحظائر.
ظروف صحية خطيرة
وقال المواطن علي الحمايدة إن جميع مناطق المحافظة لا تملك مسلخا بلديا باستثناء قصبة الكرك حيث تملك بلدية الكرك مسلخا خاصا بها وتجري عمليات الذبح وفقا لرقابة بيطرية وصحية، في حين تقوم محال القصابة ببقية مناطق المحافظة بعمليات الذبح في محال القصابة وسط ظروف صحية خطيرة في غياب الرقابة على صحة وسلامة المواشي التي تذبح. ولفت الحمايدة إلى أهمية أن تقوم الجهات المختصة بالعمل على إلزام محال القصابة كافة بالكرك بالذبح داخل المسلخ الحديث بعد الانتهاء من إعادة تأهيله، وبحيث يتم نقل الذبائح بواسطة مركبات مبردة ومجهزة لهذه الغاية حرصا على سلامة المواطنين بمختلف مناطق المحافظة.
وكانت مؤسسة الغذاء والدواء بالكرك قد خاطبت مرارا بلديات المحافظة بضرورة توفير مسلخ مركزي للذبائح كافة حرصا على صحة وسلامة المواطنين، مؤكدة أن أوضاع محال القصابة، خصوصا في جميع ألوية المحافظة باستثناء القصبة، صعبة للغاية بسبب عدم وجود مسلخ بلدي فيها، حيث تتم عمليات الذبح في ظل غياب إشراف طبي بيطري يؤكد سلامة الذبائح صحيا وخلوها من الأمراض.
من جهته، أكد مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة ببلدية الكرك بكر المعايطة أن البلدية أنهت إنشاء المسلخ المركزي الحديث على أمل أن يقدم الخدمات لجميع مناطق المحافظة منذ فترة طويلة، لافتا إلى تعطل المسلخ منذ سنوات، مما تسبب بحاجته إلى إعادة صيانته مجددا، بواسطة تمويل من الوكالة الأميركية، لكن الوكالة أوقفت عمليات التمويل لها خلال الفترة الماضية لمختلف المشاريع الممولة منها ومنها بلدية الكرك لبعض المشاريع.
وأشار المعايطة إلى أن البلدية تقوم بالعمل على إعادة تأهيل المسلخ وسوق المواشي القريب منه لتتمكن من تشغيله والبدء بعمله آليا وفقا للقدرات الموجودة فيه، بحيث يتم التخلص من عمليات الذبح اليدوي، لافتا إلى أن المسلخ سوف يلبي احتياجات قصابي المحافظة كاملة، ويحتوي على جميع احتياجات المسالخ الحديثة