*بقلم: د. ذوقان عبيدات*
يسود الساحةَ السياسيةَ تياران
: الإسلامي المحاصَر منذ مدة، وتيار يدعي الوطنية الأردنية: الأردن أولًا. كما تعجّ الساحة بأحزاب قومية، وديموقراطية، ويسارية عديدة. ومن الواضح أن التيار الإسلامي هو التيار المكتسح. على حساب الآخرين.
إذن؛ الساحة خالية بانتظار تيار واسع يضم مختلف الأحزاب الديموقراطية والمدنية والقومية واليسارية.
(١)
*ندوة التيار العربي*!
اجتمعت ثمانية أحزاب يسارية، وقومية، وديموقراطية، مع عدد من الشخصيات الديموقراطية غير الحزبية؛ بهدف خلق تيار ديموقراطي واسع، يضم الجميع.
يمكن لأي مراقب أن يرى ما بين هذه الأحزاب من تآلفات، ومتشابهات، كما يمكن أن يرى ما بين مسؤوليها من اختلافات!
يصعب القول: إن الخلافات شخصية، لكن يمكن الحكم بأن هذه الأحزاب قد تنجح في ردم أي فجوات، أو فروق. ويتطلب ذلك وقتًا، لكنه يتطلب إرادة أيضًا.
(٢)
تبارى المتحدثون في تعداد مزايا
اتحاد الأحزاب، أو تآلفها، أو إقامة تحالفات دائمة، أو مؤقتة، ومع أن ذلك بدهي، لكنه استهلك معظم وقت النقاش. الكل كان يرغب في الحديث المطوّل، مع كثير من الحديث عن بدهيات الوطن، والأخطار، وفلسطين، والساحة الأردنية الخالية من اليسار!
أنا أدرك أن الإسلاميين اكتسحوا الساحة بدعم تاريخي من الدولة، وأن “الوطنيين” نشطوا بتلميع
من أجهزة الدولة. فالساحة مليئة
بتكفيريين، أو “محافظين ” ومليئة بطبالين يقرعون في شاشات محلية، ويوصى بهم في شاشات أخرى.
ولذلك، فإن ظهور تيار جديد
لا ينشأ نتيجة عمل شعبي بمقدار
حاجته إلى دعم شبيه بما تلقّاه الإسلاميون، وفرق”الدفاع” الوطني، و”الهجوم” الوطني!.
(٣)
*تيار عربي تقدمي!*
هذا عنوان اقترحته أنا شخصيّا.
فكلمة تيار تعني قوة جارفة تضم عدة روافد تصب، أو تشكّل نهرًا واحدًا.
وكلمة عربي ، من شأنها إعادة تصويب البوصلة من مصر، وغير مصر أولًا، إلى العروبة أولًا! نحن نعرف حين رفعت مصر شعار مصر أولًا، لم تتحسن ظروف مصر، وضاعت مصر والأمة العربية . والآن ترفع سوريا شعار سوريا أولًا، بعد أن دمرها العدو، وترفع لبنان شعار لبنان أولًا بعد أن استباحتها إسرائيل. إن رفع شعار العروبة أولًا، أو “مش” أولًا
يعيد الألق إلى الأردني بهُويته العربية غير السايكسبيكوية!!
حين نقول تيارًا عربيّا، فهذا تعبير دقيق عن موقف الشعب.
أما كلمة تقدمي، فهي تشمل الحرية والحقوق، والحداثة، والتنوير، ومحاربة التخلف، والانحياز إلى اليسار والكرامة.
طبعًا! تحفّظ بعضهم على كلمة العربي، فالواقع يفرض نفسه: نحن أردنيون!!
(٤)
*التوصيات*
أوصت الندوة اتخاذ خطوات إجرائية لتنفيذ وحدة التيار. تم تشكيل لجنة من حزبيين ومستقلين، لوضع الخطوط الفكرية، والأخلاقية التي تضمن التحالف الجديد!
نحن بحاجة إلى تيار عربيّ تقدميّ،
فهمت عليّ؟!!