أعطال الآبار تدخل مناطق بالغور الشمالي في مأزق انقطاع المياه

7 أغسطس 2025
أعطال الآبار تدخل مناطق بالغور الشمالي في مأزق انقطاع المياه

وطنا اليوم: أبدى العديد من سكان لواء الغور الشمالي في منطقة الكريمة وصوفرة وأبو سيدو، استياءهم جراء انقطاع وضعف ضخ مياه الشرب عن منازلهم منذ فترة طويلة جدا، في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تبلغ ذروتها في بعض الأحيان خمسين درجة مئوية.
وقال هؤلاء السكان إن المياه لم تصلهم منذ فترة زمنية طويلة، مع عدم قدرتهم على شراء صهاريج مياه بشكل أسبوعي، مطالبين إدارة المياه بتزويدهم بصهاريج لحين إعادة تأهيل الشبكات والعمل على إصلاح الآبار في المنطقة.
في الوقت ذاته، أكد عضو اللجنة اللامركزية سابقا عقاب العوادين “أن سبب انقطاع المياه عن منازل المواطنين في المناطق التابعة لبلدية شرحبيل بن حسنة هو تعطل أربع آبار هي: بئر صوفرة، وبئر خمس المكائن، وبئر السليخات الذي ينتج ثمانية أمتار في الساعة شبه معطل، كما أن بئر كريمة يعمل بمضخة واحدة فقط، والخط الرئيسي وسط شارع الكريمة يعاني من تهريب مياه محطة التحلية الرئيسية”.
وأضاف العوادين أنه “رغم إنشاء خزان ماء في كريمة بمبلغ مئة ألف دينار، ومحطة تحلية بـ665 ألف دينار، وتمديد خطوط مياه، إلا أن المشكلة مستمرة بسبب كثرة أعطال الآبار”.
وبحسب المواطن محمد خالد، فإن “شراء المياه من صهاريج لا أحد يعرف مصدر المياه التي فيها تسبب في العديد من الأمراض الجلدية التي تظهر على أبنائهم”، مشيرا إلى أن “السبب هو صهاريج المياه، إذ يوجد في المياه العديد من الحشرات وتحتاج إلى معالجة، لكن الظروف ترغم أهالي المنطقة على شرائها جراء ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، إذ تتطلب تلك الأوضاع مزيدا من الاستخدامات المائية”.

استخدام مياه القنوات
وأكد المواطن علي الفهد “أن أهالي المنطقة في بعض الأحيان يضطرون إلى استخدام مياه القنوات المائية المكشوفة وقناة الملك عبدالله لتلبية احتياجاتهم من المياه”، لافتا إلى أن “المياه تصل بشكل جيد للأحياء التي تتغذى أولا من الخط الناقل، مما يحول دون وصولها إلى المنازل في الأحياء الأخرى، خصوصا أن معظم المواطنين يستخدمون ماتورات الشفط للحصول على المياه”.
أما المواطن محمد الصقور، فيؤكد من جهته “أن إسالة المياه في الخطوط الناقلة إلى مناطقهم بشكل انسيابي دون استخدام مضخات، تحرم عددا كبيرا من المواطنين من وصول المياه لمنازلهم، لأنها إما أن تصل ضعيفة أو لا تصل بشكل نهائي”، لافتا إلى “أن مشكلة شح مياه الشرب تتفاقم كل صيف مع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد الحاجة لها”.
وأضاف “إنه تمت مخاطبة مديرية المياه مرات عدة دون فائدة؛ إذ إن جهودهم أثمرت عن حل مشكلة عدد من الأحياء، وانقطاع المياه عن أحياء أخرى بشكل كامل، الأمر الذي أجبر أغلب الأهالي على شراء المياه على حسابهم الخاص رغم أوضاعهم الاقتصادية الصعبة”.
ويطالب المواطن محمد غسان الجهات المسؤولة بـ”ضرورة إيجاد حلول عاجلة للمشكلة، إما بزيادة عدد ساعات الضخ، أو إعادة جدولة برنامج التوزيع لضخ المياه لكل منطقة بشكل منفصل عن المناطق الأخرى، أو العمل على استئجار آبار جديدة لزيادة كميات المياه المسالة للمواطنين”، لافتا إلى “أن معظم العائلات تحتاج كل أسبوع إلى صهريج ماء في ظل الأجواء الحالية، الأمر الذي يكبدهم مبالغ غير قليلة مقارنة بمداخيلهم، في حين أن آخرين لا يقومون حتى بشراء المياه، مما يضطرهم إلى تعبئة جالونات المياه من المجاورين”.

نقص الموارد المائية
وبحسب الناشط الاجتماعي خالد العربي، فإن “مشكلة شح مياه الشرب تعود لأسباب عدة، أهمها نقص الموارد المائية وتناقص كميات المياه المستخرجة من الآبار، مما أدى إلى تخبط في إدارة المصادر المتوفرة، إضافة إلى سوء التوزيع وقدم الشبكات واهترائها وعدم المتابعة المستمرة لعمليات الضخ”، موضحا “أن أحياء عدة في اللواء تشكو من عدم أو ضعف وصول مياه الشرب لعدم وجود مضخات لدفع المياه للمنطقة لضمان وصولها للجميع بكميات كافية”.
كما أكد العربي “الحاجة الماسة لتوفير مصادر مائية جديدة لغايات الشرب، كاستئجار أو حفر آبار للتغلب على المشكلة التي باتت تشكل معضلة حقيقية خلال فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة”.
وأكد مصدر في المديرية، أن العمل جار على إصلاح وتأهيل جميع الآبار التي عطلتها السيول وأدت إلى توقف ضخ المياه، وتحديدا في منطقة الكريمة، فيما أكد أنه سيتم تعزيز المنطقة بعدد من الصهاريج لتأمين المواطنين بالمياه لحين إعادة الضخ.
وسبق أن أكد مصدر مطلع في وزارة المياه، أن الواقع المائي في اللواء مقبول، ولا يوجد نقص في المصادر المائية، إلا أن مجموعة من الأعطال في المحطات والانقطاعات الكهربائية عادة ما تتسبب بخلل في برامج التوزيع، مما ينتج عنه تأخر وصول المياه إلى بعض الأحياء، موضحا أن زيادة الطلب على المياه مع ارتفاع درجات الحرارة تشكل تحديا أمام عملية التزويد المائي.
وأضاف أن أحد أهم أسباب تفاقم مشكلة شح المياه هو الاستغلال المائي لمصادر المياه المنتشرة.
ومن الجدير بالذكر أن عدد سكان لواء الغور الشمالي يبلغ 130 ألف نسمة، موزعين على لواء الغور الشمالي وثلاث بلديات: بلدية شرحبيل بن حسنه، ومعاذ بن جبل، وطبقة فحل.