وطنا اليوم:أعلنت وزارة الدفاع السورية وقف إطلاق النار في السويداء بعد ساعات من دخول الجيش إلى المدينة الواقعة جنوبي البلاد بهدف وضع حد لاشتباكات أوقعت عشرات القتلى، وتزامن ذلك مع تجدد الغارات الإسرائيلية على المنطقة وعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعات عاجلة لبحث الوضع في السويداء.
وقال وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة “نعلن عن وقف تام لإطلاق النار بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان مدينة السويداء”.
وجاء ذلك بعد دخول قوات الجيش إلى السويداء وفرض حظر تجول، ونقلت الداخلية السورية عن قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد أحمد الدالاتي قوله إن حظر التجول فرض في المدينة بداية من الساعة الثامنة من صباح اليوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي، ويستمر إلى إشعار آخر.
وأضاف “نحمل المرجعيات الدينية وقادة الفصائل المسؤولية الوطنية، وندعوهم للتعاون لتأمين المدينة، ونؤكد ضرورة منع العصابات الخارجة عن القانون من استخدام المساكن مواقع لمهاجمة قوات الدولة”.
ودعا الدالاتي “قادة الفصائل والمجموعات الخارجة عن القانون” إلى عدم عرقلة دخول القوات للمحافظة وتسليم أسلحتهم.
من جانبها، أكدت إدارة الإعلام في وزارة الدفاع السورية استمرار الجيش في ملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون في محيط السويداء بهدف بسط الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكدت إدارة الإعلام أن “المجموعات الخارجة عن القانون تحاول الهرب والانسحاب إلى وسط مدينة السويداء”، وطالبت سكان المدينة بالتزام المنازل والإبلاغ عن أي تحرك لهؤلاء المسلحين.
ورحبت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في سوريا بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع لفرض السيطرة في السويداء، ودعت الفصائل في المنطقة إلى التعاون مع تلك القوات وعدم المقاومة وتسليم سلاحها للداخلية.
كما دعت الرئاسة الروحية إلى حوار مع الحكومة بشأن تداعيات أحداث السويداء، وطالبت بتفعيل مؤسسات الدولة في المحافظة بالتعاون مع أبنائها.
وأشاد قائد الأمن الداخلي في السويداء بموقف الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، ودعا المرجعيات الدينية لاتخاذ موقف موحد يدعم إجراءات بسط سلطة الدولة.
وأقر حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل الثلاثة (القادة الدينيين) لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، بداية بالبيان، ولكنه تراجع لاحقا وقال إن البيان فرض عليه بعد مفاوضات عديدة مع الحكومة السورية وبضغوط خارجية من دول لم يحددها.
وحرض الهجري أبناء الطائفة الدرزية على التصدي للقوات الحكومية بزعم أنها “نكثت الاتفاق وواصلت القصف العشوائي للمدنيين”.
ويُعرف الهجري بمواقفة المحرضة ضد الحكومة السورية التي تدير البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد، وعادة ما يستدعي التدخل الخارجي بزعم حماية أبناء طائفته، رغم إبداء العديد من قادة الطائفة عبر بيانات وتصريحات سابقة رفضهم أي تدخل خارجي في البلاد، وتأكيد الحكومة السورية حرصها على ضمان حقوق جميع الطوائف في البلاد.
الحل الأخير
وكان وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى قد قال في وقت سابق إن تدخّل القوات الأمنية في محافظة السويداء كان بمنزلة الحل الأخير، مبديا أسفه على استنجاد أطراف في المحافظة بأطراف خارجية طلبا لحماية دولية.
ودخلت قوات من الأمن العام ووزارة الدفاع السورية مناطق عدة في ريف محافظة السويداء بعد اشتباكات دامية بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى من عشائر بدوية.
وأعلنت السلطات السورية أن الاشتباكات أدت إلى مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة نحو 100، في حين تحدثت مصادر إعلامية سورية عن حصيلة أكبر من الضحايا تقارب 90 قتيلا.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية مقتل 18 جنديا وإصابة آخرين بجروح خلال فض النزاع في السويداء.
عدوان إسرائيلي
في الأثناء، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو قصف دبابة تابعة للنظام السوري في منطقة السويداء.
وجاء ذلك بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه هاجم “دبابات عدة في منطقة قرية سميع بمنطقة السويداء في جنوب سوريا”، وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس أن الضربات التي نفذها الجيش في جنوب سوريا “تحذير واضح للنظام السوري” لعدم استهداف الدروز.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد اليوم اجتماعات عاجلة مع وزير الدفاع ورئيس الأركان إيال زامير على خلفية التطورات في السويداء.
وسبق لإسرائيل أن أكدت أنها ستتدخل لحماية الأقلية الدرزية في حال تعرضها للتهديد، وحذرت السلطات السورية من نشر قواتها في مناطق بجنوب البلاد محاذية لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.