وطنا اليوم خاص -كتب محرر الشؤون الاقتصادية: في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والدولية، تبرز الصناعة الأردنية كقطاع وطني حيوي أثبت قدرته على الصمود، ويمتلك إمكانات واعدة للنمو والمنافسة، ليس فقط في السوق المحلي، بل على مستوى الأسواق الإقليمية والعالمية. ويعود هذا التقدم إلى منظومة من الجهود المتراكمة التي تبذلها غرفتا صناعة عمان والأردن، في تمكين القطاع الصناعي وتعزيز حضوره، وتسويقه محليًا وخارجيًا.
لقد أصبحت الصناعة الأردنية عنوانًا للجودة، مدفوعة بالخبرات الفنية، والتقنيات المتطورة، والتزام المنتجين بالمواصفات العالمية. وهذا ما تعكسه قصص النجاح التي نراها في صادرات الصناعات الدوائية، والكيماوية، والغذائية، والهندسية، والتي وجدت طريقها إلى أكثر من 140 سوقًا عالميًا، من الولايات المتحدة إلى دول الخليج وأفريقيا.
وتأتي مبادرات غرفتي صناعة عمان والأردن لتكمل هذا المسار، عبر برامج نوعية مثل “صنع في الأردن”، الذي لم يعد مجرد حملة دعائية، بل بات علامة ثقة وتميّز، تسوّق للمنتج الأردني بأسلوب عصري ومتكامل. كما أن تنظيم المعارض الخارجية، والبعثات التجارية، والملتقيات الصناعية، كلها أدوات فعالة فتحت آفاقًا جديدة للتصدير والاستثمار الصناعي.
ولا يمكن إغفال دور هذه الغرف في الدفاع عن مصالح الصناعيين، وتقديم التسهيلات، وتطوير بيئة الأعمال، إلى جانب التركيز على الابتكار والتحول الرقمي، ما يمنح الصناعة الأردنية قدرة تنافسية حقيقية في عالم سريع التغير.
في المحصلة، فإن الصناعة الأردنية تمثل اليوم حجر الزاوية في رؤية التحديث الاقتصادي، ومحركًا أساسيًا لتوفير فرص العمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة الصادرات. وما تقوم به غرفتا الصناعة هو نموذج يُحتذى به في العمل المؤسسي الداعم للقطاعات الإنتاجية.
إن الاستثمار في الصناعة ليس خيارًا اقتصاديًا فقط، بل هو خيار استراتيجي لحماية الأمن الوطني وبناء مستقبل مستقر وواعد للأردن.
