فادي السمردلي يكتب: هجومهم على الأردن زادنا فخرًا فحين تنبح الكلاب تأكد أن القافلة تسير

29 يونيو 2025
فادي السمردلي يكتب: هجومهم على الأردن زادنا فخرًا فحين تنبح الكلاب تأكد أن القافلة تسير

بقلم فادي زواد السمردلي
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

في زمن اختلطت فيه القيم، وصار الوطني يُشتم، والخائن يُمجد، لم يكن مستغربًا أن يتعرض الأردن لهجمة شرسة من فئة ضالة باعت كرامتها مقابل أوهام مجد مزيف، ووهنت حتى صارت مجرد أداة تردد ما يُملى عليها من خلف الشاشات ومكاتب التمويل فهجومهم السخيف لم يهزّ فينا شعرة، بل على العكس تمامًا، زادنا فخرًا، لأنه لم يكن موجهًا إلا لوطنٍ صلب، عصيّ على الانكسار، بقي مرفوع الرأس في زمنٍ انحنت فيه كثير من الرقاب فهذا الوطن، الذي لم يكن يومًا تابعًا لأحد، ولا خان قضية، هو اليوم يدفع ثمن ثباته ووضوح موقفه.

هم يهاجموننا لأننا لم نركع، ولأننا ما زلنا نرفع الصوت عاليًا في وجه كل من يحاول إذلالنا أو تطويعنا فهؤلاء الذين يتطاولون على الأردن هم ذاتهم الذين باعوا مواقفهم بثمنٍ بخس، ممن تحوّلوا إلى أبواق مأجورة، يصفقون لمن يدفع أكثر، حتى ولو كان قاتلًا أو محتلًا فتراهم يهاجموننا وكأنهم يتحدثون بلسان الشيطان، يتقيأون سمّهم عبر منصات لا تمثل إلا السقوط الأخلاقي والسياسي، متوهمين أنهم بذلك سيصيبون الوطن في كبريائه أو هيبته ولكنهم في الحقيقة لا يصيبون إلا أنفسهم، لأن الأردن أقوى من أن يهتزّ بكلماتهم المسمومة، وأطهر من أن يلوثه نفاقهم.

والمفارقة، أن هذا الهجوم لم يضعفنا أبدًا، بل جمعنا فكشف الوجوه، وأسقط الأقنعة، وجعلنا نرى من كان يتظاهر بالولاء بينما قلبه مأجور للعدو فكشف لنا من يقف مع الوطن فعلًا، ومن يقف ضده حين تُعرض عليه الفتات وهذا في حد ذاته مكسب نعم، أن يُهاجمك الباطل دليل على أنك في طريق الحق أن تُحارب لأنك رفضت الذل والانبطاح هو وسام شرف، لا وصمة عار.

هم يصرخون، يشتمون، يحرّضون، ونحن نمضي لأن القافلة، كما قيل، تسير… والكلاب، كما عهدنا، لا تفعل سوى النباح.