وطنا اليوم:أصبح وزير الدولة لشؤون اللجوء والهجرة في بلجيكا، سامي مهدي، حديثاً على ألسنة عراقيين وعرب خلال الساعات الماضية، ليس احتفاءً به لأنه عراقي الأصل فقط، بل لأنه قرر ترحيل المهاجرين من بلجيكا ومن بينهم مواطنون من بلده الأم بمجرد أن تولى منصبه الجديد، الأمر الذي أثار أيضاً رد فعل رسمياً من بغداد.
من ابن مهاجر إلى وزير: كان والد مهدي قد لجأ إلى بلجيكا في عام 1970، ووصل مهدي إلى منصب وزير الدولة لشؤون المهاجرين بعد اختياره في التشكيلة الحكومية الأخيرة التي تم التوصل إليها في نهاية أيلول/سبتمبر 2020، وفقاً لما ذكره موقع DW الألماني.
يصف مهدي نفسه بأنه ينتمي إلى “اليمين الوسط”، وذكر الموقع الألماني أن الوزير الجديد أعرب عن عزمه بعد تعيينه على إثبات حزمه في ملف الهجرة غير الشرعية وترحيل طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم، لاعتقاده أن عمليات الترحيل التي نُفذت في البلاد لا تزال قليلة.
إحصاءات لمكتب الأجانب في بلجيكا والمعروف باسم “الكومسارية” أشارت إلى أن العراق يعتبر الرابع في عدد طالبي اللجوء في بلجيكا عام 2019 .
ويتخذ الشاب العراقي من “أوباما ألدي” لقباً له، تيمناً بالرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ويقول مهدي إن السلطات رحّلت 18% من طالبي اللجوء المرفوضين في بلجيكا، مقابل 35% في ألمانيا، لذا “يتمحور طموحنا في زيادة عمليات الترحيل”.
كذلك أشار إلى أنه سيتم ترحيل المهاجرين الذين تم رفض طلبات لجوئهم من المراكز المغلقة المخصصة لاحتوائهم، في وقت تقول فيه منظمة منصة المواطن لدعم اللاجئين إنه يوجد في بلجيكا حالياً ما بين 120 إلى 150 ألف شخص في وضع غير شرعي، بحسب ما نقله DW.
ولدى بلجيكا تجربة سابقة في استهداف المهاجرين العراقيين، فبحسب وكالة آكي الإيطالية كانت السلطات قد أطلقت قبل سنوات حملة “ردع” في محاولة لصد المهاجرين عن القدوم إلى البلاد استهدفت في ذلك الوقت العراقيين تحديداً.
رد رسمي: من جانبها، ردّت بغداد على تصريحات الوزير البلجيكي من أصول عراقية، ورفضت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية، إيفان فائق جابرو، السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول، العودة القسرية للعراقيين المرفوضة طلبات لجوئهم في دول اللجوء.
الوزيرة وفي بيان لها نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، قالت إن “الوزارة ترفض أي ترحيل قسري للاجئين العراقيين، كما يجب مراعاة ظروفهم”، وأوضحت أنّها “مع العودة الطوعية وليست القسرية”.
كذلك أشارت الوزيرة إلى أنها ستدعو “السفير البلجيكي إلى لقاء للتباحث في هذا الملف بعد التصريحات التي أدلى بها وزير الهجرة البلجيكي”.
من جانبهم، انتقد عراقيون وعرب من جنسيات أخرى موقف الوزير البلجيكي الذين اعتبروه “ابن بلدهم”، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي كتبوا تغريدات ومنشورات أدانوا فيها قراراته.
مغرد باسم فارس كتب يقول: “كثير من المهاجرين يصبحون أكثر ملكية ويمينية عندما يصلون إلى منصب في دول المهجر. فمثلاً سامي مهدي وزير الهجرة البلجيكي الجديد ذو الأصل العراقي: لا بطائق إقامة وطريق العودة مفتوح، سبق لمهدي أن وصف شباب المهاجرين عام 2017 بأنهم “صعاليك يجب التخلص منهم”.
وقال مغرد آخر باسم منصور عبدالله محمد: “سامي مهدي (32 عاماً)، ابن لاجئ عراقي، عُيّن وزير دولة لشؤون اللجوء والهجرة، فكان قراره الأول ترحيل طالبي اللجوء المرفوضة طلبات لجوئهم ومن بينهم 30 ألف عراقي. مهدي عُيّن وزيراً قبل نحو 20 يوماً، وهو ابن لاجئ عراقي قدم إلى بلجيكا عام 1970، وعضو في الحزب الديمقراطي المسيحي الفلمنكي”.
وهاجم مغرد آخر باسم محمد علي قرار الوزير البلجيكي، وقال: “اللاجئ العراقي بدول أوروبا يريد أن يعيش حياتهم ويتمتع بالحرية بنفس الوقت يريدنا نبقى هنا حتى نحافظ على عاداته وتقاليده (…) بعدين من واحد منهم يصير براسه حظ ويصير مسؤول بالغرب مثل سامي مهدي أول قرار هو يمنع الباقين من الحرية والهجرة”.