وطنا اليوم:للمرة الأولى، التقطت وكالة ناسا الأمريكية صورة نادرة تكشف عما يمكن وصفه بـ”أنهار الذهب” التي تمر عبر غابات الأمازون المطيرة داخل إقليم مادري دي ديوس في بيرو، إلا أنها في الواقع عبارة عن العديد من حفر التنقيب عن الذهب التي حفرها على الأرجح عمال مناجم غير مرخصين.
عادةً ما تتوارى تلك الحفر عن أنظار رواد الفضاء، وعن وسائل الرصد البعيدة، بسبب غطاء السحب، لكنّها ظهرت في هذه اللقطة النادرة بفضل انعكاس ضوء الشمس، وهو ما سمح لرائد تابع لوكالة ناسا بالتقاط هذه الصورة بكاميرا نيكون دي 5، باستخدام عدسة 400 ملليمتر، وذلك من محطة الفضاء الدولية، في 24 ديسمبر/كانون الأول 2020.
الجانب المظلم لتعدين الذهب غير القانوني
قالت صحيفة The Independent البريطانية، في تقرير لها، الجمعة 12 فبراير/شباط 2021، إن تلك الصورة “المذهلة” تكشف عن الجانب المظلم لتعدين الذهب غير القانوني في بيرو، منوهة إلى أن هذه الصور تُسلّط الضوء على مدى انتشار التعدين في المنطقة، الأمر الذي يُعد سبباً رئيسياً لإزالة الغابات التي تسمى “رئة العالم”، وتلوّث الزئبق الذي يُستخدم في عملية استخراج الذهب، ويلوث الأرض والمياه، الأمر الذي يجعله مُدمراً بيئياً.
مرصد الأرض التابع لوكالة ناسا، أكد أنه “في هذا المناخ الرطب للغاية، تبدو حفر التنقيب كأنها مئاتٌ من الأحواض المليئة بالمياه. وقد حفرها على الأرجح عمال مناجم مستقلون، وكل حفرة تُحيط بها منطقة خالية من النباتات ومليئة بالغنائم الموحلة”.
الطريق السريع بين البرازيل وبيرو
الصور أظهرت كذلك الطريق السريع الجنوبي بين المحيطين، والذي تم افتتاحه عام 2011 ليربط بين البرازيل وبيرو، بهدف زيادة التجارة والسياحة. لكن هذا الطريق السريع أدى منذ افتتاحه في عام 2011، إلى توسيع معدلات التنقيب عن الذهب، حيث سهّل الوصول في هذه المنطقة.
نتيجة لهذا التوسع الكبير في التنقيب السطحي عن الذهب، قد تكون أكبر تأثيرات الطريق الوحيد الرابط بين البرازيل وبيرو، هي زيادة إزالة الغابات، كما تقول وكالة ناسا.
تجدر الإشارة إلى أن بيرو تُعَدُّ من كبرى الدول المنتجة للذهب في العالم، كما يعتمد عشرات الآلاف من أبناء إقليم مادري دي ديوس على تعدين الذهب غير القانوني لكسب قوتهم.
لكن رغم اعتماد شعب بيرو على التعدين، فإن هذه الصناعة غير المنظمة أدَّت إلى إزالة الغابات على نطاقٍ واسع في هذه المنطقة التي تتميز بالتنوع البيولوجي، والإضرار بموائلها الطبيعية.
كانت دراسة لمجموعة مراقبة الأمازون والأنديز صدرت عام 2019، قد أفادت بأن إزالة الغابات، من جراء تعدين الذهب، دمرت ما يقدر بنحو 23 ألف فدان من أمازون بيرو في عام 2018، وتجاوزت هذه العمليات الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2017.