بقلم النائب السابق د. علي مدالله الطراونة
حب الوطن والإحساس بالانتماء له لا يقتصر على تحقيق ميزات شخصية أو منافع مادية أو معنوية ، حب الوطن لا يدخل في حسابات المصالح ، حب الوطن لا يقبل ألمزاودات ، حب الوطن لا يتحقق بالشعارات ابدا ، بل هو شعور عميق مفعم بالمحبة المرتبطة بالولاء المطلق والانتماء الخالص لذرات الغبار التي امتزجت مع أنفاسنا منذ الصبا ، وترجمنا هذه العبارة فعلا في كل لحظة عشناها على الحدود الغربية (نهر الأردن) للملكة الحبيبة ، من الموجب جنوبا الى جعوان جسر الملك حسين والطمونية وام الشرط والف ٦ وصولا إلى الكرامة وديرعلا تارة ، وعلى الحدود الشرقية (طريبيل) وعنازة والبستانة تارة أخرى ، وما بين هذه وتلك تذوقنا ايضا تراب الأغوار والخرانة وحمراحمد ومعين وعمان الحبيبة ، تذوقنا طعم ترابها ، تعودنا على هذا الطعم والذي أصبح مألوفا لذيذا وتزداد لذته عندما تشتد الرياح وتصبح السماء صفراء أو حمراء لا فرق المهم أن طعم ترابها ما زال في أفواهنا .
هذا الشعور باعتقادي هو الشعور بالانتماء وهو شعور جميع أبناء هذا الوطن دون مزاودة بأنهم جزء لا يتجزأ من تراب هذا الوطن وأن له دورًا في بنائه وتقدمه وازدهاره .
فليس غريبا أن يلتف الأردنيين من كل حدب وصوب حول راية الوطن تكريما لوطن أحببناه لدرجة العشق ورغبناه دون منفعة ولا مصلحة قدمناه على أبنائنا وانفسنا .
فكل عام أيها الوطن وانت بالف خير ، وكل عام يا قائد الوطن وانت بالف خير ، وكل عام يا شعب هذا الوطن وانت بالف خير ، وكل عام وحراس الاستقلال الجيش العربي والأجهزة الأمنية بالف الف خير بعيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية التاسع والسبعون ، سائلا الله العلي القدير ان نكون دائما على قلب رجل واحد لصون وحفظ الاستقلال والمحافظة على ما انجزه الآباء والأجداد،
وتقديرا لأرواح الشهداء الطاهرة التي قدموها فداء لتراب هذا الوطن الطهور . وبهذه المناسبة الوطنية المباركة أدعوكم جميعا إلى الوقوف خلف جلالة الملك والقوات المسلحة الأردنية وفي خندق الوطن وخاصة في هذه المرحلة الحرجة التي نمر وتمر بها المنطقة والأمة من تحديات على الساحة الإقليمية والدولية وآثارها السياسية
والاقتصادية على الوطن الحبيب ، مبتهلا إلى الله العلي القدير ان يحمي هذا الحمى الهاشمي الاصيل ويكلاءه بعين رعايته انه نعم المولى ونعم النصير
وكل عام وانتم بالف خير