الاستقلال الأردني: إرث الهاشميين ورحلة بناء الدولة

11 ثانية ago
الاستقلال الأردني: إرث الهاشميين ورحلة بناء الدولة

وطنا اليوم _د. سعيد محمد ابو رحمه 

فلسطين – غزة 

في الخامس والعشرين من أيار من كل عام، يحتفل الأردنيون بذكرى استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، اليوم الذي خرج فيه الوطن من عباءة الانتداب البريطاني عام 1946، ليبدأ مسيرة بناء الدولة الحديثة بقيادة الهاشميين، وعلى رأسهم الملك المؤسس عبدالله الأول والذي كان لي شرف المشاركه بدراسة حملت اسمه كمؤسس للدولة الحديثة.

إن الاستقلال لم يكن لحظة إعلان فقط، بل محطة أولى في مسار طويل من التحديات والإنجازات. منذ ذلك الحين، واجه الأردن أحداثاً جساماً: نكبة فلسطين، وحروب المنطقة، وضغوطات سياسية واقتصادية، لكنه ظل صامدًا بفضل قيادته الحكيمة وتماسك شعبه. 

ففي كل منعطف، كانت المملكة تثبت أنها دولة ذات سيادة وقرار مستقل، تتكئ على شرعية تاريخية وشعبية، وتتمسك بثوابتها القومية.

لقد جاء الاستقلال ليفتح أبواب التعليم والصحة والمؤسسات، ويؤسس لدولة قانون ومواطنة، دولة تحمل همّ الأمة وقضاياها، وتتصدر جهود الوساطة والحلول السياسية. كما أثبت الأردن التزامه برسالته الإنسانية، وكان وطنًا لكل من ضاقت به السبل، حافظ على استقراره رغم العواصف، وأصر على أن التنمية حق للجميع.

اليوم ومع التحديات الجديدة التي تواجه المنطقة، يواصل الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني مسيرة التحديث السياسي والاقتصادي، ويؤكد أن استقلاله ليس فقط ذكرى، بل مشروع مستمر لصون الكرامة الوطنية وتوسيع المشاركة وتعزيز الأمن.

إن استقلال الدول لا يُقاس فقط برفع الأعلام أو إقامة الاحتفالات، بل يُجسّد في المواقف الصلبة حين تشتد الضغوط. وهذا ما فعله الملك عبدالله الثاني، عندما رفع الصوت عاليًا وقال: الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين. وقاد العالم بإنزال بقواه العظمى المساعدات الإنسانية لغزة.

هذا الموقف يستحق أن يُخلّد، لأنه أعاد تعريف معنى الاستقلال في وجدان الشعب الأردني، وربطه بالكرامة، والسيادة، ورفض الإملاءات.

 ذكرى الاستقلال مناسبة للفخر، وفرصة للتأمل في مسيرة وطن يكتب تاريخه بحكمة الهاشميين وعزيمة شعبه.