د. عادل يعقوب الشمايله
تختلفُ التقديرات حول عدد قتلى حرب التحرير الجزائرية. كان الرقم المتداول مليون ونصف المليون شهيد. بينما يصل العدد الى ستة ملايين ونصف المليون جزائري من اصل ثلاثة عشر مليون عدد سكان الجزائر حسب الرئيس الجزائري تبون. اي نصف سكان الجزائر جميعهم جزائريون. ليس بينهم اردنيون ولا فلسطينيون.
كذلك سقط الاف التونسيون والمغاربة والليبيون والعراقيون واليمينيون والسوريون واللبنانيون في معارك تحرير بلدانهم من الدول الاستعمارية.
ضحايا التحرير تحملها كل شعب عربي بمفرده. لأن حدوثة القومية العربية والوحدة العربية والامة العربية ظلت تحكى اثناء الانغماس في لعب اوراق الهَندْ واعواد الطاب وحصوات المنقلة والسيجة ، وفي خطابات المناضلين الحزبيين من اقصى اليمين وحتى اقصى اليسار.
وبينما سقط الاف الضحايا الاردنيون والسوريون والعراقيون واللبنانيون والمصريون دفاعا عن فلسطين، لم يسقط فلسطينيٌ دفاعا عن اي بلد عربي.
لم يقتصر الأمرُ على الدماء بل تعداه الى المساهمة ببلايين الدولارات كتبرعات ومساعدات ورعايه واعادة اعمار واثمان اسلحة خاصة من مصر والعراق ودول الخليج اضافة الى الدمار والحصار الحضاري والاقتصادي الذي فرضته الدول الغربية وامريكا على الدول العربية عقابا لها لانها تساند الحق الفلسطيني بغض النظر عن شكل ومستوى المساندة.
مساحاتٌ شاسعةٌ من اراضي عدة دول عربية احتلتها اسرائيل نتيجة الحروب من اجل فلسطين.
ومع ذلك فالحكومات والشعوب العربية متهمةٌ من قِبَلِ الفلسطينيين بالخيانة والعمالة والتقصير .
السؤالُ الذي يوجه للفلسطينيين ومن يؤيدهم على العميا: ماذا قدم الفلسطينيون لحركات التحرر العربية؟ الجواب القاطع: لا مال ولا دماء. بل حتى الشكر يستخسره الفلسطينيون في العرب.
لقد ان الاوان ان يقرر الشعب الفلسطيني الثمنَ الذي يستطيع تقديمه لوحده لتحرير ارضه بنفسه مستعينا بقناة الجزيرة بالطبع.
الدول العربية غير مدينة بشئ للفلسطينيين حتى يسددوه. الدول العربية منهكةٌ ومثقلةٌ بالديون وبالكاد تدبرُ امورها.
لذلك، ليس من حق الفصائلُ الفلسطينية اتخاذَ قرارات حرب متهورة دونَ أن تكون مستعدةً للقتال وتحمل تبعات الحرب لارضاء دول اجنبية اسلامية وغير اسلامية، ثم تختبئ بفنادق الانفاق لتبدأ في اليوم التالي بالصراخ والعويل مطالبة الدول العربية بالقتال نيابة عنها. هذا غير عادل وغير صائب ومرفوض وهذا ما اثبتته مغامرة طوفان الاقصى. العرب يتابعون بفرحة وفخر قناة الجزيرة وصور تدمير المقاومين لالاف الدبابات والجرافات الصهيونية وجثث عشرات الالاف من القتلى الاسرائيليين ويستعدون لاعلان المقاومة عن تصفية الدولة العبرية واعلان دولة الخلافة الاسلامية الفلسطينية. سيشترون احلى الملابس واكبر الاعلام ويرقصون على انغام على دلعونا، وانغام يا الله عا رام الله