كلمةُ النائبِ العرموطي فيها باطلٌ زعمَ أنهُ حقٌ وفضل

26 ثانية ago
كلمةُ النائبِ العرموطي فيها باطلٌ زعمَ أنهُ حقٌ وفضل

د. عادل يعقوب الشمايله

في خطابهِ الانفعالي امام مجلس النواب، كرر العرموطي ادعاءَ زعماء جماعة الاخوان أنَّ الجماعة قد حافظت وحمت نظامَ الحكم في الاردن عام ١٩٥٧.
الجماعةُ تستخدمُ هذا الزعمَ على أنهُ نجاحٌ في كافة امتحانات الوطنية على مر الزمان والحصول على شهادة مطلقة وابدية بالبراءة المسبقة من أي تهمة بالتآمر على نظام الحكم ومحاولة الاستيلاء على السلطة التي هي هدفهم المقدس.
هذا الزعم تحول الى مفتاح الدخول الى الجنة بدون المرور على الملكين ناكر ونكير، وتجاوز الصراط بدون حساب.
صحيح ومن الثابت أنَّ الاخوان قد انحازوا الى النظام في تلك الفترة القلقة، ولكن لدي سؤالين لزعماء جماعة الإخوان ارجو ان يجاوبوا عليهما بصدق، واعلم انهم سيراوغون كعادتهم.
السؤال الاول: هل كان انحيازهم للنظام نابعٌ من ولاءٍ خالص للنظام وللوطن، أم أنهُ موقفٌ انتهازي اناني يُتَرجمُ ولاءَ الجماعة لنفسها وسعيها لازاحة الاحزاب المنافسة القوية في تلك الفترة كالحزب الشيوعي وحزب البعث والناصريين للانفراد بالساحة الحزبية والسياسية والتمثيلية واحتكارها.
كانت جماعةُ الاخوانِ نبتتً يانعةً تصارعُ عوامل الفناء من اجل البقاء. لم تكن متجذرة في المجتمع الاردني. وكانت مطاردةً ومقهورةً في مصر وسوريا والعراق. أي أن الاردن كان ملاذها الوحيد الاوحد، ان فقدته نتيجة سعي الاحزاب المنافسة لتصفية بعضها البعض، فإنها ربما اندثرت واصبحت نسياً منسيا.
لذلك، لم تتوقف الجماعة عن ادخال بعض اعضائها في عضوية الاحزاب الاخرى متسللة للترصد والتجسس وافسادها من الداخل والوشاية بها صدقا وكذبا للاجهزة الامنية. وقد نجحت الجماعة في سعيها ذاك وتحولت من فايروس الى ميكروب الى (عشيقة محظية). فتواجدت باستمرار في مجالس النواب والاعيان ومجالس الوزراء. أي فازت بغنائم الحكم وغنيمتي الامن والبقاء على قيد الحياة.
السؤال الثاني لقيادات الجماعة: الم يكن الهدف من قرار المخابرات البريطانية بإنشاء جماعة الاخوان عام ١٩٢٨ “محاربة الشيوعية” ومنع وصولها وتجذرها في العالمين العربي والاسلامي؟ من يعرفون يعرفونَ هذهِ الحقيقة. إنها سرٌ فقط بالنسبة للمغفلين والعبيطين والمؤدلجين الذين يحملون رؤوساً حاميةً مغلقة واعينا لا ترى وأذاناً لا تسمع. جماعةُ الاخوان تنظيمٌ وظيفي خُلِقَ لخدمةِ وتنفيذِ أجندات الدول الغربية وخاصة بريطانيا وامريكا وريثة عرش الاستعمار والاستكبار والنهب والافساد العالمي وهذا ما فعلته الجماعة بشراسةٍ وعدوانيةٍ مفضوحة ضد عبدالناصر والسادات وتيار القومية العربية وزعزعة انظمة الحكم في العراق وسوريا وليبيا والجزائر والسودان وفلسطين. وهذا ما فعلته نيابةً عن امريكا في حرب السوفييت في افغانستان. وهذا ما فعلته في اليمن الذي تشظي وخرب.وهذا ما فعلته بالسودان الذي قُسم ودمر وسيخرب وسيدمر.
من الغباء والبهيمية ان يوثق بتنظيم يختبئ وراء شعار عاطفي مغلف “اسلامها هي هو الحل” وترفض ان تعلن عن برنامج عمل حزبي “وطني” في أي دولة تتواجد فيها؟
جماعة الاخوان واذرعها اعلنت الجهاد المقدس في افغانستان وفي سوريا وفي الجزائر. ولكنها لم تعلن الجهاد المقدس ضد امريكا في العراق ولا ضد اسرائيل في فلسطين ولا ضد اسرائيل التي تتوسع في احتلالها للاراضي السورية. ولم تعلن الجهاد المقدس عندما اجتاحت اسرائيل لبنان واحتلت بيروت.
على الجميع ان يعي ويدرك ويؤمن ان جماعة الاخوان وكل ما يتفرع عنها من تنظيمات لم ولن تكون موالية أو ودودةً او وطنيةً. انها جماعةٌ خطرةٌ وتنظيمٌ سريٌّ باطني عابرةٌ للحدود هدفها الاستيلاء على السلطة والتمكين في كافة الدول العربية والاسلامية المدمرة بتخطيط استعماري تنفذهُ هي.
السكوتُ على جماعة الاخوان التي ترفض الانعتاقَ من تاريخها غير المسرف والتطهر من اثامها والاستغفار من سوء ما صنعت، وتجاهل اجندتها ووظيفتها الحقيقية سيؤدي الى ما ادى اليه تجاهل عوامل انهيار سد مأرب وخراب اليمن وتحولها من اليمن السعيد الى اليمن التعيس. فلقد سبق وأن هدموا السدود في كافة الدول العربية