د. عادل يعقوب الشمايله
من المعروف والمسلم به أنَّ نشأةَ الدولة الاردنية المعاصرة كان احد ثمار الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين بن علي جد الاسرة الملكية الحاكمة للاردن بعد أقَلَّ من عقد على انطلاقها.
ومن المعروف والمسلم به ان مبررات الثورة العربية الكبرى هي التي اعطتها الشرعية وهي التي الفت القلوب والبنادق والمقاتلين الذين تجمعوا واجتمعوا على طرد الحكم العثماني من المنطقة العربية تحت قيادة الشريف حسين.
وبالرجوعِ الى برنامج ChatGPT الذي يعتمد الذكاء الاصطناعي والاستعانة به ليعطينا رأياً غير متحيز لا اقليميا ولا عشائريا ولا طائفيا لأن التحيز الاقليمي والعشائري والطائفي يحملها الكثيرون اوسمة على صدورهم، عن اسباب ثورة الكرك على العثمانيين وعلاقة ثورة الكرك بالثورة العربية الكبرى اجاب بالاتي:
ثورة الكرك على الدولة العثمانية، والتي تُعرف أحياناً بـ”ثورة الكرك” أو “هبة الكرك”، اندلعت في عام 1910، وكانت واحدة من أبرز حركات التمرد في شرق الأردن ضد الحكم العثماني. إليك مضمون وأسباب وأحداث هذه الثورة باختصار:
الخلفية والسياق:
•في أواخر العهد العثماني، كانت الدولة العثمانية تحاول فرض سلطة مركزية أقوى على المناطق الطرفية مثل الكرك، بما في ذلك فرض الضرائب، تجنيد الشباب إجبارياً، ونزع سلاح العشائر.
•الكرك آنذاك كانت مركزاً قوياً للعشائر، وكان لأهلها تقاليد في الحكم الذاتي والاستقلال المحلي.
أسباب الثورة:
1.رفض التجنيد الإجباري الذي فرضه العثمانيون.
2.رفض دفع الضرائب المرتفعة.
3.ممارسات قاسية للجيش العثماني وتهديد سلطة الشيوخ المحليين.
4.إهانة بعض وجهاء الكرك من قبل السلطات العثمانية.
أحداث الثورة:
•بدأت الثورة بهجوم من الأهالي على الحامية العثمانية في الكرك.
•قتل عدد من الجنود والضباط العثمانيين، وتم الاستيلاء على بعض المعدات.
•العثمانيون أرسلوا حملة عسكرية كبيرة بقيادة سامي باشا الفاروقي لقمع الثورة.
•استخدم الجيش العثماني العنف المفرط، فدمر أجزاء من الكرك، وقتل واعتقل العديد من الأهالي.
•انتهت الثورة بقمعها، لكن آثارها بقيت، وأصبحت رمزاً للمقاومة الشعبية في المنطقة.
النتائج:
•زادت الثورة من التوتر بين العشائر والدولة العثمانية.
•اعتُبرت من البدايات التي مهدت لاحقاً لتأييد العرب للثورة العربية الكبرى سنة 1916.
•خلّدت هذه الثورة في الذاكرة الشعبية كدليل على كرامة ورفض الظلم.
رد الفعل العثماني:
•جاء سامي باشا الفاروقي، قائد الحملة العثمانية بقوة عسكرية ضخمة تشمل المشاة والمدفعية.
•استخدم أسلوب “العقاب الجماعي”، فتم إحراق البيوت، واعتقال أو إعدام المئات من الثوار.
أثر الثورة لاحقاً:
•رغم قمعها، فإن ثورة الكرك كانت دليلاً على يقظة وطنية مبكرة في شرق الأردن.
•مهدت لرفض عام للسيطرة العثمانية، وخلقت روح تأييد للثورة العربية الكبرى عام 1916.
•كثير من أبناء العشائر الذين شاركوا في الثورة أصبح لهم دور لاحق في تشكيل الإمارة الأردنية عام 1921 مع الأمير عبد الله.
1. الربط بثورات أخرى في المنطقة:
ثورة الكرك لم تكن حدثاً معزولاً، بل كانت جزءاً من موجة رفض شعبي عربي للحكم العثماني المركزي في بدايات القرن العشرين. ومن الثورات المتزامنة أو القريبة منها:
-ثورة جبل الدروز (1909–1910):
حدثت قبل ثورة الكرك بقليل، بقيادة زعماء من آل الأطرش، رفضاً للتجنيد الإجباري، والضرائب المرتفعة التعسفية وممارسات الغطرسة والوحشية التي اتصفت بها الدولة العثمانية. كانت المبررات والدوافع مشابهة جداً، وقد ألهمت الكركيين للتحرك.
-تمرّد في الموصل والنجف ضد العثمانيين، حيث كانت الأسباب متشابهة: ضرائب قاسية، والتجنيد الإجباري، والوحشية والعجرفة وتراجع الثقة بالإدارة العثمانية.
-تحركات قومية عربية بدأت تنشط داخل الشام وبيروت، ومعها الجمعيات السرية مثل “المنتدى الأدبي” و”الجمعية العربية الفتاة” التي بدأت تبث أفكار الوعي القومي، وكانت تتابع هذه الثورات وتوثقها.
بالتالي، يُنظر إلى ثورة الكرك على أنها جزء من بدايات الصحوة القومية العربية.
2. رد الفعل الإعلامي:
الصحف العثمانية الرسمية:
حاولت التهوين من حجم الثورة، ووصفتها بأنها “تمرد محدود لعناصر خارجة عن القانون”.
بررت القمع الشديد بأنه لحماية الأمن والاستقرار.
الصحف العربية المستقلة أو شبه المستقلة (في بيروت، القاهرة):
نقلت أخبار الثورة بحذر، لكنها أبرزت المعاناة التي تعرض لها الأهالي.
صحيفة “المقتبس” في دمشق وصحيفة “الهدى” في نيويورك (التي كانت تصدر للجالية العربية) نشرت أخباراً عن القمع العثماني في الكرك.
بعد سنوات، في ظل الثورة العربية الكبرى، استخدمت هذه الصحف أحداث ثورة الكرك كمثال على ردة فعل الشعب ضد سلطات الحكم المتغطرسة البوليسية والسياسة الضريبية وعلى “ظلم الدولة العثمانية للعرب”.
3. الأثر السياسي بعيد المدى:
كثير من الثوار أو أبنائهم انضموا لاحقاً إلى صفوف الثورة العربية الكبرى (1916) بقيادة الشريف حسين.
حين جاء الأمير عبد الله إلى معان عام 1921، وجد أن الكرك كانت مهيأة سياسياً لاستقباله بسبب تاريخها في مقاومة العثمانيين.
-من مذكرات الأمير عبد الله بن الحسين (في كتابه “مذكرات الأمير عبد الله”):
“إن في الكرك رجالاً لم يرضوا بالضيم، وكانت ثورتهم على الحكم العثماني أول صوت مدوٍ في شرق الأردن يعلن الرفض للظلم. وقد لقيت فيهم عند قدومي إلى البلاد روحاً حرة، وشجاعة لا تلين.”
هذا الاقتباس يُظهر كيف رأى الأمير عبد الله في أهل الكرك حلفاء طبيعيين لمشروعه السياسي.
-من مذكرات الفريق علي خلقي الشرايري (أحد رجالات الأردن العسكريين في بدايات الإمارة):
“كنا نسمع عن رجال الكرك وهم يواجهون مدافع سامي باشا الفاروقي ببنادق بدائية ولكن بقلوب لا تعرف التراجع… وقد ظلت هذه الثورة محفورة في الوجدان الشعبي كمثال على كرامة الأردني ورفضه القهر.”
-في كتاب “الكرك وشرق الأردن في أواخر العهد العثماني” للمؤرخ روكس بن زائدة:
“لم تكن ثورة الكرك حدثاً محلياً بل إن صداها وصل إلى الشام وبيروت، حتى أن بعض الصحف الشامية تحدثت عن ‘الانتفاضة الحرة في الكرك’.”
-من كتاب “الحركة العربية القومية في المشرق العربي” للمؤرخ عبد العزيز الدوري:
“ثورة الكرك تُعدّ من أولى المؤشرات على انخراط سكان شرق الأردن في الحركة العربية المناهضة للتتريك والتجنيد، وقد سبقت الثورة العربية الكبرى بست سنوات.”
خلاصة المشهد:
•ثورة الكرك لم تكن مجرد تمرد محلي، بل كانت بداية تشكُّل وعي سياسي وقومي في الأردن.
•وذكراها ظلّت حية في المذكرات والكتب، وتُروى حتى اليوم كبداية للرفض العلني للسلطة العثمانية في شرق الأردن.
النتائج والآثار واهميتها التاريخية:
•تم قمع الثورة، لكن زادت النقمة على الدولة العثمانية.
•اعتُبرت مقدمة للثورة العربية الكبرى عام 1916.
•تحوّلت إلى رمز وطني للكرامة والرفض الشعبي للظلم.
•ساهمت في تهيئة البيئة السياسية والاجتماعية لدعم تأسيس إمارة شرق الأردن لاحقاً عام 1921.
النتيجة: حذارِ، فالمقدمات ذاتها تؤدي الى النتائج ذاتها