عروب العبادي:
ان موقع الأردن في وسط هذا الإقليم الملتهب ، وهذه المنطقة التي تموج بالأزمات والصراعات وفي خضم هذه الحروب والنزاعات والانقسامات التي طالت دولًا شقيقة ومجاورة عانت من ويلات الحروب والاحتلال والانقسامات ، اضافة إلى التهديدات الأمنية، و التأثيرات والتداعيات الاقتصادية السلبية ، تمكّن الأردن من الحفاظ على كيانه، وأمنه، وهيبته واستقراره، ، وبرز كأنموذج فريد في الصمود والاستقرار والقوة .
كما ان السياسة الأردنية العاقلة التي جعلت من الأردن صوت العقل الحاضر في وسط هذه المعتركات دون أن يساوم او يفرط بثوابت المصالح الوطنية ، والتي برزت بالتعاطي ايضاً مع كافة المستجدات على الساحة الداخلية وانعكاسات الوضع الإقليمي على الداخل الأردني واعتمادها سياسة الاحتواء الناعم ، والتي باعتقادي لن تكون موجودة بعد الان في ظل تسارع وتيرة الاحداث والتي تتأتى بهذا الوقت وسط تأييد وحشد شعبي متزايد ، تفرض اكثر من سيناريوا متوقع في الايام القادمة .
وطالما كان الاردن هو الانموذج في محاربة التطرف الفكري والثقافي والديني والذي ظهر جلياً في رسالة عمان التي تركز على معاني التسامح والاعتدال وان الإسلام برىء من التطرف والتشدد ، حيث عمل بالتوازي مع ذلك على احباط مخططات الارهاب امنياً ، اذ يعتبر وجود مؤسسات امنية يشار لها بالبنان وتعتبر من الاقوى والأكثر احترافاً وحنكةً وقدرةً على التعاطي مع المستجدات والمخططات في الاقليم ، الأمر الذي باتك موجعاً لا بل مؤرقاً لضعاف النفوس اعداء الداخل واعداء الخارج .
الأردن وطن منيع وحصين ولا ولن يكون ساحة لتصفية حسابات ايا كان ، ويجب وضع حد قاطع لهذه الفئات الضالة ومن يدعمها ويوجهها ويضللها ويستخدمها ويستخدم حقدها الدفين ضد الوطن واجهزته ، مع التاكيد بان هذا الأمر كان منذ اكتر من ٤ سنوات وبما يعني ان نواياهم كانت ضد الأردن وهدفهم لا شيء سوا الأضرار بالأردن ، والهدف واضح جدا هو أن يقع الأردن في مستنقع الفوضى .
ان المؤسسات الامنية تحظى بثقة القائد والشعب فهي من أبناءه الذين يقدمون ارواحهم رخيصة فداءا للوطن ، لن تخذل الوطن والقائد والشعب يوماً ، وبينما تئنّ وتعاني بعض الدول جراء الانقسامات والفوضى ، يعيش الأردني في ظل سيادة القانون ، وهيبة الدولة ، والأردني في صميم قلبه وان كان يعاني من الظروف و التحديات الاقتصادية الصعبة ، لن يساوم يوما على امنه وأمانه ، فنعمة الأمن هي الأولوية الاولى والقصوى بالنسبة للأردني ولن يسمح يوماً بانفلات أمني أو خلل اجتماعي يطال وطنه ، فهذا ما تعلمناه رضعناه مع حليب امهاتنا .
وعن المخابرات على وجه الخصوص هذه المؤسسة الوطنية بامتياز التي تقف على الثغور الخفية التي لا يراها الناس وفيها رجال رجال يعملون ليلاً نهارا لا يعرفهم الناس بأسمائهم ، التي تضع الأردن نصب أعينها بولاءٍ راسخ وانتماء لا يتزحزح ، وبشرفٍ لا يُشترى ، وعقيدة ثابتة راسخة لا تتغير .
فالأردنيين لديهم يقين قوي بوطنهم و بقيادتهم، وطالما تحلّوا بالصبر والإصرار من مبدأ “صبرنا ع حالنا ولا صبر الناس علينا “، تمسكوا بالأمل المقترن بالعمل ، وأدركوا تماما وعلى مر التاريخ بأن لا ملاذ لهم سوا الاردن ولا مساومة على ثوابتهم الوطنية، ولا مكان للمشككين بينهم ، فطالما كره الاردنيين “اولئك عشاق المنطقة الرمادية الذين لم ينصفوا الأردن ولو بكلمة حق يوماً ” وعليه يؤمن الأردنيين بأن الأردن العظيم ، بقيادته الهاشمية، ومخابراته وجيشه العربي الباسل ، وشعبه العاشق لثراه ، سيبقى شامخاً وصامدًا ، قويًا وآمنًا رغم أنف التحديات والظروف والمغرضين والمبغضين ، فهو بحجم بعض الورد إلا انه له شوكة ردت إلى الشرق الصبا