الدكتور محمد الهواوشة يكتب: العصيان المدني ليس الطريق… فالأردن أغلى وأسمى

منذ 52 ثانية
الدكتور محمد الهواوشة يكتب: العصيان المدني ليس الطريق… فالأردن أغلى وأسمى

الدكتور محمد الهواوشة

في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالمنطقة، وفي وقت تتوجه فيه قلوبنا وضمائرنا نحو غزة الجريحة، يخرج البعض اليوم للدعوة إلى العصيان المدني في الأردن، متذرعين بالغيرة على القضية الفلسطينية، وبدافع الضغط على الحكومة لاتخاذ مواقف أكثر حدة. لكن، لنقف لحظة ونسأل أنفسنا: هل تعطيل مصالح الوطن والمواطن هو السبيل لخدمة غزة؟ هل ضرب الاقتصاد الوطني، وتعطيل المدارس والمستشفيات، وتوقف عجلة الحياة سيخدم أي قضية، مهما عظمت؟

نحن ضد العصيان المدني اليوم، لا لأننا نقف على الحياد، بل لأننا نعرف أن الوطن مستهدف، وأن الوقت حساس، وأن الفوضى – مهما حسنت النوايا – لا تخدم إلا أعداء الداخل والخارج.

العصيان يفتح أبوابا للفوضى، ونحن نعلم جيدا معنى “الفوضى الخلاقة” التي تحدث عنها مخططو التفتيت في هذه المنطقة. لا نريد أن نكون ضحايا سيناريوهات مرسومة بعناية، تغرقنا في أزمات نحن بغنى عنها.

الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى
في اللحظات الحرجة، لا بد أن نلتف حول وطننا، لا أن نضعفه. الأردن، بقيادته وشعبه، قدم لفلسطين ما لم يقدمه أحد. من أرواح جنوده على أسوار القدس، إلى مواقف سياسية ثابتة في كل المحافل الدولية، إلى الدعم الشعبي والإنساني الذي لم ينقطع يوما.

وإن كنا نريد أن نخدم غزة، فلنخدمها بالقوة لا بالضعف، بالتكاتف لا بالانقسام، بدعم صمودها لا بإسقاط بلدنا واقتصادنا في دوامة من الشلل.

أبناء شعبنا الأردني العظيم، لا تنسوا أن بلدكم مستهدف، وأن كل ذرة تراب من ترابه بحاجة إليكم. الوطن لا يباع تحت شعارات الغضب، ولا يخذل في لحظة انفعال. نحن فداء لكل ذرة تراب أردنية، وسنظل الدرع الحامي لهذا الوطن من كل مؤامرة.

الرسالة واضحة
من أراد نصرة غزة، فليبدأ بتقوية جبهته الداخلية
من أراد رفع الصوت، فليجعله صوتا وطنيا موحدا، لا مدخلا للفوضى
ومن أراد التضامن، فليكن عبر دعم أهالي القطاع، التبرعات، الضغط السياسي المسؤول، ورفع الوعي بالقضية في كل المحافل

الأردن وطننا، وغزة قضيتنا، لكن لا نضحي بالأول لنظهر ولاء للثانية

حفظ الله الأردن، وحفظ الله غزة