نضال بطاينه
يضطر كل صاحب رأي او نصيحة أن يغلف كلامه بمجموعة من المقدمات والمجاملات حتى لا يثير حفيظة البعض، أو شهية البعض أحياناً.
حتى تكاد هذه المقدمات والمجاملات والحذر الزائد والخوف من التنمر على منصات “التواصل الاجتماعي” أن تذهب بمحتوى النصيحة وتدفنه تحت اكوام من التورية اللفظية، والمشكلة الكبرى أن رجالات الدولة ومن أكرمتهم الدولة بأن كانوا في مناصب سيادية هم أكثر من يترددون في الكتابة، حتى لا تكاد تجد لهم اثراً متناسين أن تركهم للمنصب لم ولن يعفيهم من واجب المواطنة والدفاع عن الثوابت الوطنية، حتى امتلأت منصات “التواصل الاجتماعي” بأشباه الأشياء مع الأسف، كأشباه الحكماء و أشباه المحللين وأشباه المدافعين وأشباه النشطاء وأشباه الاتقياء.
توارت الحكمة وتوارت الموضوعية وتوارت الشجاعة، وتوزع الامر، في أغلب الأحيان، بين شجاع بلا علم فهو متهور غير مدرك لخطورة الوضع وحساسيته، أو مُفكّر بلا شجاعة فلا فائدة منه. وأخطر من ذلك هو صاحب الغاية الساعي وراء الفتنة والإفتراء على مؤسسات الدولة حتى وصل الموضوع للإفتراء والإساءة لخطنا الأحمر جميعا وهو القوات المسلحة .
وأسوأ ما في الأمر (التذاكي) والإعتقاد الدائم أن مؤسسات الدولة تقف عائقاً أمام حرية التعبير المنطقية والمنضبطة وأمام الوقفات الداعمة لقطاع غزّة، وخطاب المظلومية التي تمتهنه هذه الفئة، هذه الأمور هي وصفات للكارثة.
فلم يعد مقبولاً توظيف قضايا منطقية وقضايا مُحقّة في غير مواضعها لأن استقرار هذا البلد والسعي لإزدهاره أضحى على المحك.
على هذه الفئة العودة إلى رشدها ، فالتوقيت والأدوات أصبحت مكشوفة والمؤتمرات التي تُحاك في الخفاء مرصودة وواضحة. عودوا إلى رُشدكم ولا تجحدوا بالأجهزة الأمنية التي حَمتكم وحَمَت عائلاتكُم وأبنائكم وبناتكم، تلك الأجهزة التي نثق بها وبقيادتنا الحكيمة في المواقف الصعبة، لأنهم لم ولن يخذلونا كما تفعلون أنتم.
كفاكم استخفاف بعقول الناس وكُفّوا عن امتهان خطاب المظلومية، وكفاكم تكسير بصورة مؤسسات الدولة التي نثق ونعتز بها، فما بيننا كشعب أردني وبين الجيش العربي الكثير فهُم منّا ونحن منهم، لذلك تأدّبوا في خطابكم عند الحديث عن الجيش