وطنا اليوم –
بقلم : عوني الرجوب
باحث وكاتب سياسي
تشهد المنطقة توترات غير مسبوقة مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية وشيكة لإيران، في عملية قد تكون الأوسع من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية. تشير هذه التطورات إلى أن إيران قد تتعرض لهجوم يستهدف بنيتها النووية، وهو ما يعني خسارة عقود من التطوير العسكري والتكنولوجي.
في الوقت نفسه، يواجه الحرس الثوري الإيراني احتمال تلقي ضربات قد تهدد استقرار النظام بأكمله.
هل الحرب قادمة؟
من الواضح أن ما يجري ليس مجرد استعراض للقوة، بل هو جزء من مخطط أوسع يعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط.
فإذا وقعت الضربة على إيران، فإن تداعياتها لن تبقى محصورة داخل حدودها، بل ستمتد إلى المنطقة بأكملها، وربما تؤدي إلى مواجهة مباشرة بين قوى عالمية كروسيا والصين من جهة، وأمريكا وحلفائها من جهة أخرى.
الجنون الذي يقوده ترامب، المدفوع بداء العظمة، لم يكن ليظهر بهذا الوضوح لولا وجود أنظمة خانعة ومستسلمة، أتاحت لإسرائيل فرصة التمدد والتوسع دون أي مقاومة حقيقية.
منذ عام 1917 وحتى اليوم، لم تُنتج المفاوضات سوى مزيد من الاستعمار والعبودية والاحتلال، بينما تواصل إسرائيل فرض سياساتها بالقوة، في ظل ضعف عربي غير مبرر.
ماذا بعد إيران؟
المخطط لا يتوقف عند إيران وحدها، فبعد استنزاف العراق وسوريا واليمن ولبنان، يأتي الدور على دول أخرى في المنطقة، بهدف إعادة رسم خرائط جديدة تخدم المصالح الإسرائيلية والغربية.
وفي الوقت الذي تُظهر فيه القوى الغربية استعدادها لإشعال حرب جديدة، تبقى الأمة العربية والإسلامية عاجزة عن اتخاذ موقف موحد، رغم امتلاكها من الموارد البشرية والطبيعية والعسكريه ما يكفي لخلق توازن جديد في المنطقة.
السيناريوهات المحتملة
إذا ما نفذت إسرائيل تهديداتها، فإن المنطقة ستدخل مرحلة من الفوضى لا يمكن التنبؤ بنتائجها بدقة. هناك عدة احتمالات قد تحدث: منها 🔻
. حرب إقليمية شاملة: قد يؤدي الهجوم على إيران إلى ردود فعل عنيفة من حلفائها، مثل حزب الله والمليشيات المتحالفة معها، مما قد يشعل مواجهات في أكثر من ساحة.
. دخول قوى دولية على الخط: إذا تدخلت روسيا أو الصين لدعم إيران، فإن الصراع قد يتوسع ليشمل مواجهة بين القوى العظمى، مما يهدد باندلاع حرب عالمية ثالثة.
. انهيار استقرار الخليج: أي تصعيد ضد إيران سيؤثر بشكل مباشر على أمن الخليج العربي، وقد يعرض المنطقة لأزمة اقتصادية خانقة، خاصة مع احتمالية استهداف منشآت النفط والبنية التحتية.
. استمرار سياسة الاستنزاف: بدلاً من حرب شاملة، قد تلجأ إسرائيل وأمريكا إلى ضربات محدودة واستهدافات نوعية، في محاولة لاستنزاف إيران دون الدخول في مواجهة مباشرة كبرى.
الخيار العربي: متى تستيقظ الأمة؟
في الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو حرب جديدة، يبقى السؤال الأهم: أين العرب والمسلمون من كل هذا؟ هل يُعقل أن أمة تضم أكثر من 2 مليار نسمة، وتملك ثروات هائلة، تبقى عاجزة عن حماية نفسها؟ ؟
لقد أثبتت الأحداث أن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، وأن الحوار معها ليس سوى مضيعة للوقت. ما يحدث اليوم هو امتداد لعقود من التخاذل العربي، حيث أُهملت القضية الفلسطينية، وتم تسليم مفاتيح القرار بيد العدو. فإلى متى يستمر هذا الخنوع؟ ومتى يستفيق الضمير العربي والإسلامي ليضع حدًا لمخططات الاحتلال والاستعمار الجديد؟
الأفق يبدو قاتمًا، لكن الفرصة لا تزال قائمة لإعادة ترتيب الأوراق. فإما أن تستمر الأمة في حالة السبات، فتجد نفسها مستباحة بالكامل، أو أن يكون القادم بداية لنهضة تعيد للأمة مكانتها وهيبتها.
الخيار بأيدينا، فإما أن نكون أو لا نكون.
واجزم ان ان ماقامت اسرائيل بفعلتها هذه ستكون الشراره التي تشعل الشعوب العربيه والاسلاميه لتكون نهاية اسرائيل قد اقتربت
واوشك ترامب على دفن رأسه بالتراب
اثر احتمال قوي بتفكك الولايات الاميركيه المتحده نتيجة تخبطه بقرارات لم يفكر انها ستكون نهايته