تكتيك نتنياهو أم ديناميكية الحركة الإسلامية الجنوبية

8 فبراير 2021
تكتيك نتنياهو أم ديناميكية الحركة الإسلامية الجنوبية

المحامي علي ابوحبله
اعتذر رئيس القائمة الموحّدة (الإسلامية الجنوبيّة)، د. منصور عباس، مساء الجمعة، عن تصريحاته على القناة 12، الخميس الماضي ، بعد غضب واسع، في أوساط الأسرى والقوى الوطنيّة ، وقال عباس في خضم تصريحاته إن “وضع منصور عباس في خانة الداعم للإرهاب، أو في خانة من يُعانق مخربين، كما يحاولون وسمي – هذا لم يحصل على الإطلاق”؛ وتابع “من نشر أنباء حول زيارتي إلى السجن ولقائي بمخربين ومعانقتي لهم، هذا غير صحيح على الإطلاق”.
وأوضح عبّاس، اليوم، “قد أكون أخطأت بالرد عليه بنفس تعريفه، ولكني لم أقصد الوصف وأعتذر إذا كنت قد أسأت التعبير”. وقد أصدرت مجموعة أسرى في الداخل بيانا جاء فيه “منذ سبعين عاما وأكثر وشعبنا الفلسطيني لم يبخل وقدّم بسخاء أبنائه شهداء وأسرى في سبيل الانعتاق من نير الاحتلال ونيل الحرية، وما زال شلال الدم الفلسطيني وقوافل الأسرى تتوالي؛ الأسرى الذين يضحون بأجمل سنين أعمارهم في غياهب السجون”. وأضافوا “في خضم هذه المسيرة احتضن شعبنا هذا العطاء للشهداء والأسرى، وقلّده وسام شرف وكرامة وتعامل معه كقيمة وطنية وأخلاقية ومعيار للعطاء والتضحية والصدق، اعتبارا منه بأن الإنسان منظومة في صلبها القيم والصفات والمواقف وليس كتلة من اللحم والشحم”.
هذه المواقف والتصريحات التي أدلى بها رئيس ألقائمه الموحدة ” ( الاسلاميه الجنوبية ) تضعنا أمام تساؤلات عده عن توجهات الحركات الاسلاميه واختلاف بعضها في موضوع التقارب مع الكيان الإسرائيلي ومحاولات تبرير التطبيع المجاني مع إسرائيل ، فحزب العدالة والتنمية المغربي أشار في معرض موافقته على التطبيع إلى أن ملف الصحراء الغربية مقدم على القضية الفلسطينية. وكذلك حال الاخوان المسلمين في العراق حين تحالفوا مع الحاكم العسكري الأمريكي برا يمر بعد احتلال العراق ليحصلوا على موقع قدم لهم في الحكم تحت ظل الاحتلال الأمريكي للعراق ، وفي ثورات الربيع العربي رأينا كيف تحالف الإسلام السياسي مع أمريكا ، مما يطرح تساؤلات عده عن موقف ورؤيا وإستراتجية الإسلام السياسي من الكيان الإسرائيلي فهل تغيرت المواقف وتبدلت وأصبح شعار الحركات الاسلاميه المتاسرله والمتامركه الغاية تبرر الوسيلة ، وهذا حال اليمين الإسرائيلي المتطرف أيضا وقد تجسد ذلك بتصريحات نتنياهو إلى ألناصره و أم الفحم ضمن تكتيك نتنياهو لكسب أصوات العرب الفلسطينيين معلنا التزامه بتحقيق “عصر جديد” مع المجتمع العربي، معتبرا انه تم تحريف تصريحاته خلال انتخابات 2015، وان كل ما أراده في ذلك الحين التحذير من القائمة المشتركة، قائلا “لقد حرفت تصريحاتي، كل ما أردته هو التحذير من التصويت للقائمة المشتركة، يجب على جميع المواطنين الإسرائيليين التصويت، هذا حق ديمقراطي. لسنوات، شوهت العناصر السياسية كلماتي. في انتخابات عام 2015، لم يكن نيتي التحذير من تصويت العرب، ولكن التحذير من التصويت للقائمة المشتركة”.وهنا يبرز السؤال عن سر التحالف بين نتنياهو والحركة الاسلاميه الجنوبية وعنوانها تكتيك نتنياهو أم ديناميكية الحركة الإسلامية الجنوبية ، إذا كانت الأولى واستجابت لها الحركة الإسلامية الجنوبية فهذا يعني أن غدا ستشرق شمس الحركة الإسلامية الجنوبية الصهيونية ، وإذا كانت ديناميكية الحركة الإسلامية الجنوبية فهذا يعني أن منظري الحركة الموصوفة على أتم الاستعداد للذهاب إلى صهينة الإسلام الجنوبي . وفي كلتا الحالتين الصهيونية الاسلامية الجنوبية على غرار الصهيونية المسيحية واردة . فهل بتنا أمام فجر للإسلام المتصهين والمقر بسياسة الأمر الواقع