المستقبل العربي بين قمة الرياض وقمة القاهرة

منذ 29 ثانية
المستقبل العربي بين قمة الرياض وقمة القاهرة

بقلم الدكتور أحمد الشناق:

تنعقد قمة الرياض لمجموعة عربية من الأردن ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي ، لمناقشة وإقرار الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة وعدم تهجير سكانها، ولإنشاء صندوق الإعمار وتشكيل لجنة فلسطينية لإدارة قطاع غزة .
قمة المجموعة العربية بالرياض بحضور ومشاركة قيادات مجموعة الدول العربية الفاعلة وذات التأثير في الموقف الدولي والأمريكي ، هل ستضع خارطة طريق لما بعد غزة نحو أفق سياسي لمسقبل القضية الفلسطينية بمسار تحقيق السلام بحل الدولتين كموقف عربي موحد في قمة القاهرة الطارئة .
وهل قمة الرياض بحضور مجموعة دول عربية فاعلة ستضع خارطة الطريق لحوارات دولية وأوروبية وامريكية نحو إستقرار المنطقة بأفق السلام الشامل ، من خلال آليات عملية تنفيذية للقمة العربية الطارئة في القاهرة ، لتكون قمة بآليات عملية تنفيذية ، بعيداً عن قمم البيانات المعهودة عن الجامعة العربية ؟
الشعوب العربية تنتظر من المجموعة العربية في قمة الرياض ، أن تتقدم بخارطة طريق حقيقية لقمة القاهرة ، ولتعكس مشروعاً عربياً ، بأفق عملي لقيام الدولة الفلسطينية كأساس لإستقرار المنطقة بإنهاء الإحتلال الإسرائيلي وزواله ، ولتمكين الفلسطينين من حقوقهم المشروعة بالدولة الفلسطينية ، وتمكينهم من هويتهم الوطنية الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني .
في قمة الرياض تلتقي مجموعة الدول العربية الفاعلة والقوية بتأثيرها في الموقف الدولي ، وبثقلها الاقتصادي والعسكري والسياسي والدبلوماسي ، وبصلابتها كدول وطنية عربية ، وبهذا التنسيق العالي المستوى بين قادتها ، عليها الرهان من الشعوب العربية ومن شقيقاتهم من الدول العربية الأخرى ، أن تعمل على استعادة اتفاقية الدفاع العربي المشترك لحماية منظومة الأمن القومي العربي ، بإعتبار الأمن الوطني لكل قطر عربي جزءاً من منظومة الام القومي العربي . الشعوب العربية تنتظر موقف عربي بمشروع عربي لإحداث تحولات حقيقية في المنطقة العربية ، وبما يحقق الأمن والإستقرار والتنمية والإزدهار ، ولا سبيل لتحقيق ذلك ، دون إنهاء الإحتلال الإسرائيلي، وقيام الدولة الفلسطينية ، ووقف كافة أشكال الصراعات والتدخلات الإقليمية بأطماع تمدد النفوذ وعلى حساب الأمن القومي العربي والسياق العربي الحضاري على أرضهم .
الشعوب العربية تنتظر من القمم العربية والاجتماعات العربية مشروعاً عربياً ، ومواقف عربية وفق آليات عملية للتنفيذ ، لتنعم المنطقة والإقليم بالسلام الشامل ، وليعيش الجميع بنظام أمن إقليمي جديد وبعلاقات طبيعية بين الدول ، يؤسس لنمط علاقات جديدة مع دول العالم وفق المصالح المتبادلة بين الدول .
فالمستقبل العربي ما بين قمة الرياض وقمة القاهرة ، يتوقف على الآليات العملية للتنفيذ بمشروع عربي وتكتل عربي ، والشعوب العربية لا تنتظر بيانات ورقية ، في عالم لا يحترم إلا الأقوياء ، وتكتلاته الكبيرة .