وطنا اليوم:تتسارع الأحداث والتطورات المتعلقة بالخطة التي أعلنها مؤخرا الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمتضمنة تهجير سكان قطاع غزة إلى الأردن ومصر، ولعل أبرزها لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني بترامب في البيت الأبيض أول من أمس، وتشديد جلالته على أن إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها يجب أن تكون أولوية الجميع، مضيفا، “أن مصلحة الأردن واستقراره، وحماية الأردن والأردنيين بالنسبة لي فوق كل اعتبار”.
وبرز أيضاً تأكيد جلالته، أن العرب سيأتون إلى أميركا برد على خطة ترامب بشأن غزة، وكذلك إعلان وزير الخارجية أيمن الصفدي أن هناك خطة عربية مصرية فلسطينية من أجل إعادة بناء قطاع غزة، دون تهجير الشعب الفلسطيني من القطاع، مشددا في الوقت ذاته على “أن هذا هو الموقف العربي الأردني الفلسطيني الواضح، والذي أكده الملك لترامب”.
وقال النائب السابق الدكتور بسام البطوش إن “الأردن يقف بقيادة جلالة الملك بوضوح ضد مخطط تصفية القضية الفلسطينية ممثلا في ما يطرحه الرئيس الأميركي بدعم صهيوني حول تهجير سكان غزة إلى خارجها، وضم الضفة الضفة الغربية لسلطة الاحتلال، ورفض قيام دولة فلسطينية، فالموقف الأردني الذي عبر عنه الملك والحكومة والشعب وقواه السياسية نابع من الالتزام الأردني التاريخي والثابت نحو القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في العودة والتعويض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة”.
وأضاف، “من جانب آخر، فالموقف الأردني نابع من الحرص على حماية المصالح الوطنية الأردنية ورفض المشاريع الصهيونية والمشبوهة لتحويله وطنا بديلا أو لإكراهه على الانخراط فيما يسمى الخيار الأردني. واليوم لدينا في الأردن مجموعة مهام وطنية ينبغي العمل على تحقيقها بأيدينا تتمثل في تصليب موقنا الرسمي ودعم جلالة الملك وولي العهد في مواقفهما السياسية والدبلوماسية التي يقدمونها للعالم وتعبر عن حفظ المصالح العليا للدولة الأردنية والشعب العربي الأردني. ونحتاج إلى تصليب جبهتنا الداخلية وتوجيه كل الطاقات والإمكانات الوطنية للدفع باتجاه الاعتماد على النفس، والتوجه نحو تطبيق خدمة العلم والجيش الشعبي وتوجيه السياسات العامة لخدمة مواجهة الخطر الصهيوني الداهم على حدودنا، وأن نثق بقدراتنا وبوطننا وبقيادتنا الحكيمة”.
وأشار البطوش، إلى أن “الملك كان واضحاً بأن هناك خطة رد عربي على خطة ترامب واليمين الصهيوني ننتظرها وهناك موقف عربي مشترك سيقدمه العرب لواشنطن، وهناك قمة عربية قريبة. لكن من ناحية الأردن فجلالة الملك ملتزم بما يحقق المصالح الأردنية أولا في إطار رفض التهجير والضم والاعتداء على الحقوق الفلسطينية العادلة. ولفت جلالته خلال زيارته واشنطن للدور الإنساني والإغاثي الداعم للأهل في غزة وأنه لم يتوقف وسيتواصل”.
ووفق النائب الأسبق جميل النمري، “فإن لقاء الملك مع الرئيس الأميركي، هو تجديد للموقف الأردني المعروف برفض التهجير والإصرار على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة والوصل إلى هدنة دائمة في غزة والعمل على إعادة الأعمار”.
وأكد، “أن وجود شبكة علاقات للملك في أميركا وجميع الدول الفاعلة، أمر مؤثر، والملك استطاع تحويل خطة ترامب من موضوع للتنفيذ إلى مجرد مقترحات على الطاولة يقابلها مقترحات أخرى تخضع للحوار والمقارنة والفرص الواقعية كي تمثل حلا حقيقيا ومنصفا للفلسطينيين والعرب”.
القيادة والشعب يسيرون معا في قارب واحد
ومن وجهة نظر أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور محمد بني سلامة، “فإن جلالة الملك، عبر بكل وضوح وحزم، عن موقف الأردن الرافض قطعا لمنطق الرئيس ترامب، فجلالته أكد، بلا مواربة، أن الأردن لن يقبل بأي طرح لا يخدم مصلحة شعبه وبلده، وأن القيادة والشعب يسيرون معا في قارب واحد، متماسكين أمام التحديات، ومؤمنين بعدالة موقفهم وشرعية مطالبهم، فالأردن ليس ساحة لمخططات الآخرين، ولا يمكن أن يكون مثل ذلك على حساب أمنه واستقراره ومستقبله”.
وأضاف بني سلامة، “أن القضية ليست أردنية فحسب، بل هي قضية عربية بامتياز، فالأردن، هذا الحصن المنيع، هو السد الذي يحمي الأمن القومي العربي، وإذا ما تعرض هذا السد للخطر، لا قدّر الله، فلن يكون الضرر مقتصرا عليه وحده، بل سيمتد ليجرف المنطقة بأسرها نحو فوضى لا تحمد عقباها”.
وأوضح، “أن القضية الفلسطينية ليست مجرد ملف سياسي، بل هي جوهر الصراع في الشرق الأوسط، وهي رمز للعدالة والحقوق المسلوبة، ولا يمكن التعامل معها كرقم في معادلات التسويات العابرة”.
وأكد بني سلامة، “أن الدول العربية، وعلى رأسها الشقيقتان الكبريان، مصر والمملكة العربية السعودية، وجميع الدول العربية الحريصة على استقرار المنطقة، لن تسمح بتمرير هذا المخطط الذي يهدد سيادتها وأمنها واستقرارها”، لافتا إلى “أن هذه الدول تدرك جيدا أن المساس بالقضية الفلسطينية هو مساس بأمنها القومي، وأن أي محاولة لفرض حلول قسرية ستُواجه برفض قاطع، لأنها تتناقض مع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وتهدد المنطقة بمزيد من التوترات والانقسامات”.
كما شدد على “أن الشعب الأردني، اليوم بكل أطيافه وانتماءاته، يُعلن بكل وضوح وقوفه خلف قيادته الهاشمية الحكيمة، لتجاوز هذه الأزمة والدفاع عن حقه وسيادته وكرامته، فالأردن، الذي صمد في وجه العواصف، قادر اليوم أيضا على الثبات والاستغناء عن المساعدات الاقتصادية الأميركية إن لزم الأمر، حتى تتراجع الإدارة الأميركية عن هذا المخطط المشؤوم الذي يتناقض مع أبسط القوانين والمبادئ الدولية”.
وأشار بني سلامة إلى، “أن هذا المشروع لا يضر فقط بمصالح الدول العربية، بل ينعكس سلبا على الدول الغربية ذاتها، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، فأي مساس باستقرار المنطقة سيخلق حالة من الفوضى التي لن تبقى محصورة في حدودها، بل ستنعكس تداعياتها على المجتمع الدولي بأسره، لذلك، فإن استقرار الأردن والمنطقة هو مفتاح الأمن في الشرق الأوسط والعالم، وأي محاولة لزعزعته تعني اشتعال فتيل أزمة جديدة ستؤثر على الجميع، دون استثناء”.
وبين، “أن المعركة اليوم ليست فقط معركة دولة، بل هي معركة كرامة وسيادة وحق تاريخي غير قابل للمساومة، وعلى الجميع أن يدرك أن الأردن لن يركع، ولن يساوم، وسيظل صامدا مدافعا عن وطنه وأمته، تحت راية القيادة الهاشمية، وبإرادة شعبه الحر”.
وضع الأمة العربية أمام مسؤولياتها
أما عضو الهيئة العليا في حزب “تقدم” جمال البطاينة، فأكد “أن جلالة الملك يتصدى لأكبر عملية ضغط في تاريخ الأمة العربية أمام شخص لا يؤمن بمنظمة القيم والسلام، ورغم قلة الإمكانيات وشح الموارد والوضع الاقتصادي الصعب جدا لكنه عندما وضعت القيم والمبادئ والتاريخ والأمة في كفة والاقتصاد والامتيازات في كفة أخرى، انحاز جلالته بشكل مباشر إلى القيم والمبادئ مع تأكيده أن حماية الأردن والأردنيين فوق كل اعتبار”.
وأضاف البطاينة، “أن موقف جلالة الملك كان قويا ومتماسكا جدا، وقد رد بكل قوة على خطة الرئيس الأميركي، ووضع الأمة العربية أمام مسؤولياتها بهذا الخصوص، لأنه بعد تشرذم دام قرن من الزمن، لا ضمانة للحفاظ على هوية الأمة ومقدراتها إلا بالوحدة والاتحاد”.
وتابع “الأردن أثبت أنه الأكثر قدرة على الوقوف مع الأهل في غزة لتخفيف معاناتهم ومعالجة مرضاهم، وقد أعلن جلالته عن أنه سيتم استقبال ألفي طفل من المرضى في قطاع غزة”، لافتا إلى أن “على العرب أن يعوا دقة المرحلة وحساسيتها وأن يتحركوا ويسرعوا الخطى نحو تحقيق ورؤية شاملة تؤكد حق هذه الشعوب في العيش بأمان على ترابها الوطني وتكون قادرة على ردع أي قوى تستهدف ثرواتهم والنيل من وجودهم وهويتهم والعبث بثقافتهم أسوة بباقي الشعوب”.
وشدد البطاينة على “أن الأمة العربية مطالبة بالوقوف صفا واحدا في نبذ كل أسباب الفرقة والخلاف فيما بينها حتى نحقق أهدافنا في الوحدة والحرية والتمكين”.
التعامل مع الإدارة الأميركية
وبحسب الناشط الحزبي الدكتور عبد الحليم الدوجان، فإن جلالة الملك يملك من الكفاءة الدبلوماسية ما يكفي، أي لديه قدرة دبلوماسية عالية جدا للتحاور والتعامل مع الإدارة الأميركية، وهو أمر يدفعنا للثقة والاطمئنان بأن موقف الأردن الراسخ تجاه القضية الفلسطينية لن يتزعزع”، موضحا، “أن الملك أثبت أنه سيظل المقاوم الأول والمدافع عن قضايا الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية”.
وأضاف، “أن موقف جلالته كان ثابتا مستندا إلى مبادئ ثابتة في رسالته والتزاماته تجاه القضية الفلسطينية، وقد أكد مرة أخرى على اللاءات الثلاث: لا للتوطين، لا للوطن البديل، والقدس خط أحمر، وهي الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية”، لافتا في الوقت ذاته إلى “أن الأردن ومصلحته الوطنية كانت على رأس أولويات جلالته خلال لقائه بترامب، وكان واضحا أن جلالته أول زعيم عربي لم يتزحزح ولم يتراجع عن الموقف العربي المشترك”.
كما أكد الدوجان، “أن التزام جلالة الملك بالخطة العربية إنما يدل على ذكاء سياسي ودبلوماسي يمثل موقفا عروبيا أصيلا في بناء تحالف حقيقي لمواجهة المخطط الخبيث”.
من جهته، أكد رئيس غرفة تجارة إربد محمد الشوحة، “أن لقاء جلالة الملك بترامب يعكس التزاما أردنيا ثابتا بدعم الحق الفلسطيني والعمل على تحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويضع حدا للاعتداءات المتكررة عليهم”.
وأضاف، “أن رد جلالة الملك خلال اللقاء بقوله (سأعمل بما فيه مصلحة بلدي) هو تأكيد واضح على الثوابت الوطنية الراسخة ورفض قاطع لمشاريع التوطين أو الوطن البديل، ورفض لأي محاولات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وأن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين”.
وأشار الشوحة، إلى “أن الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك ثابت لا يتغير في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وهو موقف يحظى بتأييد والتفاف كل الأردنيين حول قيادتهم دعما للثوابت الوطنية والقومية التي يؤمن بها الأردن منذ تأسيسه”.
ويؤكد الأستاذ المتخصص في علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، “أن جلالة الملك كسب الجولة لأنه استطاع أن يوصل رسالته للعالم وللمجتمع الأميركي الرافض لسياسات ترامب، وهذا الأمر أزعج الرئيس ترامب الذي بدت عليه علامات الاضطراب والقلق واضحة للعيان من خلال التفاته يمينا ويسارا بشكل متكرر”.
وأضاف، “أن الملك استطاع خلال اللقاء إيصال رسالة للإدارة الأميركية بوجود موقف عربي موحد من قضية فلسطين والتهجير، وهذا شيء جديد على الرئيس الأميركي الذي لم يعتد سماع مثل هذا الكلام”، موضحا، “أن تركيز جلالة الملك على أن مصلحة الأردن فوق كل اعتبار تعتبر رسالة واضحة لرفض الأردن لخطة تهجير الشعب الفلسطيني، وهو الأمر الذي عنونته صحيفة نيويورك تايمز على صفحتها الأولى بأن الملك عبدالله رفض المخطط الأميركي”.
وبين الخزاعي، “أن جلالته أعاد إلى الأذهان صورة خطابه أمام الكونغرس الأميركي العام 2007 والذي أكد الملك فيه على حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين”، مشيرا إلى “أن المجتمع الأميركي يعرف مواقف الملك جيدا تجاه القضية الفلسطينية وحل الدولتين ويعرف أنه الرجل الحكيم في الشرق الأوسط”.
وأشار إلى “أن الرئيس الأميركي لم يكن لديه رؤية واضحة، إذ كان لديه روايات عدة متناقضة وكان يستخدم لغة همجية وكان يوجه رسالة للمجتمع الإسرائيلي فقط، إذ لم يخاطب المجتمع الأميركي أو حتى اليهود في أميركا”، مضيفا، “كان من المفروض أن يكون ترامب معتدلا وأن تكون الولايات المتحدة دولة حكيمة لا عنصرية”.
وقال الخزاعي، “إن المطلوب من المجتمع الأردني والعربي الآن، هو عدم الالتفات للإشاعات والأقاويل والترجمات الخاطئة التي تهدف إلى تحريف الموقف الأردني”، موضحا، “أن ما جرى خلال لقاء الملك وترامب، دليل على نجاح الأردن في موقفه وفي صموده تجاه المؤامرات التي تحاك ضد الدول العربية وضد تكوين موقف موحد لمجابهة الخطط الأميركية الهادفة لزعزعة استقرار المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية”.
وأضاف، “إن جلالة الملك ذهب إلى واشنطن متسلحا بدعم وتفويض أردني شعبي ودعم عربي وأوروبي يتبنى الرفض القاطع لسياسة ترامب، ما منحه القوة في طرح وجهة نظر الأردن والخطة العربية المتوافق عليها، وهو الأمر الذي أغضب الرئيس الأميركي المعروف بصفاته كرجل أناني نرجسي يحب التفرد بالقرار ولا يحب أن يجادله أحد أو أن يعارض رأيه”.
موقف وطني وعربي مشرف وحازم
إلى ذلك، يرى الناشط الحزبي الدكتور عمر السعد، “أن جلالة الملك عبر عن موقف الأردن الثابت والرافض للخطة الأميركية التي أثارت ضجة كبيرة في المنطقة والعالم”، مضيفا، “أن جلالة الملك أكد للرئيس الأميركي أن مصلحة الأردن فوق أي اعتبار وأن تحقيق السلام والازدهار هو مسؤولية العالم أجمع”.
وأشار السعد، إلى “أن الأردن عبر عن موقف عربي ثابت رافض لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، ويؤكد على إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها وأن السلام العادل على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة”، مشيدا بـ”التفاف الأردنيين حول قيادتهم الحكيمة التي نذرت نفسها لخدمة قضاياها المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية”.
إلى ذلك، قال رئيس بلدية الكرك الأسبق خالد الضمور، “إن موقف جلالة الملك والأردنيين بشكل عام كان موقفا وطنيا وعربيا مشرفا وحازما في خطة ترامب” مشيرا إلى “أن أهمية هذا الموقف تتمثل بأنه جاء بشكل مباشر من خلال جلالته مباشرة مع ترامب في البيت الأبيض، حيث كان الملك معبرا عن مشاعر ملايين العرب والمسلمين وشرفاء العالم”.
وبين، “أن الموقفين الرسمي والشعبي الأردني، جاءا موحدين خلف جلالة الملك الذي أكد موقف الأردن الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه في غزة والضفة الغربية، حيث أكد جلالة الملك الموقف الأردني الثابت بلا مواربة وبدون مجاملات حتى مع الرئيس الأميركي، وأنهى كل التأويلات التي كانت تظلم الموقف الأردني دائما من موقفه من الحق الفلسطيني”.
وأشار الضمور، إلى “أن كل العالم رأى حزم جلالة الملك أمام الرئيس الأميركي والتزام الأردن بالموقف العربي من القضية، وخصوصا التهجير الذي يتصدر الآن حديث العالم”، معتبرا، “أن الأردن وعلى لسان جلالته يعد أن تهجير الشعب الفلسطيني وطروحات التهجير للأردن مرفوضة بتاتا، وأن الشعب الفلسطيني يملك وطنا هو فلسطين، والأردن هو وطن للأردنيين فقط، ولا يمكن أن يكون وطنا بديلا، مع التأكيد على مساندة الحق الفلسطيني حتى النهاية”.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة مؤتة الدكتور وليد العويمر، “رغم أن لقاء جلالة الملك بترامب كان في مرحلة حساسة وثقيلا بكل المعايير السياسية، لأن الرئيس الأميركي صاحب فكرة تهجير الشعب الفلسطيني، إلا أن الملك أكد في اللقاء أنه سيعمل على اتخاذ كل ما يلزم لتأكيد مصالح الأردن والحفاظ على مصالح المملكة ومن بينها رفضه للتهجير”.
وأضاف العويمر، “أن جلالة الملك أوصل رسالة واضحة، وقدم رفضا واضحا لقضية التهجير، وأكد التضامن مع المواقف العربية التي تؤكد حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لمشاكل المنطقة والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته”، لافتا إلى “أن موقف الملك خلال اللقاء مع ترامب تجاه موضوع إفراغ قطاع غزة، يؤكد رفض الأردن لذلك بشكل كامل، فضلا عن الإجماع العربي الذي يؤكد أهمية بقاء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإعادة الإعمار بوجود الشعب الفلسطيني”.
من جهته، قال نائب الأمين العام السابق وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الاجتماعي الدكتور عودة الجعافرة، “إن لقاء جلالة الملك مع الرئيس الأميركي حسم كل الجدل بخصوص الموقف الأردني والظلم الذي يتعرض له الأردن بخصوص قضية التهجير بتأكيد ملكي حازم أمام صاحب فكرة التهجير وهو الرئيس الأمريكي بأن الأردن يرفض بتاتا تهجير الشعب الفلسطيني ليس للأردن وحسب، بل لأي مكان آخر، لأن وطن الشعب الفلسطيني هو وطنهم التاريخي فلسطين فقط”.