أعيدو الألق لجامعاتنا… اليرموك أولاً..!

منذ 20 ثانية
أعيدو الألق لجامعاتنا… اليرموك أولاً..!

د. مفضي المومني.
كتبت سابقاً ومنذ سنوات عن جامعاتنا… وعن مديونياتها… وعن اليرموك… وكل جامعات الوطن… كتبت من عين الكاتب المهتم بمصلحة الوطن… ولست في مجال الخصام او النفاق لأحد… واليوم أكتب من جديد لعل وعسى أن يعي عقل الدولة والحكومة أن أساس النهضة والتطور لبلدنا هو التعليم… وهذه بديهية لم نخترعها… ولكن رأيناها من تجربة الدول المتقدمة… (سنغافوره وكوريا الجنوبية وفنلندا وغيرها الكثير…!).
في الأمس اعلنت نتائج زيارة وفد مجلس النواب لجامعة اليرموك… وقبلها قرأنا الكثير عن متاعب؛ اليرموك الجامعة التي نحب… وطلبنا أن تتدخل الحكومة وتعيد اليرموك وغيرها من جامعاتنا الوطنية إلى ألقها.. ودورها الذي مارسته منذ انشائها… واتضح أن المشكلة الرئيسية هي التمويل والمديونية لليرموك وبقية الجامعات… وبعدها مشكلتنا في الإدارات وهي قاسم أعظم لمعظم مؤسساتنا وخاصة التعليمية… ولم ننجح لتاريخه باستعادة وتَمّثُل إدارات مرت بتاريخ جامعاتنا… نعرفها… ونستذكرها بخير… مع الاحترام للجميع..!.
الارقام التي خرجت من الإجتماع لا تختلف كثيراً عن أرقام أبناء اليرموك المعترضين والذين رفعوا الصوت لإنقاذ اليرموك، فالمديونية تزيد عن 74 مليون دينار… والدين التراكمي على الجهات المبتعثة 37 مليون دينار… والعجز تفاقم في آخر تسع سنوات.. وعجز الميزانية السنوية كبير… وخدمة الدين 5 ملايين… إنها ارقام محبطة وتقود الجامعة للإفلاس إن تركت لقدرها…! ولا أريد أن أعود لنظرية المؤامرة… والتي يتناقلها البعض في ظل السكوت الحكومي عن وضع الجامعات الحكومية..وما يقال( هنالك مؤامرة او توجه من جهة ما… للوصول لإفلاس الجامعات ومن ثم بيعها أو خصخصتها… لا سمح الله) ولن يكون ذلك بهمة الغيورين على وطننا وجامعاته وأساس نهضته التعليم… ولكن الواقع الذي يجب أن يؤرقنا ماثل ويهدد جامعاتنا ولا تنفع العواطف هنا..!.
ولست مع شخصنة الأمور… ولا بموقف المؤازر أو المناطح ل س أو ص… رؤساء الجامعات اصبح تغييرهم أو إعفائهم… بجرة قلم… ودون اتاحة الفرصة لبعضهم لتقديم استقالاتهم… وحصل ذلك للبعض مؤخراً… عدا حالات موجبة وصلت فيها بعض الإدارات حد التنمر وتخريب البيت الجامعي واعرافه… ناهيك عن الفساد المالي والإداري والأكاديمي…!
تغيير الإدارات ممكن ولكنه بحاجة لحوكمة… من لدن عقل الدولة… فطرق التعيين في العقدين الماضيين لم تكن موفقة بأغلبها..!
القضية الأهم مديونية الجامعات… وعجزها…وهنا لا بد أن يحل موضوع المديونية من قبل الحكومة… وأن تصفر مديونية الجامعات… وأن تلتزم الجهات المبتعثة بالدفع للجامعات مباشرة بعد كل قبول… وأن يتم وضع تصور استراتيجي وخطط تنفيذية محكمة لتغطي الجامعات ميزانياتها ذاتياً… ودعمها حكوميا وخاصة في البداية.. وأيضا العودة لتخصيص ضريبة دينار الجامعات لدعم الجامعات مباشرة بناء على اعداد الطلبة والتنافسية في تحقيق أهداف معلنة… لأن الوضع الحالي لليرموك وغيرها في ظل مديونيات تراكمية وعجز لن يتيح لأي إدارة أو رئيس التقدم في جامعته… البحث العلمي والتدريس وخدمة المجتمع والجامعة المنتجة كل ذلك بحاجة لتمويل سخي لنرسخ جودة التعليم وكفاءة المخرجات…!.
وفق هذا وذاك يجب أن تكون هنالك عين للحكومة والجهات الرقابية على الجامعات والإدارات… لقياس نجاحها أو فشلها… وأن يكون ذلك دورياً… ويعتمد عليه مجلس التعليم العالي في الإبقاء أو التمديد لأي رئيس جامعة.
الحلول الترقيعية للمديونيات والأمور المالية… هي ترحيل للمشكلات…واستمرار للتراجع… وإغراق الجامعات في وحل الإفلاس… أو التراجع وتدني المستوى… وهذا ما لا نريد…!
جامعة اليرموك أيقونة الشمال تستحق الأفضل… وكذا كل جامعات الوطن.
ننتظر من حكومتنا الرشيدة (تجبيرها قبل ما تنكسر )… وأن يعود التعليم أولويتنا الوطنية… حمى الله الاردن