أهالي غزة يعودون إلى منازلهم بعد بدء الهدنة.. هذا ما وجدوه

منذ 3 دقائق
أهالي غزة يعودون إلى منازلهم بعد بدء الهدنة.. هذا ما وجدوه

وطنا اليوم:بعد أكثر من خمسة عشر شهراً من العدوان المدمّر، يشهد قطاع غزة لحظة فاصلة في تاريخه اليوم، وعلى الرغم من الجراح التي لا تزال تنزف، عاد أهل غزة إلى بيوتهم، بعضهم حاملاً بين يديه أمل العودة إلى الحياة، وآخرون يحملون ذكريات فقدان أحبائهم.
هذه العودة، التي كانت تقتصر على الحلم في الأشهر الماضية، باتت حقيقة بعد إعلان وقف إطلاق النار، الذي أثلج صدور أهل الأرض الذين ذاقوا مرارة الخوف والتهجير.
في قلب هذه العودة، يتدفق الأمل بين شوارع غزة التي عانت من أصوات الانفجارات والدمار، بينما يكتشف أهلها لأول مرة كيف يبدو الأمان بعد انقطاع دام طويلاً. لم تكن العودة مجرد لحظة عابرة؛ بل هي لحظة زلزلت الأرواح وأشعلت مشاعر فرح قُدّرت بالكلمات، التي لخصت قصة صمود المقاومة وألم الرحيل.
وانتشرت تغريدات على منصة “إكس” من مختلف أنحاء العالم مشاهد تعكس فرحة وسعادة عودة النازحين إلى ديارهم، وكل كلمة كانت بمثابة صلاة ودعاء لهؤلاء الذين لم يفقدوا الأمل حتى في أوقات الظلام.
الكثير من هذه التغريدات كانت موجهة نحو تقدير عودة الأمل، مثلما فعلت تمار النهار التي كتبت من قلب الأردن، حيث قالت: “الأردن منا ونحن منهم، من قلب غزة مع تكبيرات الفرح.”
كان الشارع الأردني، كما ظهر من خلال منشورات المغردين، حاضراً بقوة في دعم غزة، عبر رسائل تحمل محبة كبيرة ومشاركة معنوية في فرحة العودة، تأكيداً على أن الفرح لا يقتصر على الأفراد فحسب، بل يتسع ليشمل جميع الأطياف في المنطقة العربية.
عادت الحياة تدريجياً إلى شوارع غزة، ورغم أن جراح الماضي لا تزال ماثلة في الذاكرة، إلا أن الشعور بالعودة إلى الأرض، والبيت، والأحياء التي طُهرت من دمار الحرب، أعاد للناس جزءاً من الأمل المفقود.
ونشر المغرد علي حاتم الشافعي مقاطع فيديو لطواقم الدفاع المدني التي تصدرت المشهد طوال الحرب، حيث كانت الفرحة عارمة على وجوههم وكتب :”دموع فرح ولقاء بعد غياب ومشاهد مؤثرة.. غزة تفرح بعد انتصارها أمام حرب الإبادة التي استمرت 16 شهرا”.
وكتبت تغريد عبر صفحتها على موقع “إكس” : لمن يسأل عن اليوم التالي بعد الحرب .. هذا هو عنوان اليوم التالي في غزة!!! #حماس ولا شيء غير حماس !! هنا غزة البقعة الوحيدة الحرة بالعالم !!
ورصد صحفيو وكالة الأنباء الفرنسية عودة الفلسطينيين إلى منازلهم عبر شاحنات وعربات تجرها الحمير وعلى الأقدام، مرورا بمناطق واسعة مدمرة في غزة، لا سيما في الأجزاء الشمالية من الأراضي الفلسطينية.
بحسب صحيفة ذا ناشونال، فإن بعض سكان مخيم جباليا في شمال غزة – الذي تعرض لحصار إسرائيلي منذ أكتوبر – لم ينتظروا أكثر، وبدأوا العودة إلى منازلهم في الساعات الأولى من صباح الأحد.
راغب مسعود، 41 عاماً، كان من بين الذين أصرتهم الرغبة في العودة. قال لـ “ذا ناشيونال”: “مع انبلاج الصباح، زاد نفاد الصبر وتقدم الناس نحو المخيم والمناطق المحيطة”.
وأضاف: “كان الدمار يفوق الوصف – شوارع مليئة بالركام، جثث متناثرة، ولا شيء بقي قائماً”.
وعندما وصل إلى منزله في الفالوجة، شعر السيد مسعود بصدمة عارمة. “كان منزلي ملاذاً لعائلتي المكونة من سبعة أفراد ولعائلة أخي المكونة من ستة أفراد. الآن، لم يبق لدينا سوى الشارع. الجيش الإسرائيلي دمر كل شيء – لم يبق أي حياة في شمال غزة”، قال.
وأفاد شهود عيان أن شوارع جباليا مكدسة بالركام والدمار، مع رائحة الجثث المتحللة التي تطغى على المكان، حيث ما زال العديد من القتلى تحت الأنقاض، بينما تتعفن جثث أخرى في الشوارع.
ويوفر وقف إطلاق النار أملاً هشاً لسكان غزة، لكن طريق التعافي طويل، مليء ببقايا دمار لا يمكن تصوره.
فوزي أبو ركبة، 44 عاماً، نزح من جباليا إلى مدينة غزة بعد أن اقتحم الجيش مأواهم في نوفمبر، بحسب ذا ناشونال.
وكان أبو ركبة ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي ستدخل فيه الهدنة حيز التنفيذ، ليتمكن من تفقد منزله ، قائلا: “منزلي، الذي بنيته بسنوات من الجهد والعمل الشاق، ذهب – دمر بالكامل وأصبح لا شيء. أكثر من 12 عاماً من الذكريات محيت في لحظة”.
ووصف المشاهد التي واجهها في طريق عودته إلى المنزل. “كانت الشوارع مليئة بالركام والأنقاض. شمال غزة لم يعد كما كان – كل شيء مدمر، الجميع محطمون. من المؤلم للغاية ولا أستطيع استيعاب ما حدث. بصراحة، لا أعرف كيف أستمر في العيش بعد هذا أو كيف أبدأ بإعادة بناء حياتي. الدمار يفوق قدرة العقل البشري على التخيل”.
وأضاف: “الركام والدمار في كل مكان، لا توجد منازل متبقية في الشمال. هذه هي الحقيقة بالنسبة لنا جميعاً”.