بقلم:المحامي الدكتور مهند صالح الطراونة
بمشاعر من الفخر والإعتزاز يقف الأردنيين هذه الأيام عند ذكرى عظيمة ذكرى وفاة أغلى الرجال فقيد الأمة ورمزها فارس من بني هاشم سبط نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المغفور له جلالة الملك الشريف الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، وقد وقف عندها أبناء الأردن على إختلاف أصولهم مستشعرين عبق الذكرى مستشرقين مستقبل آمن مزدهر رغم ضيق العيش تزينهم اسمي آيات الانتماء والولاء للوطن الغالي والقيادة الهاشمية .
إستقبلها الأردنيون وقد أثبتوا للعالم بأسره بأنهم أهل عزم وهمه وأن الاردن قوي بأهله وعريق بتاريخيه وصلابة موقفه وتوازنها حيال القضايا العربية والاسلامية ، مؤكدين أن الأمن الوطني والوحدة الوطنية والقيادة الهاشمية ثوابت أردنية راسخة في جدور الدولة في زمن تتسارع فيه وتسقط فيه الدول والحكومات من حولنا ، مجددون فيها البيعة والعهد لوارث العرش الهاشمي جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أطال الله عمره الذي أراد من هذه الذكرى أن تكون ذكرى خلود ورمزا للبذل والتضحية والعمل الجاد لإستمرار مسيرة التقدم والازدهار للوطن ومحاربة الفساد ،فقد بدأ الاردن في مئويته الأولى بقواعد دستورية متينة و منظومة تشريعة شاملة حملت إصلاحات جوهرية ، وأعطيت الصلاحيات الدستورية الكلمة الفصل في التشريع والرقابة للسلطة التشريعية ، وجعلت من القضاء كابح لعمل السلطات في الدولة ،وجعلت من السلطة التنفيذية تعمل تحت منظومة الرقابة من السلطة التشريعية والقضائية مما أضفى توازنا على السلطات الدولة .
وعلى الرغم من سنين قد خلت على رحيل فخر الرجال المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، إلا أنها لم تمحي في قلوب كل الأردنيين حبه ، ولازال طيفه في البال لأنه الباني والأب وصانع الوطن والمثل الأعلى لكل الأردنيين في الشهامة والشجاعة والكرم والتواضع الود والتسامح والعطف ومثالا يحتذى به للقائد العظيم الذي يقدر الإنسان وكرامته .
ذكرى غالية يستنهض فيها الأردنيون هممهم لخدمة وطنهم شاكرين فيها المولى جل علاه أن منحهم قيادة هاشمية عريقة في هاشميتها وفي حملها لرسالة الثورة العربية الكبرى ، فهي سليلة أسرة عربية هاشمية امتدت جذورها طيلة قرون مضت إلى سيد الخلق أجمعين النبي محمد (عليه الصلاة والسلام ) ، حملت على عاتقها حمل رسالة الحق ونشر دين الهدى .
قيادة هاشمية استمدت من الإسلام قيمها ومبادئها ، قيادة انفردت بوسطيتها وإعتدالها مما جعل من الأردن وشعبه في طليعة دول المنطقة ومثالا يحتذي به بالدفاع عن الأمة وقضاياها ، فهو جزء لاينفصل من الأمة العربية والإسلامية و وارث رسالة عظيمه رسالة الثورة العربية الكبرى ، قيادة إستمدت شرعيتها من تاريخها العريق ومن مواقفها .
ولعل من حسن الطالع الإشارة بهذا الصدد إلى أن النظام السياسي الاردني من الناحية الدستورية جعل من مركز الملك في الدستور سبيلاً للديمقراطية وصمام أمان للدولة والشعب فوجود الملك على رأس السلطات الثلاث أضفى على النظام الاردني مزيدا من الديمقراطية ولقد عبر جلالة الملك عن حس الشعب ونبضه في العديد من القرارات لايتسع المقام لشرحها الآن .
في هذه الذكرى العطرة لابد لنا أن نستذكر الدور الكبير الذي قام به فقيد هذه الأمة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه في تأسيس نهضة الأردن رغما عن التحديات والمصاعب وقلة الموارد حتى أضحى الأردن منارة للتقدم والثقافة والعلم وكرامة الإنسان ، ولقد سعى المغفور له بنهج – قد أكمله قايد مسيرتنا وحادي ركبنا جلالة الملك عبدا لله الثاني بن الحسين – مؤسس على الحفاظ على الإنسان وكرامته واعتباره أغلى ما يملك الوطن ، وهذا الأمر بدوره يحمل كل فرد منا أن يعرف واجباته تجاه وطنه وقيادته وان يحفظها، لان الثروة الحقيقة للوطن هو المواطن الصالح المخلص والمنتمي لوطنه وقيادته وهذا ما امرنا به ديننا الحنيف حب الاوطان وإطاعة ولي الأمر ، يجعل من علاقته الراسخة مع أبناء جلدته ومجتمعه أساسا للطريق إلى التنمية والازدهار ومنعة الدولة وقوتها .
وأخيرا كل الأردنيين يا سيدي ينادوك يافخر الرجال ويا أغلاهم( طيب الله ثراك) إننا على العهد نمضي رفاق درب لكم ولمسيرتكم أوفياء منتمين لوطننا وقيادتنا الهاشمية بقيادة جلالة مليكنا المفدى عبدا لله الثاني بن الحسين ، ماضون بعزائم لايمكن لها أن تلين وبنفس الرجال الذي يحي الرجال لنبقى على الوعد والعهد نبايع بني هاشم الأطهار على السمع والطاعة في المنشط والمكره لإكمال المسيرة.