وطنا اليوم_بقلم الدكتور محمد الهواوشة
في مشهد يعكس عمق الاستهتار بالمسؤولية العامة وتجاهل مصالح المواطن، شهدنا قرارًا تعسفيًا بإنهاء تكليف الدكتور ياسر وهيب سليمان ناصر من رئاسة مركز صحي العريض الشامل. قرار يفتقر للعدالة ويعكس توجهًا خطيرًا في الإدارة القائمة على تصفية الحسابات الشخصية بدلًا من خدمة الوطن والمواطن.
الدكتور ياسر، المعروف بأخلاقه العالية وحرصه الشديد على خدمة أهالي منطقته، لم يرتكب جرمًا سوى المطالبة بحقوق مشروعة لأبناء المنطقة، وذلك خلال زيارة دولة جعفر حسان ووزير الصحة فراس الهواري الى جبل بني حميدة. بدلاً من أن يُكافأ على شجاعته وحرصه على تحسين مستوى الخدمات الصحية، وجد نفسه في مرمى الاستهداف، حيث قرر الوزير إنهاء تكليفه، ليس لسبب سوى أنه تحدث بجرأة أمام دولة الرئيس وطالب بصيانة المركز الصحي وإجراء إصلاحات مستحقة.
*وزير الصحة: منصب لخدمة الشعب أم وسيلة لتصفية الحسابات؟*
قرار وزير الصحة يعكس وجهًا آخر للإدارة القائمة على الشخصنة والانفعال بدلًا من المهنية والعدالة. لقد أحرج الوزير أمام دولة الرئيس، ليس لأن الدكتور ياسر أخطأ، بل لأنه وضع النقاط على الحروف وكشف قصور وزارة الصحة في التعامل مع احتياجات المواطنين.
إذا كانت مطالبة رئيس مركز صحي بإصلاح المبنى وتجهيز المعدات تُقابل بقرار إنهاء تكليف، فكيف يمكننا أن نطالب الكفاءات الوطنية بالعمل بجدية وإخلاص؟ وهل أصبحت الجرأة على قول الحقيقة جريمة في قاموس وزارة الصحة؟
*صوت قبيلة بني حميدة لا يُسكت*
هذا القرار ليس مجرد إساءة للدكتور ياسر شخصيًا، بل هو استهانة واضحة بمطالب أهالي قبيلة بني حميدة، الذين يعتمدون بشكل كبير على خدمات مركز صحي العريض الشامل. كيف يمكن لوزير الصحة أن يتجاهل احتياجات منطقة بأكملها ويتخذ قراراً يزيد من تدهور القطاع الصحي فيها؟
إن قبيلة بني حميدة، التي قدمت الكثير لهذا الوطن، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه القرارات الجائرة التي تضر بمصالحها وتضعف ثقتها بالمؤسسات الرسمية. من هنا، ندعو كل أبناء القبيلة للتكاتف والوقوف صفًا واحدًا ضد هذه الممارسات التعسفية التي لا تخدم إلا المصالح الشخصية.
*رسالة إلى وزير الصحة فراس الهواري*
يا معالي الوزير، إن المنصب تكليف وليس تشريفًا، وخدمة الوطن أمانة في أعناقكم. إذا كان طلب إصلاح مركز صحي يُحرجكم أمام دولة الرئيس، فإن تجاهل هذه الطلبات يُحرجكم أمام الشعب بأكمله. القرارات التعسفية ليست دليل قوة، بل تعكس ضعفًا في الإدارة وقصورًا في التعامل مع التحديات.
نطالبكم بمراجعة قراركم الجائر بحق الدكتور ياسر وإعادته إلى موقعه المستحق. كما ندعوكم لتحمل مسؤولياتكم كاملة تجاه أبناء المنطقة وتلبية مطالبهم المشروعة بدلًا من معاقبة من يطالب بها.
*ختاماً: كرامة المواطن أولًا*
إن استهداف الكفاءات الوطنية واغتيال أصوات الحق لا يُبني وطنًا، بل يزيد من الإحباط ويُضعف ثقة الشعب بمؤسساته. نحن بحاجة إلى وزراء ومسؤولين يتقبلون النقد البناء ويعملون لصالح الوطن بكل إخلاص، لا إلى من يضيقون ذرعًا بالمطالب المشروعة ويواجهونها بالتعسف والعقوبات.
على وزير الصحة أن يدرك أن أبناء قبيلة بني حميدة، ومعهم كل الأردنيين الأحرار، لن يسكتوا على هذا الظلم، وأن صوت الحق سيبقى عاليًا مهما كانت الضغوط.