بقلم.ماجد ابورمان
تاريخيا لم يكن الود يجمعني بالدوله لأني لست من النماذج المحببه “للسيستم” العام قبل أيام إلتقيت في أحد المناسبات بإحدى الشخصيات الأمنيه رفيعة المستوى والذي تقاعد بعد زمن من القوه والنفوذ ليرى نفسه على قارعة الطريق يمتهن تقديم التعازي وتطربه جملة “إتفضل هون باشا”قال لي عندما سألته لماذا لم تكن الدوله تحمل لي الود أجابني (أنت طويل اللسان ولك قلم جارح ولا يعرف المواربه إنفعالي ولا تهمك الألقاب ونحن لا نحبذ دعم هذا النموذج) أقنعني ذلك الباشا المتقاعد المثير للشفقه بعد تهميشه لكن الدوله لا تنسى جماعتها لعله سيعود قد لا يعود لنفس النفوذ والقوه ولكن قد يحظى بمنصب فخري يسد به جوعه وحاجته لهرمون السلطه القاتل “
السلطه التي تجعل الظلم مبرر وتحت مسميات عده أهمها
“مصلحة الوطن العليا “
أحزنني ذلك الباشا عندما إبتسم وأنا اقرأ بعينيه مزيج من اللؤم والحزن والحقد فهو لم يكن يستسيغ مجرد التعاطي معي واليوم لم يجد سواي يقول له “اتفضل هون باشا”
مع أن هذا الباشا تنفع جدآ ولكن للسلطه طعم أخر”
غادرت ومشاعري مختلطه بين الحزن على من أهدر عمره يلهث ككلب الصيد وبين الشماته بمن قسى ولفق وظلم وساهم في شيطنتنا وإقصاءنا “
لم أتحمل بعد وصولي للبيت إلا أن أكتب له رساله نصها
“سعدت بلقائك اليوم بعد التقاعد هذه هي الدنيا يا باشا لم يكن الكرسي الذي كنت تجلس عليه هو مركز الدنيا ولم تكن أنت سيد الأرض والحاكم بأمره أتمنى لك حياه سعيده بعد أن صغر نفوذك وتضاءل أمام المجهول القادم ليوجب عليك أن تتواضع وينحني رأسك أمام جلال الله وقدرته “
قد تكون الرسالة لئيمه ولكنني لم أطيق صبرآ وأخيرآ الحمدلله على نعمة الهاشميين فكل أسد كرتوني تغره الدنيا في مراكز القوه عندنا وكل كلب جائع لنهش لحم الصادقين مع الوطن وأنفسهم تنال منهم عدالة الهاشميين وترمي بهم الى حيث يستحقون”مزبلة التاريخ “حتى وإن عادوا يعودون بلا اظافر تنهش” فالهاشميين ليسوا أل الأسد والأردن ليست سوريا