الاحتفال برأس السنة والمشترك العالمي

31 ديسمبر 2024
الاحتفال برأس السنة والمشترك العالمي

وطنا اليوم_

#نبيل_الكوفحي

البعض عندنا وحولنا يشارك الاخرين الاحتفال براس السنة الميلادية كمناسبة روتينية، وكثيرون يتبادلون التهاني بذلك من باب انها مشترك عالمي وليس انها مناسبة وطنية او كعيدي الفطر الاضحى، والغالبية كتقليد لدول القوة والتأثير الغربية.

لن اخوض في الدلالات المختلفة لهذه الاحتفالات والتهاني، ولا في جوازها وعدم جوازها، بل ساتناول مفهوم المشترك العالمي فقط.

لا ضير ابتداء في المشتركات العالمية بالعموم، لكن يهمنا ان نعيد التذكير بالمشتركات العالمية التي تمثل حقوقا وواجبات جمعية وشخصية قبل الحديث عن الافعال والاقوال التي لا تصنف على انها حقوقا وواجبات كتبادل التهاني بالسنة الجديدة مثلا.

 

من ابرز الامثلة على ذلك ميثاق الامم المتحدة، والاعلان العالمي لحقوق الانسان، واتفاقيات محاربة التمييز، وحق تقرير المصير، ومحكمة العدل والمحكمة الجنائية الدولية، وغيرها من المشتركات الالزامية الدولية التي ترتب حقوقا وواجبات للدول والافراد.

 

السوال الان: أين مواقف الدول العظمى وذات التاثير ومنها بالطبع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن، والجمعية العامة والاتحاد الاوروبي وغيرها من المنظمات مما يحدث في غزة من ابادة جماعية وتهجير وانتهاك لكل تلك المشتركات المذكورة اعلاه ايضا، كما نتساءل عن استمرار اطول وابشع احتلال في التاريخ الحديث؟!.

ان.المطالبة بتطبيق تلك القوانين الدولية اصبح مستفزا ناهيك ان يكون مملا لنا جميعا في بلاد العرب والمسلمين ولغالبية البشرية، كما اصبح ذريعة للدول والحكومات بدل قيامها بالواجب لايقاف ذلك العدوان وتلك الابادة الجماعية، لقد بات جليا ان معظم تلك المشتركات العالمية اصبحت بلا جدوى ان لم تكن عوامل هدم واذلال واستعمار وليس عوامل بناء.

 

كم نحن بحاجة لاعادة بوصلة القيم الانسانية كالحرية والعدالة وتقرير المصير لان تتصدر راس المشتركات العالمية، العبرة هنا ليست بالمطالبة بل ان تتخذ الامم والدول المستضعفة مواقف جمعية موحدة تجاه كثير من القضايا وتلزم نفسها بها قبل ان تطالب الدول المستكبرة والغنية بها، فلا مجال في شريعة الغاب التي تسود العالم لمواقف ضعيفة ولا متفردة.

واذا جاز ان نتمنى شيئا، فنأمل ان تتظافر جهود البشرية لايقاف العدوان والابادة على غزة وفلسطين واهلها وكل يوم وعام وانتم بخير.