واخيراً، أعلن الجيلاني عن موعد العرس الديموقراطي في سوربا

29 ديسمبر 2024
واخيراً، أعلن الجيلاني عن موعد العرس الديموقراطي في سوربا

د. عادل يعقوب الشمايله

تماماً اطمأننا على مستقبل سوريا الزاهر، وعلى بداية عهد الاصلاح السياسي، وتطبيق الديموقراطيةِ في اقصى تجلياتها، وعلى سلامةِ وأمنِ الحدود بين الاردن وبين سوريا.
وتبددت المخاوفُ من انتقالِ عدوى عنف الاخوان وامكانية اتخاذهم قرارَ تجربة حظهم في الاردن، لأن مبررات المخاوف واهية وافتراضية، ولم تعد واردة.
مبعثُ هذا التفاؤل هو اعلان فخامة الرئيس ابو محمد الجيلاني رئيس تنظيم حركة فتح الشام أدام الله ظلهُ بأن وضع دستور جديد لسوريا ما بعد النظام الاستبدادي الفاجر الفاشل، سيكونُ قريبا جدا. القريب جدا هو بَعدَ ثلاث سنوات.
وفورَ الانتهاءَ من اقرار الجيلاني للدستور المُرتقب سيتمُ اجراء انتخابات، اي بعد اربع سنوات.
هذا يعني ان ابو محمد الجيلاتي وجماعته سيتحكمون في سوريا ويحكمونها لمدة اربع سنواتٍ شمسيةٍ فقط، بشرعيةِ الأمر الواقعِ وليس بالشرعية القانونية المنبثقةِ عن ارادة الشعب السوري، وكما يتوق الى ذلك خمسة وعشرون مليون سوري. فوزنُ خمسة وعشرون مليون اخف من وزن الالاف من شتى أنحاء العالم المنضوين في حركة فتح الشام.
طبعاً، الإسلامُ السياسي والاخوانُ المسلمون جزءٌ منه لا يعترف بالديموقراطية ولا يعترفون ولا يقبلون بمبدأ أنَّ الشعبَ هو مصدر السلطات. اذ أن مصدر السلطات في اعتقادهم هو الله. فالله يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء. وحيثُ أنَّ اللهَ هو من تزعَ الملكَ او الحكمَ من بشار المجرم الهارب، فالله هو من اختار تنظيم فتح الشام وعلى رأسهِ ابو محمد الجيلاني ليسيطر على سوريا.
الاسلامُ السياسي الذي يقتدي بمنهج معاوية بن ابي سفيان في انتقال الحكم والتصويت الارادي الحر، يختصر ويترجم مفهوم الديموقراطية بصناديق الانتخابات. وهم بذلك لا يختلفون في فهم وتطبيق الديموقراطية عن تلك التي مارستها الانظمة العسكرية التي تحكم البلاد العربية بيد من حديد وقفاز من حرير منذ مائة عام.
هذا، اضافةً الى انَّ الفقهَ السياسي الاسلامي الذي يزعمُ واضعوه ووارثيهِ على العميا، أنهُ يصلحُ للتعميم والتطبيق في شتى انحاء العالم قد استقرَ على أنَّ الحكمََ ينتقلُ من حاكمٍ الى آخر بالمغالبة وليس بالتداول السلمي للسلطة. فما لذةُ الحكم ان لم يسل على درجاته الدَمُ.
برنامجُ ونهجُ ابو محمد الجيلاني هو نسخةٌ عن برنامج ونهج الفيلد مارشال الجنرال عبدالفتاح البرهان الذي نقل الحكم من يد الاخوان اليمنى الى يدهم اليسرى، فقط ليُمَدِدَ حكمهم ويجدَ مخرجاً لمطالبة محكمة الجانيات الدولية تسليم المجرم التقي الفيلدمارشال الجنرال عمر البشير باني السودان الحديث وبطل انفصال جنوب السودان وبطل تدمير دارفور وبطل الابادة الجماعية لعوام الشعب السوداني الذين لا يستحقون الحياة.
تلاعبَ عبدالفتاح البرهان او عبدالفتاح البهلوان وتحايل، وأجَّلَ وسَوَّفَ وتراجع عن كافة محاولات القوى الوطنية السودانية واتفاقيات المرحلة الانتقالية والانتقال السلمي للسلطة من العسكر لحكومة مدنية، التي هدفت اخراجَ السودان من كوارثه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية والانسانية. السبب هو أنَّ الاخوان لا يقبلون أن يشاركهم احد في الحكم ولا ان يرثهم احد في الحكم استنادا لأنهم لا يُقرون عقائديا ايدولوجيا بمبدأ التداول السلمي للسلطة. ليسَ منَ السهلِ استرجاعَ عظمةٍ من حلقِ القط. او كما وصف القرآن الكريم عجز الناس عن استرجاع ما اغتصبه الذباب من موائدهم.
النتيجة: ما نراه من انقلاب الحلفاء: الجيش الاخونجي مقابل قوات الدعم السريع، على بعضهم البعض منذ سنتين قُتِلَ خلالها عشرات الالاف من السودانيين، لدرجة أن غزةَ تظهرُ كجنة وواحةَ سلامٍ مقارنة مع السودان.
هذهِ طبيعة الاسلام السياسي التي لن تتغير ولن تتبدل. وعلى الشعوب العربية التي احتضنت الفكر السياسي الاخواني وباقي اطياف الاسلام السياسي ان لا تلوم سوى نفسها وان تتحمل النتائج المدمرة لاختيارها وأنْ تستمتعَ بنومٍ عميق على جانبها الذي زرع فيه خنجر .
الشعوب العربية تتزاحم على صناديق الانتخابات سواءا انتخابات رئاسية او برلمانية او نقابية او بلدية او اتحادات طلبة او تشكيل الفرق الرياضية، رغم أنها تُشاهد وتسمع من خلال وسائل الاعلام والتواصل ما آلت اليه اوضاع الدول العربية التي حكمها الاخوان والاسلام السياسي في السودان والصومال وتونس وليبيا والعراق وايران وافغانستان وباكستان والمغرب العربي الذي منحهم فرصة الحكم ثمان سنوات وبان فشل الاخوان والاسلام السياسي بصورة صارخة، ومع ذلك لا يتعظون. لماذا اذن نحشر انفسنا ونعترض اذا كانت الشعوب العربية ترى ان هدف الانظمة الحاكمة هو ضمانُ وصول المحكومين للجنة كما توسلهم لها الصلاة والزكاة والحج. أي انَّ الشعوب العربية لا تقيمُ وزنا للحريات والحقوق الانسانية وكرامة الانسان والمشاركة في الحكم، ولا تريد من الحكومات الاسلامية أي خدمات كالتعليم والصحة والكهرباء والمياه وغيرها، لأنَّ الاولويةَ هي للجهاد وفتح الدول غير المسلمة في اوروبا وامريكا والصين والهند ونشر الاسلام وفرض الجزية على الرافضين من اهل الكتاب وقتل الرافضين من غير اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى هذا اذا وجدوا نصارى