الدكتور أحمد الشناق
منذ العهدالإسلامي الأول ، كان الأردن بوابة الفتح الإسلامي من معركة موته إلى اليرموك بهزيمة هرقل الروم وامبرطوريته ، وتشرف ثرى الأردن بإحتضان ألاف الصحابة الأجلاء ، وكان الأردن الركن الصلب بتثبيت خلافة بني أمية في دمشق لتنطلق رسالة الإسلام من حدود الصين الي اواسط أوروبا بحضارة عربية إسلامية سامقة . وتتجدد مكانة الأردن بجند صلاح الدين وقلاعه على أرض الأردن وطرد الصليبيين من ديار الإسلام ، ويتوالى تاريخ الأردن في العصر الحديث بإحتضان أحرار سوريا لمشروع سوريا الكبرى بالتحرر والوحدة والنهضة بقيادة الملك فيصل الأول في ظروف دولية بالغة التعقيد لدول منتصرة في الحرب العالمية الأولى وسيطرتها وهيمنتها على الموقف الدولي ، ويتواصل الأردن بقيادة الملك المؤسس عبدالله الأول بإحتضان رجال الثورة السورية ضد المستعمر الفرنسي وبرعاية الجد المؤسس الملك عبدالله الأول لنيل حريتها .
سوريا اليوم بثورتها المباركة وإنجازها التاريخي بإخراج إيران واذرعها بمشروع طائفي بغيض استهدف سوريا والمنطقة العربية ، وهو إنجاز للأمة بأن لا تبقى سوريا رهينة لهذا المشروع البغيض لأخذ المنطقة لأتون صراع ديني لن ينجو منه احد من أقطار الأمة وشعوبها .
إن إقتلاع نظاماً مجرماً بحق شعب سوريا ، وبنى بقاءه ووجوده على الدماء والتهجير والسجون والمقابر الجماعية بهذا التحالف الشيطاني تحت مسمى الممانعة وشعارات كاذبه تخفي مشروعاً طائفياً يستهدف العروبة والإسلام الدين الحنيف ، وكأن المنطقة تستعيد مرحلة القرامطة والصفوية بما اوغلوا في الدم العربي قتلاً وخراباً .
منذ انطلاق الأحداث عام ٢٠١١ ، والأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني ، اتخذ موقفاً واضحاً وصريحاً بالحل السياسي السوري السوري ، وضرورة الحفاظ على وحدة التراب الوطني السوري والسيادة الإقليمية للدولة السورية، وخروج كافة القوي الأجنبية من الأراضي السورية ، وأن الحل للوضع السوري يكون بما يقبله الشعب السوري .
إنتصار ثورة الشعب السوري ، وزيارة وزير الخارجية الأردني، كأول مسؤول عربي كبير يزور دمشق ويلتقي بقياداتها الجديدة ، يتطلب من الاردن مواصلة التواصل مع الدول العربية الشقيقة نحو موقف عربي موحد ، لمبادرة عربية تدعم وتساند سوريا الجديدة بكافة الإمكانيات والقدرات وإسناد سوريا بالموقف الدولي ، وأن لا يبقى فراغاً عربياً ، وبما لا يسمح بإبتزاز سوريا وعلى حساب قرارها الوطني المستقل .
الأردن بوابة الشام لعروبتها ، والأردن دولة ذات رسالة بقيادته الهاشمية وشعبه الحر ، وتربطه علاقات متميزة بأشقائه العرب، مما يعطيه دوراً فاعلاً لإحتضان سوريا في البيت العربي ، وتمكينها من مواجهة تحديات كبيرة من ملايين المهجرين وبيوت مدمرة وإقتصاد متهالك ، وإستكمال سيادتها الوطنية على كامل الأرض السورية ، وبناء دولتها الجديدة بمؤسساتها ، وتمكينها من نسج علاقاتها على أسس المصالح المشتركة وفق قرارها السيادي المستقل .
الدكتور أحمد الشناق