(ماذا نريد من الرئيس؟)

منذ 3 ساعات
(ماذا نريد من الرئيس؟)

وطنا اليوم_بقلم: الدكتور هاني ال

كعيبر السرحان

حتماً سوف تشرق شمس الأمل في يوم قريب، وسوف يتحقق ما نصبوا إليه بالرئيس الجديد أو بمن يأتي بعده.

نعم، نريد رئيس حكومة ووزراء بدون حرس ومواكب تحفهم وتزفهم. نريد رئيس حكومة ووزراء يخافون من قوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسئولون). نريد مسؤولين لا يغلقون مكاتبهم في وجه المواطن المتعب. نريد منهم النزول إلى ميادين العمل والبناء وزيارة المؤسسات ودوائر الدولة المختلفة العامة والخاصة حتى يصلح الحال. بعد ذلك تظهر ملامح التطوير والتحديث أقرب كل قريب إلى حياتنا.

 

وسوف يتحقق الأمل ونرى مدارس حكومية جديدة تستطيع احتضان الآلاف من الطلاب الذين يزدادون كل يوم. وسوف نرى عدد الطلاب في الغرفة الصفية لا يزيد عن عشرين طالباً، ونودع أعداد الصفوف الدراسية البائسة التي يجلس فيها خمسون طالباً وأكثر يدخلون ويخرجون كما خلقتني ربي.

 

سوف يتحقق الأمل وتُبنى العديد من المستشفيات الحكومية التابعة للدولة، ويزيد عدد الكوادر الطبية المؤهلة فيها. وسوف نرى ضحكات المرضى تزين وجوههم بدلاً من البؤس الذي يتوشحهم وهم ينتظرون الطابور الطويل لكي يشكوا ألمهم للطبيب والممرض. وسوف يستقبل الأطباء المرضى بكل صدر رحب دون توسط ودون عناء الوصول إليهم والاستجداء على أبواب العيادات بدموع الحسرة والألم، لأن ضيق ذات اليد يمنعهم من الذهاب إلى جحيم أسعار الطب الخاص. وسوف تتوفر كل العلاجات المجانية، وتكون صور الأشعة بنفس اليوم، وسنودع المواعيد الطويلة التي لا تأتي إلا بعد اليأس أو الوفاة.

 

وسوف يتوقف ارتفاع سعير فواتير الكهرباء والوقود التي تذهب نصف الرواتب لسداد فواتير الماء والكهرباء ومحروقات المركبات.

وسوف يتوقف توغل شركات الاتصالات، وتصبح البطاقات الخلوية أقل تكلفة بدلاً من أن يدفع رب الأسرة ربع راتبه لأولاده طلاب الجامعات والمدارس الذين أصبح الهاتف من متطلبات دراستهم.

 

سوف يشرق أمل جديد بـ(جعفر حسان) أو بغيره، لأن الحياة لا تحب ولا تحتمل الجمود. لأن مستوى الجمود قد تعدى الوصف حتى صار يسيطر على فرحنا وعلى قلوبنا وحتى على ضحكاتنا المقهورة. وأصبح الشغل الشاغل للمواطن من صباح يومه إلى آخره كيف يستطيع العيش ليوم آخر.