وطنا اليوم_بقلم _المهندس مدحت الخطيب..
نعم سنقسو على منتخبنا الوطني بعد هذا الاخفاق المزلزل والتعادل الذي رسم بطعم الخسارة في مباراتنا مع المنتخب الكويتي الشقيق، فقد انتهى عصر المجاملات واصبحنا عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ولكي لا ينهار الحلم وينتهي الامل نقولها كما هي، فلا خير فينا إن لم نقلها بلسان واضح وبصوت مسموع، نقولها من باب تصحيح المسار ومعالجة الاخطاء والعثرات من منطلق وطني ومحبةً بكل لاعب وشخص قدم. وسيقدم لمنتخب النشامى.
لست بخبير رياضي ولا محلل ولا أتابع مباريات كرة القدم كثيرا إلا مباريات المنتخب الوطني فهو بالنسبة لي وللكثير من الأردنيين كالبتراء ووادي رم وجرش و الملكية الاردنية والجامعة الأردنية ومدينة الحسين الطبية وصحيفتي الدستور والرأي والتلفزيون الأردني معالم وثوابت وعنوان ساقها لنا الزمان والمكان والرمزية…
سنقسو على المنتخب محط اهتمامنا وصيف آسيَا الاخير والتي حصل عليها بكل جدارة واقتدار، سنقسو على المنتخب فهو محط اهتمام القائد والمواطن وكل غيور على تراب هذا الوطن ومحبيه.
سنقسو على المنتخب كيف لا وهو محط اهتمام عشاق الساحرة المستديرة باكملها واصبح يحسب له الف حساب ..
سنقسو على المنتخب الذي أوجع قلوب الأردنيين من الشمال إلى الجَنُوب ومن الشرق إلى الغرب يوم أمس وهذا الأداء الغير مقنع واللعب العشوائي والاستهتار وعدم الاكتراث…
سنقسو على المنتخب الذي لعب في الشوط الأول في نصف ملعب الخَصْم واحكم سيطرته على الملعب، وبقدرة قادر تحول في الشوط الثاني إلى منتخب آخر بلاعبين ومدرب آخر وكأننا في دوري الحارات لا مع منتخب يلعب ليفوز ويدخل للمرة الأولى ومع هذا الكم الهائل من النجوم إلى تصفيات كأس العالم من أوسع أبوابها وبعيدا عن حسابات الملحق…
سنقسو على المنتخب لأنه قسا علينا جميعًا وأفقدنا الكثير من الأمل والشغف في الدعم والإسناد و الذي امتد منذ عامين واكثر ..
سنقسو على المنتخب ومدربه الذي يتعكز على الإصابات ليوهمنا أنه جاهز وقادر على وضع الخطط وتحقيق الانتصار لولاها ولا أعلم كيف لمدرب محترف أن لا يحسب لها حسابا وأن يجهز لاعبًا رديفًا مكان كل لاعب بمن فيهم يزيد أبو ليلى حارسنا المتألق على الدوام…
سنقسو على مدرب يطمح للوصول إلى كأس العالم يعتبر التعادل مع الكويت الشقيقة أمرًا إيجابيًا وأن النقطة أفضل من الخسارة ، ويقول إن عبد الله الفاخوري حارس المرمى البديل لا يتحمل المسؤولية بسبب عدم جاهزيته الذهنية والبدنية للدخول في أجواء اللقاء!!!.
في الختام أقول ولعلها تكون الوقفة الأخيرة لجمال السلامي مع المنتخب ولكي لا ندس رؤوسنا في الرمال وقد يتفق معي فيها الكثيرون من أبناء ومحبين منتخبنا الوطني والعارفين بالرياضة من محللين ونقاد.، الفخ بدأ عندما سمحنا لأنفسنا بالصمت على الأخطاء الكارثية التي قام بها السيد جمال مع المنتخب منذ اليوم الاول للتصفيات، فكلنا يعلم أن هنالك تراجعاً واضحاً في أداء المنتخب، ولم نحرك ساكنا حتى وصل الماء إلى ذقوننا.
كانت العرب إذا أعضل الداء ولم يقبل أي دواء حسموه بالكيّ وهو عندهم آخر الدواء ثم صار هذا التعبير يقال في كل معضلة لا تجد حَلاً وبقناعتي، لا كأس عالم لنا مع الأخ جمال السلامي فهل من مستمع يعيد للاردنيين فرحتهم …