الدكتورة فدوى غازي حموه تكتب : اليوم العالمي للسكري

15 نوفمبر 2024
الدكتورة فدوى غازي حموه تكتب : اليوم العالمي للسكري

الدكتورة فدوى غازي حموه
أستاذ مساعد- قسم التغذية والحميات/برنامج التغذية والصحة النفسية- كلية العلوم الصحية-الجامعة الأميركية في مادبا

يحتفل العالم في 14 تشرين الثاني من كل عام باليوم العالمي للسكري، وذلك بهدف زيادة الوعي بمرض السكري وكيفية الوقاية منه والسيطرة عليه. حيث قام الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية بإطلاق هذا اليوم في عام 1991 استجابة للقلق المتزايد من الانتشار السريع لهذا المرض حول العالم وتزايد أعداد المصابين فيه، وتم اختيار اليوم والذي يوافق ذكرى ميلاد العالم فريدريك بانتنغ والذي شارك في اكتشاف الأنسولين عام 1922. ويحدث مرض السكري عندما لا يستطيع الجسم إنتاج هرمون الأنسولين -والذي يتحكم بمستويات السكر في الدم- بكمية كافية ( النوع الأول) أو عندما لا يستطيع الجسم استخدام الأنسولين بشكل فعال (النوع الثاني) حيث يرتفع مستوى السكر في الدم عن المعدل الطبيعي، مما يؤدي مع الوقت لحدوث تلف في أجهزة الجسم والأعصاب حيث سيكون من الصعب إصلاحه.

ومن أهداف اليوم العالمي للسكري: رفع مستوى الوعي بمرض السكري بين جميع فئات المجتمع، وتشجيع التشخيص المبكر، والتوعية بطرق الوقاية من المرض بالتأكيد على اتباع النظام الغذائي الصحي، وممارسة النشاط الرياضي، ومكافحة السمنة – ان وجدت- عن طريق اتباع الحمية المناسبة، وضرورة توعية المجتمع والعائلة بأهمية التثقيف الصحي ودوره في علاج السكري، وضرورة التحذير من مضاعفاته والوعي بالعلامات والأعراض التي تشير إلى حدوث هذه المضاعفات، وأيضا توفير الأدوية والأجهزة التي يحتاجها مرضى السكري لتقييم وعلاج المرض من قبل الدول جميعا.
ويجدر الإشارة إلى أن مرض السكري هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، حيث تشير الإحصائيات إلى وفاة 7.6 مليون شخص حول العالم في العام 2021 بسبب مضاعفات مرض السكري، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 537 مليون شخص يعيشون حاليا مع مرض السكري وأن هذا التقدير سيرتفع إلى 783 مليون بحلول العام 2045 على مستوى العالم.
ومن المتوقع بحلول عام 2025 أن يكون عدد الأشخاص المصابين بالسكري أكثر من الضعف في أقاليم أفريقيا وشرق المتوسط وجنوب شرق أسيا بمنظمة الصحة العالمية. وعلاوة على ذلك فإن العديد من البلدان في الإقليم تعلن حالياً عن ظهور السكري من النوع الثاني في سن الشباب على نحو متزايد عما كان سابقا. ويرجع ذلك إلى وجود أنماط حياة قليلة النشاط وعلى نحو متزايد، وأيضا إلى ارتفاع معدل السمنة بينهم، وأيضا تزايد في معدل الإصابات في ارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية الوعائية .
وعند الإصابة بالسكري قد تحدث الأعراض فجأة وقد تكون خفيفة كما في حالة السكري من النوع الثاني، وقد تمر سنوات دون ملاحظة الأعراض، وتشمل أعراض السكري: الشعور بالعطش الشديد، زيادة الحاجة إلى التبول على غير المعتاد، عدم وضوح الرؤية والشعور بالتعب وأيضا فقدان الوزن عن غير قصد ودون عمل أي حمية غذائية.
وقد أقرت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية في العام 2022 خمسة أهداف يتعين تحقيقها عالميا بحلول العام 2030 لتغطية مرض السكري وهي:
1- تشخيص 80% من المصابين بالسكري
2- أن 80% من الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالسكري لديهم سيطرة جيدة على مستوى السكر في الدم
3- أن 80% من الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالسكري لديهم سيطرة جيدة على مستوى ضغط الدم
4- أن 60% من الأشخاص المصابين بالسكري من عمر 40 عاما أو أكبر يتلقون دواء يقلل من نسبة الكوليسترول الضار في الجسم
5- أن 100% من الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول لديهم القدرة للحصول على الأنسولين و مراقبة مستوى السكر في الدم